المفكر العربى على محمد الشرفاء
ملخص
يتناول المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي في هذا المقال رسالة التوحيد والعمل الصالح كجوهر لدعوة الله للناس، مؤكدًا على أن الإسلام دين يقوم على الرحمة والعدل واحترام حرية الإنسان في اختيار عقيدته.
يشير الكاتب إلى أهمية العمل الصالح الذي يسهم في تحقيق التكافل الاجتماعي ويمنع الضرر عن الناس، ويستعرض دعوة الله لاستخدام العقل في فهم آياته ومقاصدها. كما يحذر من خطورة الروايات المكذوبة التي نسبت للرسول زورًا، وما خلفته من تشويه لرسالة الإسلام وتشجيع على الفتن والعدوان. الشيطان، بحسب الكاتب، يسعى لتضليل الناس عبر هذه الروايات المزيفة التي تروج للكراهية وتستغل النفوس الضعيفة في نشر الفساد.
في هذا السياق، يقدم الكاتب علي محمد الشرفاء رؤية نقدية عميقة حول تفشي الروايات المزورة وتبنيها من قبل بعض شيوخ الدين الذين يسهمون في إبعاد الناس عن رسالة القرآن. يدعو الشرفاء المسلمين للعودة إلى كتاب الله وتجنب السير وراء الأحاديث المزيفة التي تفرق الأمة وتدفعهم بعيدًا عن قيم الإسلام الأصيلة. ويتناول المقال أيضًا وعد الله بإتمام نوره رغم كل محاولات التشويه، مؤكدًا على بقاء آياته مشرقة بالهدى حتى يوم القيامة.
التوحيد والعمل الصالح
وتعني الجملتان التوحيد بالله لا اله الا هو، والعمل الصالح الذي ينفع الناس ويمنع عنهم الضرر بكل أشكاله واحترام حق الانسان في الحياة والحرية وحق الاختيار للعقيدة التي تناسبه دون إكراه، وممارسة الرحمة، والحكم بالعدل بين الناس، وتحريم الظلم، وتحقيق التكافل بين أفراد المجتمع حتى لا يبقى فقير يسأل، ولا جائع، ولا مريض يبحث عن الدواء، ولا لاجىء ليس له مأوى، ولا مظلوم يطالب بحقه.
كل انسان يرفق بأخيه الانسان ويحسن اليه ويتقرب كل الناس لبعضهم بالاحترام والمودة والسلام فى مجتمع يعيش فيه كل الناس فى أمن وتعاون على البر والتقوى تحت مظلة الرحمن.
تلك هى بعض عناصر رسالة الله للناس موجها آياته لهم العقل الذي كرم الله به الانسان خلقه عن الدواب والحيوان وهو يخاطب الناس سبحانه في اكثر من آية دعوتهم للتفكر والتدبر ليتبين لهم حقيقة آياته ومقاصدها لمنفعة الانسان وما يعود عليه من خير وصلاح تحقق له حياة كريمة.
ثم بعد وفاة الرسول عليه السلام – الامام الأوحد والمعلم للانسانية رسول الله للناس – يدعوهم لتوظيف عقولهم لفهم دينهم فهما صحيحا وصادقا موقينين بوحدانية الله وعظمته، ومصدقين بيوم القيامة الذي فيه يبعثون مما يحمي الانسان من الضلال في طريق الشيطان.
وقد حذر الله سبحانه الناس رحمة لهم بقوله (الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله واسع عليم).
الخطاب الالهي يحذر من اتباع الشيطان
ذلك ما يدعو اليه الخطاب الالهي وآياته للناس من مغفرة وفضل، ويحذرهم من مغبة اتباع الشيطان لتدرك عقول الناس ما يحقق مصلحتهم، فماذا كانت دعوة شيوخ الدين وأصحاب الروايات وناشري الاسرائيليات؟ دعوتهم تتناقض مع ما أمر الله سبحانه به الناس في الآية السابقة وقد ألفوا آلاف الكتب المزورة على الرسول من روايات وأحاديث كاذبة تدعو الناس لطريق الشيطان، تشوه قيم القرآن وتسيء لرسالة الاسلام وتشجع على الفحشاء والمنكر، وتنشر خطاب الكراهية بين الناس، وتخدع المسلمين بقتلهم اخوانهم فى الاسلام وتفجير اخوانهم من خلق الله في المجتمع دون ذنب.
يكفرون الناس فيستميلون النفوس المريضة والشريرة ليسعوا فى الأرض قتلا وفسادا، دعواهم تعكس قلوبا لا تعرف الرحمة وضمائر ماتت وعقولا استحوذ عليها الشيطان فانساهم ذكر الله وتسلطوا على خلقه ظلما وعدوانا.
يحاور الله سبحانه عباده بالعقل والحجة المنطقية، يمنحهم الحرية وحق الاختيار، بينما أهل الروايات وشيوخ الدين والمفسرون والواعظون والدعاه يخاطبون النفس الأمارة بالسوء واستعدادها العاطفي باتباع طريق الشيطان الذي ينتهى بهم الى الخسران فى الدنيا والآخرة.
دعوة الله رحمة وعدل وحرية واحسان
وشتان بين ما يدعو اليه الله سبحانه في كتابه الحكيم من رحمة وعدل وحرية واحسان وسلام وتحريم القتل والظلم والعدوان، وبين ما يدعو اليه شيوخ الدين من الروايات المنسوبة للرسول ظلما وبهتانا من تشجيع على طريقة الشر واقناع الناس بالظلم ونشر الفتن وجعلهم يعيشون حياة البؤس والضنك والدم.
فكيف تستقيم المعادلتان؟! احداهما من خالق السماوات والأرض والثانية من عباده الذين ضلوا طريق الحق والصواب،
فايهما نتبع قول الله وآياته التي بلغها الرسول عليه السلام للناس بعد تكليف الله له في قوله سبحانه (كتاب انزل اليك فلا يكن في صدرك حرج منه لتنذر به وذكرى للمؤمنين) ام قول أصحاب الروايات المنسوبة زورا لرسول الله؟! .
فقد حذر سبحانه وتعالى الناس من اتباع كتب غير ما ينطق بها رسول الله من آيات الذكر الحكيم مخاطبا للناس: (اتبعوا ما انزل اليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلا ماتذكرون)
فهل نتبع قول الله وامره ام نتبع اقوال البشر من خلقه الذين اتبعوا الشيطان في سعيه لتنفيذ وعده امام ربه عند خلق الانسان في قوله: (قال فبعزتك لاغوينهم اجمعين)
وتحذير الله للناس من الشيطان يقول سبحانه: (يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان الا غرورا)
كما قال سبحانه: (وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون)
كيف طغت الاسرائيليات علي عقول الضعفاء
ونسبت الروايات والاسرائيليات بالكم الهائل من الكتب والمجلدات التي اطلق عليها الأحاديث، منسوبة للرسول ظلما وبهتانا في طغيان الروايات والأحاديث المزعومة على الروايات، ولذلك يخاطب الله ورسوله بصيغة استنكارية ليبين للناس بطلان الأحاديث المنسوبة بالروايات للرسول في قوله تعالى:(تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق فبأي حديث بعد الله وآياته يؤمنون) فالله سبحانه يسأل رسوله عليه السلام في هذه الآية كيف يتبع المسلمين أحاديث مكذوبة على الرسول ويتركون آيات القرآن المبين الذي يدعوهم للرحمة والعدل والسلام والاحسان وتحريم قتل النفس وعدم الاعتداء على الناس والتعاون مع الجميع بالبر والتقوى وعدم التعاون على الاثم والعدوان، فيجيب الرسول مخاطبا وشاكيا الى الله أن السبب في ذلك هو قول الله سبحانه: (وقال الرسول يا رب ان قومي اتخذوا هذا القران مهجورا).
استطاعت الروايات بكل القدرات والامكانات المتاحة لأعداء الاسلام أن يجعلوها تطغى على الآيات التي جعلتهم ينصرفون عن القرآن ويهجروه حينما استحكمت في العقول وتم خداع المسلمين بتقديسها لما نسبت للرسول فاستحوذت على أفكارهم وساقتهم الى التنازع بينهم.
وذلك ما نعيشه اليوم فقد انصرف الناس عما بلغه لهم رسول الله من القرآن واتبعوا ما الفه العلماء وشيوخ الدين من روايات الشيطان، ويقضى الله بحكمه على الناس اما بجنة ونعيم، واما بنار وجحيم، وحين يصل الانسان بقناعاته الى تلك الحقائق ستختفي الى الأبد وتزول أوهام الشيطان ورواياته تلك التي شوهت رسالة الاسلام وغاياته وحينئذ ستعلو كلمات الله شامخة خفاقة على كل الروايات والاسرائيليات كما وعد الله سبحانه في القران الكريم بقوله (يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله الا أن يتم نوره ولو كره الكافرون)
آيات الله تضىء عقل الانسان
ستظل آيات الله وكلماته مشرقة في كونه حتى قيام الساعه تضيء للانسان عقله وتتنزل السكينة على قلبه، فتلك الآيات القرانية هي التي تهديه الى طريق الحق وهي التي تكسبه رضا الله ليغفر له ذنبه ويبارك له سعيه فتتنزل عليه رحمته وبركاته ويجزيه الله جنة النعيم في اخرته .