المفكر العربي علي الشرفاء الحمادي يكتب: المجتمع الإسلامي يجني ثمرة نتائج اتباع الروايات، بدل الآيات

أربعاء, 12/25/2024 - 15:51

 

لا شك ولا ريب بأن "رسالة السلام" التي يقدمها المفكر العربي المجدد علي الشرفاء الحمادي وصلت أصداؤها مختلف دول وشعوب العالم، حيث لاقت القبول من لدن الجميع، الشيء الذي كان له تأثيره البالغ واللافت في مجتمعاتنا العربية والعالمية، ونحن هنا في السعودية نثمنها ونشيد بها، لأن حكومتنا الرشيدة تقرُّ للمرأة حقوقها المشروعة، انطلاقا من نصوص القرآن كسورة النساء ونحوها من السور والآيات الكثيرة، فالمرأة هي الأم، والأخت، والبنت، والزوجة، والعمة، والخالة، وهذه روابط ثمينة بنى عليها الشرع الحنيف أحكاما كثيرة، وانطلاقا من هذه الاعتبارات الشرعية، يقول مفكرنا العظيم: المجدد علي الشرفاء الحمادي، إن ناقلي الروايات فرقوا الأمة الإسلامية شذر مذر، باتباع الروايات بدل الآيات، فالآيات القرآنية المحكمة تتضمن تشريعات إلهية خالدة، تكفل للجميع الحرية والعدل والمساواة، وعلى رأس ذلك حقوق المرأة التي كانت مهدورة في الجاهلية، فجاء الإسلام فقاسمها المسؤولية مع الرجل، كلٌّ من موقعه، وحسب وظيفته واختصاصه، قال الله عز وجل: (يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)، بناء على هذه الآية المحكمة – يقول المفكر المجدد علي الشرفاء الحمادي-، إن الله خلق الذكر والأنثى في مرتبة واحدة، وحدد لكل منهما مسؤوليته في الحياة، فحمل الرجل مسؤولية القوامة والرعاية والحماية، وحمل المرأة مسؤولية أخرى جسيمة لا تقل أهمية وخطورة عن سابقتها، ألا وهي الحمل، والوضع، والرضاعة، والتربية، والعناية بالبيت، فهذه واجبات كبيرة تترتب عليها حقوق جسيمة، وفي عالمنا العربي والإسلامي سلب الرجل حقوق المرأة بناء على أحكام جائرة لا تمتُ بصلة إلى وحي الله المنزل على رسوله نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وهذه الأحكام بشرية ظالمة، تسلب المرأة حقوقها الواردة في القرآن الكريم، وهي أحكام مؤسسة على روايات واجتهادات بشرية، مغايرة لأحكام الله الواردة في كتابه المحكم، وهي أحكام جائرة يحاول بعض رجال الدين تدعيمها وتعزيزها بموروثاتهم ومروياتهم المجهولة المصدر، والتي دأبوا عليها في مثل هذه القضايا الكبرى، فالأحكام مصدرها القرآن الكريم – كما يقول المفكر المجدد علي الشرفاء الحمادي، الذي يسعى من خلال جميع كتاباته إلى أن يرتقي بالمجتمعات العربية والإسلامية إلى أوج الحضارة والرقي والتقدم دينيا ودنيويا؛ ولأجل ذلك يرى أنه لا بد من العودة إلى كتاب الله تعالى في قضايا إنسانية كثيرة، كقضية الطلاق وإنصاف المرأة والتعامل معها بالعدل، مذكرا بقول الله تعالى: (وَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ).
فالطلاق كما يقول المفكر المجدد علي الشرفاء الحمادي، يؤدي إلى تفكك الأسرة وتشرد الأطفال، وهذا ظلم وحيف في حقها وحقهم، لأن العلاقة الأسرية في الإسلام قائمة على مقاصد آيات الله تعالى، الذي يقول في محكم كتابه: (وإنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا)، وأخطر ذلك الطلاق الشفهي الذي ينم عن كبرياء الرجل وتعاليه على المرأة، مع أن نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم لم يطلق قط زوجة من زوجاته، وعندما هم بطلاق أمِنا سودة رضي الله عنها صالحته بأن تبقى زوجة له، مقابل تخليها عن ليلتها لأمنا عائشة رضي الله عنها، والقرآن واضح في هذا الصدد كما يقول المفكر المجدد علي الشرفاء الحمادي، يقول الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ ۚ وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾.

والله الموفق

محمد اسويدات - السعودية