أبرز ما جاء في اللقاء التلفزيوني مع الوزير السابق الشيخ أحمد ولد الزحاف بقلم / الناشطة السياسية فاطمة محمد ناجم

سبت, 12/21/2024 - 01:24

 

تابعت باهتمام بالغ لقاء صحفيا نوعيا أجرته قناة صحراء  24  ليلة البارحة مع الوزير السابق الشيخ أحمد ولد الزحاف، رئيس المجلس الوطني لحزبنا جبهة المواطنة والعدالة (قيد الترخيص).
هذا اللقاء الذي استمر لساعة من الزمن أظهر فيها الوزير براعة في القول وخبرة في السياسة وتجربة في الإدراة، ونكرانا للذات، واعترافا بالجميل لأهل الفضل والسبق في مجابات النضال والحقوق والسياسة.
استهل الوزير حديثه بالدعوة لتمهين الحقل السياسي والنأي به عن الميوعة والبعد التجاري، لتبقى السياسة فنا للرقي والنخبوية وقيادة الشعوب والمجموعات البشرية، معتبرا أن تعريف السياسة بأنها فن الممكن هو تعريف يقتصر على جانبها المتعلق بالممارسة، لكن بعدها القيادي يتطلب إعطاءها لمن هم أدرى بها وأقدر على القيام بشؤونها.
داعيا وزارة الداخلية على اعتماد استراتيجية تجمع بين الصرامة والمرونة في ضبط تراخيص الأحزاب السياسية، وذلك بمنح تراخيص مؤقتة لفترة زمنية كافية لأصحاب أي مشروع سياسي لاستكمال الإجراءات والمتطلبات التي على أساسها يمنح الترخيص النهائي.
واعتبر الوزير ولد الزحاف أن أي حزب سياسي لا يعكس تنوع الشعب الموريتاني، وليس لديه برنامج في مختلف المجالات الحيوية، ومواقف واضحة من القضايا الخلافية، هو حزب تنقصه الكثير من الصفات التي تؤهله للقيام بالدور الفعال في المشهد السياسي.
وفي معرض جوابه على سؤال حول توجساته من عدم ترخيص حزب المواطنة والعدالة، قال السياسي المخضرم ولد الزحاف أنه مطمئن من تلك الناحية لمعرفته وثقته في حزب الجبهة الذي يعبر عن إرادة مجموعة من الأطر والشخصيات السياسية والأكاديمية والفاعلين المدنيين والمجتمعيين الذين التفوا حول هذا المشروع، بغية العمل على خلق تحول في الممارسة السياسية القائمة على الثنائية القطبية ما بين معارضة لا تعترف بما أنجز وما هو إيجابي، وموالاة لا تبالي بالمعارضة وتكتفي بخطابها.
فحزبنا ـ يقول ولد الزحاف ـ يثمن كل الإنجازات التي لها تأثير واضح وإيجابي على حياة المواطنين، وينتقد كل النواقص وكل الاختلالات الملاحظة في هذا المجال أو ذاك.
ولم يخف ولد الزحاف غياب البعد السياسي في التشكيلات الحكومية، مُضيفا أن السياسة هي مفتاح كل الإشكالات والمواضيع المطروحة، لذا من الصعوبة بمكان تقييم أو الحكم على أشخاص لم يشتهروا بمواقف معينة في السياسة أو الحقوق أو الخدمة المجتمعية، معتبرا أنه يفضل الحكومة السياسية القادرة على توظيف الخبرات والإختصاصات والتي تضع الرجل المناسب في المكان المناسب بصرف النظر عن انتمائه وتوجهاته السياسية، وبصرف النظر عن قبيلته وجهته.
هذه المقابلة الصحفية أبانت عن ثراء معرفي وثقافي للوزير ولد الزحاف، وعن شخصية قيادية يمتاز صاحبها بكاريزما قوية، جرأة وشجاعة وعفوية وصدقا في الحديث، حيث تجلى ذلك في قبوله لفتح ملفات شركة سوماغاز بكل شفافية، وقد كان بإمكانه التهرب من السؤال أو التحفظ على الإجابة، لكنه فضل مصارحة الرأي العام ومواجهته بالحقائق الدامغة التي تبث براءته من كل ما نسب إليها من تُهم كيدية، عفا الله عن أصحابها.
كنت مديرا لسوماغاز، ـ يقول ولد الزحاف في سرده لخيوط المؤامرة التي تعرض لها ـ ووجدت بها الكثير من المشاكل، والتي لا تتعلق فقط بتموين البلاد بمادة الغاز، بل لأن منشآت الشركة أصبحت تشكل خطرا أمنيا على مدينة نواكشوط.
استرسل ولد الزحاف في سرد الحيثيات الدقيقة لتهمة الفساد التي وجهت له عبر صفقة قيل أنه آثر إعطاءها لشركة سنغالية.
وبالحجج والبينات الواضحات استطاع نسف كل الإدعاءات والافتراءات التي حيكت ضده، والتي تستوجب من الجهات العليا في البلد إنصافه ورد الإعتبار المعنوي والسياسي له، خاصة وأن منسق قطب محاربة الفساد ومكافحة الرشوة أصدر قرارا بتبرئته من كل التهم الموجهة إليه ووقع تلك البراءة بأن لا وجه للمتابعة.