المفكر العربي علي الشرفاء الحمادي حفظه الله يدعو إلى الوحدة الإسلامية الشاملة، بعيدا من المذهبية والطائفية.

خميس, 12/12/2024 - 14:10

 

بين الفينة والأخرى يقدم المفكر العربي المجدد: علي الشرفاء الحمادي، للأمة العربية والإسلامية طرحا فكريا رائدا في مجال التوعية والتنوير والإصلاح، وحديث اليوم حديث شيّق تدعو الحاجة إليه أكثر من أيّ وقت مضى، إنه الحديث عن وحدة الأمة بعيدا من المذهبية والطائفية، التي مزقت الأمة شرّ ممزق: (مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا ۖ كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ)، فالإسلام- كما يقول المفكر علي الشرفاء الحمادي - دين واحد، ربُّه واحد، ورسوله واحد، وكتابه واحد، وقبلته واحدة؛ وهذه الفرق والطوائف الدينية من سنة وشيعة، نشأت أوّل ما نشأت لأغراض سياسية، وعصبيات قبلية، كان أهداف رُوّادها الأوائل زعزعة وحدة هذه الأمة الإسلامية، التي نشرت دينها في مختلف بقاع العالم وأصقاع الأرض بسرعة البرق، فنشأت هذه الطائفية بتوجهاتها المذهبية المختلفة، بهدف تمزيق وحدة الأمة، وركب موجتها وساير فكرها شيوخ وفقهاء لهم مطامع دنيوية، ناسين أو متناسين قول الله تعالى: (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ)، وقوله سبحانه: (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ)، فقلدتهم الناس تقليدا أعمى عبر الديمومة الزمنية، لدرجة أنهم صيّروهم شيوخا للإسلام، وأئمة معصومين، فأصحاب هذه الفرق الإيديولوجية من المحسوبين على أهل السنة، صاروا يحملون النصوص الشرعية الواردة في المشركين فيوردونها في حق المسلمين، وبذلك كفروا وفسقوا وضللوا بالطول والعرض، وتحولوا من التكفير إلى التفجير، والمتشيع من هذه الفرق المحسوبة على الإسلام، صار يسيّس الإسلام، ولو كان في ذلك القضاء على المسلمين، فذهبت المطامع والأغراض بعقول الجميع، والإسلام بريء من الجميع، فالذين تشرّبوا هذا الفكر من هذا الطرف أو ذاك يتسلط على المسلمين المعتدلين بإرهابه الفكري، ورواياته المدسوسة المسمومة، كما يقول المفكر: علي الشرفاء الحمادي، فدين الإسلام دين وسطي معتدل لا إفراط فيه ولا تفريط، (وَكَانَ بَيْنَ ذَٰلِكَ قَوَامًا)، وهذا الإفراط الذي عند المتسنّنين من هذه الفرق، والتفريط الذي عند المتشيعة منها، هو الذي أنتج خطاب الكراهية والإقصاء، وفق طرح المفكر العربي المجدد: علي الشرفاء الحمادي، فمفكرنا - أمدّه الله بالصحة والعافية - يدعو إلى العودة إلى المنبع الأصلي، الذي يكون فيه الدين واحد، والمتّبع هو الرسول وحده من خلال ما أنزل عليه من الوحي الإلهي: (ٱتَّبِعُواْ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِۦٓ أَوْلِيَآءَ ۗ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ).
محمد اسويدات، من السعودية