إبراز جواهر العلوم النفيسة في كتاب "الطلاق يهدد أمن المجتمع" للمفكر علي محمد الشرفاء / بقلم الأستاذ الحاج محمد الامين

سبت, 11/23/2024 - 12:29

 

في زمن تشهد فيه المجتمعات العربية والإسلامية العديد من التحديات المتعلقة بالعلاقات الزوجية، يأتي كتاب "الطلاق يهدد أمن المجتمع" للمفكر العربي  علي محمد الشرفاء الحمادي ليعالج واحدة من أخطر القضايا التي تلامس استقرار الأسرة والمجتمعات وهي قضية الطلاق.
يقدم هذا الكتاب رؤية علمية مهمة وفريدة حول الآثار الاجتماعية والنفسية التي يخلفها الطلاق العشوائي وغير المنظم، ليؤكد أن الطلاق ليس مجرد مسألة شخصية بين الزوجين، بل هو قضية تؤثر بشكل مباشر في تماسك المجتمع واستقراره، إذ يبين المؤلف بأسلوب علمي منهجي أن الطلاق الشفوي يؤدي إلى هدم الأسرة وتفكيكها، ما ينتج عنه تشرد الأبناء وفقدانهم للهوية والاستقرار النفسي والاجتماعي. 
هذا الوضع يشكل تهديدًا حقيقيًا لأمن المجتمع ككل، لأنه يساهم في انتشار الفوضى الاجتماعية ويؤثر سلبًا على التربية وتعليم الأجيال القادمة.
إن الناظر المتبصر في كتاب "الطلاق يهدد أمن المجتمع" يدرك أن طرح المؤلف وسياقاته ومَسَاقاته تعكس فهمًا عميقًا للحقوق الزوجية والإنسانية التي حددها القرآن الكريم، فهو يعرض قضايا العلاقات الزوجية بشكل يتسم بالعدالة والإحسان، مستندًا إلى تعاليم الشريعة التي تحث على التفاهم والرحمة بين الزوجين. 
من خلال هذا الكتاب، ينبه المفكر علي الشرفاء الحمادي  إلى أن الطلاق في الإسلام يجب أن يكون عملية منظمة تستند إلى العدالة والإنصاف، ولا ينبغي أن يتم بشكل عشوائي أو تحت ضغوط عاطفية أو اجتماعية.
المؤلف يوضح أن الطلاق يجب أن يكون آخر الحلول، وهو ما يؤكد عليه القرآن الكريم من خلال الآيات التي تأمر بضرورة المحاولة في إصلاح العلاقة قبل اتخاذ قرار الانفصال، ويجب أن يتم الانفصال وفقًا للقواعد التي تضمن حقوق الطرفين، سواء من الناحية المادية أو النفسية، مع ضرورة احترام حقوق الأبناء وحقوق المجتمع، لذلك يطالب المفكر علي الشرفاء  بضرورة العودة إلى تعاليم القرآن الكريم في تنظيم الطلاق، لأنه وحده السبيل للخروج من الأزمات المجتمعية.
إن المفكر علي محمد الشرفاء الحمادي من المفكرين الذين يجمعون بين الأصالة والمعاصرة والهدي القرآني والنبوي في طرحهم لقضايا المجتمع، فقد اختار أن يعالج موضوعًا حساسًا مثل الطلاق بعقلية ناضجة بعيدًا عن التوجهات التقليدية السطحية. 
فهو لا يكتفي بالحديث عن مشكلات الطلاق فحسب، بل يطرح حلولًا عملية تستند إلى الحكمة الإلهية والشرعية، داعيًا إلى تطبيق نصوص التشريع الإلهي القرآني في كل مجالات الحياة.
لقد استطاع المؤلف أن يقدم فكرة شاملة حول هذه القضية المعقدة، مع التركيز على ضرورة الوعي القانوني والشرعي لدى الأفراد، من منظور أن حماية الأسرة من التفكك تبدأ من تعزيز الثقافة التشريعية الإلهية والقانونية التي تضمن حقوق الزوجين، وتمنع اتخاذ قرارات سريعة وعاطفية قد تؤدي إلى نتائج كارثية.