في تاريخ القيادات العسكرية في البلد، يعد قائد الأركان العامة للجيوش، اللواء محمد فال ولد الرايس واحداً من أبرز القادة العسكريين في موريتانيا كفاءة ونبلا وشهامة واستقامة ، حيث أثبت بجدارة أنه قائد عسكري من طراز فريد، يجمع بين القوة في المواقف الصعبة والثقافة والرحمة مع الضعفاء.
تمتاز قيادته بالحكمة والتخطيط الاستراتيجي السليم، وهو ما جعله محط تقدير واسع من قبل نظرائه، كما نال ثقة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني، بتكليفه بهذا المنصب العسكري الأسما في البلد.
على الرغم من المناصب والأدوار البارزة التي قادها اللواء ولد الرايس في الجيش، كتوليه العتاد وتسليح الجيش، ظل يتسم بأعلى درجات النزاهة والسمعة الطيبة التي لم تشبها أي شبهة فساد أو اتهام، وهو بذلك غاش كريما، لم ينجرف وراء مظاهر التفاخر أو المبالغة في استعراض القوة.
ولا أدل على ذالك كون سيارته الشخصية الآن وهو قائد الأركان العامة للجيوش، سيارة شخصية قديمة من نوع تويوتا GX، ما يعكس قناعاته الراسخة في عدم التعلق بالماديات أو التفاخر بالمكانة العسكرية ولاتسيب الابناء عكس آخرون فأبنائه نخبة متميزون .
من السمات التي يتفرد بها الواء ولد الرايس أنه لم ينخرط يوما في اللعبة السياسية كما فعل بعض القادة العسكريين السابقين، فبقي طوال مسيرته العسكرية بعيداً عن التورط في الصراعات السياسية، وفضل أن يظل في خدمة وطنه من خلال عمله العسكري فقط.
هذا الابتعاد عن السياسة يبرز عمق إخلاصه وتفانيه في أداء الواجب الوطني، معتبرا أن دوره يكمن في تعزيز قوة الجيش وحماية الأمن الوطني بدلاً من الانشغال بالمناورات السياسية والمظاهر الفانية.
عبد الرحمن نوح
مدريد بتاريخ 22/ 01/ 2025