قضية فلسطين والخطر الصهيوني / المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي

جمعة, 10/25/2024 - 08:27

 

صدرت عن مؤسسة رسالة السلام للأبحاث والتنوير، طبعة جديدة من سلسلة «أقوال الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان»، إعداد المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي، في تسعة أجزاء، يحمل كل جزء عنوان مختلف.

وبهذه المناسبة ننشر مقتطفات من السلسلة القيمة التي تشتمل على خلاصة تجربة من القيادة العظيمة على مدى خمسة عقود، فهي مسيرة رجل تاريخي يحتذى به، المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.

قضية فلسطين والخطر الصهيوني في أقوال الشيخ زايد آل نهيان

في الجزء الثامن بعنوان (القضايا القومية) ثانياً: قضّية فلسطين، وفي الفصل الأول: (قضّية فلسطين والخطر الصهيوني)، استهله المفكر علي الشرفاء بقول الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (رحمه الله):

(إِن إيمانَنَا بقضية فلسطين

بعضٌ من إيماننا بعروبتِنا

تاريخاً..

ونشأةً..

وكياناً..

ومصيراً..

وهي قضية العرب أَجمعين

وأمانةٌ مقدسةٌ في أعناقِهم)

الخطر الصهيونّي مستمر

إنّ العدوان الصهيوني على الأمة العربية وعلى شعب فلسطين بوجه خاص لا يزال مستمراً(*)، بل إنه يزداد خطورة يوماً بعد يوم مؤكداً تهديده الواضح للسلام العالمي.

إنّ شعب فلسطين قد حُرم مــــــن حقّ تقريـــــر مصيره وأن هذا الشعب ما زال يعاني أبشع أنواع الاستعمار، وهو الاستعمار الاقتلاعي الاستيطاني الذي لم يتعرض لمثله أيّ شعب آخر في العصر الحديث.

ومن ناحية أخرى تمارس السلطات الصهيونية التمييز العنصري والاضطهاد بأقسى أنواعه ضد السكان العرب في المناطق المحتلة.

فشل المجموعة الدولية

وقد استغلت السلطات الصهيونية فشل المجموعة الدولية في إرغام إسرائيل على احترام مباديء الأمم المتحدة وتطبيق أحكام ميثاقها المضاعفة وإجراءاتها الرامية إلى تغيير معالم الأراضي المحتلة وطمس طابعها العربي الأصيل بهدف تثبيت الأمر الواقع.

لقد تجاهلت إسرائيل جميع القرارات الصّادرة عن مجلس الأمن والجمعية العمومية للأمم المتحدة والهيئات الأخرى التابعة للأمم المتحــــــدة بشـــــــــأن انســــــحاب قواتها من الأراضي المحتلة، وضرورة

احترام حقوق الشَّعب الفلسطيني والكَفّ عن سوء معاملة السكان العرب في المناطق المحتلة.

لقد أصبح واضحاً الآن أن اسرائيل لن تنفذ هذه القرارات إلا إذا اتُخِذَت بحقها إجراءات قوية رادعة كالمقاطعة الدبلوماسية والاقتصاديه وفرض العقوبات، ووقف تزويدها بالأسلحة وطردها من الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى.

قضية العرب الكبرى

إن قضية الشرق الأوسط هي قضية العرب الكبرى، وإننا نتطلع جميعاً إلى السلام الدائم والعادل الذي يضمن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، لنتحرك جميعاً كصف واحد، فالقضية ليست قضية دول المواجهة .. بل إنها أعم وأشمل، إنها قضية الشهامة والكرامة والإرادة العربية.. وهذا يستوجب منا توحيد الجهود ونبذ الخلافات، وإعادة التضامن العربي إلى ما كان عليه في حرب رمضان المجيدة.. ولاستعادة أراضينا السليبة، ومقدساتنا الإسلامية، ولعودة الحقوق المشروعة للشعب العربي الفلسطيني.

وإن ظهور أية خلافات في الساحة العربية ستهدد حاضرنا ومستقبلنا ولن يستفيد منها سوى العدو الصهيوني.

موقف دولة الإمارات من القضية العربية

لذلك فقد أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة موقفها من القضية العربية منذ اللحظة الأولى، تجاه التطورات التي تدور في الساحة العربية، وأكدت حرصها على التضامن العربي، ووحدة الصف.

كما أن دولة الإمارات العربية المتحدة تضع كافة إمكانياتها المادية والبشرية من أجل الصراع المصيري، للأمة العربية.

وعلينا جميعاً إحياء صرح التضامن العربي الذي تجلى في مؤتمر القمة بالقاهرة، وحشد كل طاقات الدول العربية في إطار الجهد المشترك، لمواجهة العدو الصهيوني وتحرير الأراضي السليبة ومقدساتنا المغتصبة.

المجابهة القومية

إني أؤكد وقوف دولة الإمارات العربية المتحدة المطلق إلى جانب القضية العربية العادلة، والالتزام التام بالواجب القومي في معركة المصير.

وإني أُطالب الأمة العربية بوقفة رجل واحد في مواجهة الجرائم المتزايدة التي تقوم بها إسرائيل.

إنّ كل ما يوحّد العرب يعتبر فائدة وقوة للأمة العربية بأسرها حاضراً ومستقبلاً.

وكل من يسعى إلى تآزر الأمة العربية سوف يسجل له التاريخ موقفاً خالداً للأجيال الحاضرة والمقبلة.

النضال من أجل التصدي للخطر الصهيوني

إن المسؤولية القومية تلزم العرب بالعمل والنضال من أجل التصدي للخطر الصهيوني الذي يهدّد وجود هذه الأمة.

وإنه لمن الغريب أن يوجد إنسان على هذه الأرض وفي هذا القرن يغتصب أراضي الغير ويستولي عليها.

إن هذا ما تفعله وتمارسه إسرائيل وإن الجندي العربي يقاتل ليسترد ما سلبته اسرائيل، وليحافظ على كيان أمتنا العربية.

إن الأمة العربية تواجه الآن معركة قاسية من أجل الدفاع عن حقها وترابها وشرفها.

ونحن لسنا معتدين، ولا نريد أن ندمر أحداً ونحن على حق، والعالم كله يعرف الآن أننا على حق، لذلك لا بد أن ينصرنا الله.

إن العالم كله يعرف الآن أن الصهاينة اغتصبوا أرض العرب، إننا نخوض معركتنا مع إسرائيل لاستعادة الأراضي المحتلة.