المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي يكتب : مؤامرة يناير.. كشفت السرائر

خميس, 01/23/2025 - 23:17

 

لقد تم التخطيط لتغيير النظام وإسقاط الدولة في مصر منذ سنة 2006م وقد شارك في إعدادها المخابرات الأمريكية ووزارة الخارجية الأمريكية بشهادة وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون التي اعترفت فيها بالتعاون مع الإخوان لإقامة دولة إسلامية في سيناء وتقسيم الدولة المصرية حتى لا تهدد أمن إسرائيل في المستقبل واتخاذ كل ما يلزم لتهيئة المسرح السياسي في مصر لتسليم جماعة الإخوان الإرهابية حكم مصر، والعبث بمستقبل الشعب المصري وتكريس تخلفه وتعطيل خطة التنمية وتفتيت الجبهة الداخلية وتهديد الوحدة الوطنية.

وبدأ التخطيط للمؤامرة سنة 2006م عندما تحدَّث رئيس المخابرات الأمريكية (جيمس وولسي) أمام قيادات المخابرات الأمريكية يشرح لهم خطته لقلب أنظمة الحكم في العالم العربي وتحديدًا في اللمملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية.

التخطيط لمؤامرة الفوضى الخلاقة

وبعد تحرير العراق ستنفذ الخطة الثانية لقلب أنظمة الحكم في ليبيا وسوريا) وهذا التصريح منقول مباشرة عن لسان رئيس المخابرات الأمريكية وموجود على اليوتيوب بالصورة والصوت ليعلم القادة العرب أن أمريكا التي يعتبرونها حليف موثوق يعترف المسؤولون لديها بما يخططونه ضد حلفائهم من أجل توظيف الإسلاميين لتنفيذ إسقاط الأنظمة العربية.

وبدؤوا التمهيد للمخطط القذر الشرير بزيارة الرئيس أوباما إلى القاهرة الذي بدأ بإعداد المشهد وإلقاء خطاب في جامعة القاهرة في ٩/يونية /٢٠٠٩م، (أكد فيه بأنه يسعى إلى إرساء علاقة جديدة بين الولايات الأمريكية المتحدة وبين العالم الإسلامي)،

وكأنه يمهد بخطابه قبل سنة ونصف من انتشار الفوضى الخلاقة في مصر سنة 2011م لمرحلة جديدة لحكم الإخوان المسلمين في مصر، لبناء علاقات خاصة بين أمريكا والسلطة الجديدة تحت قيادة الإخوان في مصر، التي كان يعد لها ليستحوذ الإخوان على التفرد بالحكم في جمهورية مصر العربية،

وقد سبق للسيدة (كوندليزا رايس) وزيرة خارجة أمريكا بتحريض الشعوب العربية على الفوضى الخلاقة، وذلك بالتحريض للقيام بمظاهرات في الدول العربية وخلق إضطرابات في بعض أقطار الوطن العربي وذلك ما حدث في مصر يوم ٢٥/ يناير ٢٠١١م.

زيارة أوباما لمصر والتخطيط لتغيير النظام

وما يدل على التخطيط للانقلاب الإخواني على السلطة في مصر بالتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية مطالبة أوباما الرئيس الأمريكي للرئيس المصري بالتنازل عن السلطة ليحقق خطته وهو في عجلة من أمره خوفًا من فشل المؤامرة التي خطط لها لتسليم الإخوان السلطة في مصر.

ومن فضل الله ورحمته عنايته بالشعب المصري الصابر المؤمن استبقت القوات المسلحة قوى الشر واستطاعت أن تخفف الصدمة بعد قيام الفوضى التي قادها الإخوان من حرق مراكز الشرطة وقتل بعض الضباط والاستيلاء على بعض المباني العامة وتدمير بعض المراكز التجارية، ونشر الفزع والخوف عند المواطنيين، مما أدى إلى خروج مجموعات من الشعب يحرسون مساكنهم ومتاجرهم من الفوضويين أتباع الإخوان الإرهابيين،

ونجح الإخوان لفترة قصيرة في التسلط على الحكم في مصر بانتخابات مزورة وتلاعب في النتائج، ولم يتصور أوباما أن ما خطط له سينقلب السحر على الساحر، وإذ خلال السنة التي حكم الإخوان فيها مصر تكشفت نواياهم الخبيثة في العبث بالأمن القومي وسياستهم في البقاء في الحكم عشرات السنين، لتتحول مصر إلى قاعدة للإرهاب تهدد العالم متحالفة مع أمريكا في خدمة مصالحها اللاإنسانية والتي تستبيح كل شيء لتحقيقها.

جرائم أمريكا اللا إنسانية

وحتى لا ننسى ما فعلته القوة الغاشمة الأمريكية في قتل عشرات الآلاف في (هوريشيما ونجزاكي) في اليابان عندما فقدت الضمير وألقت قنابلها الذرية على الأبرياء.

تضاف لجرئمها أيضًا مافعلته في الفيتنام من قتل وتدمير وجرائم ضد الإنسانية وتبعها الجرائم التي ارتكبتها في أفغانستان وما حل بالعراق ليس ببعيد؛ دمرت البنية التحتية في بغداد وغيرها من المدن، وتم نهب الآثار الحضارية للعراق واستباحت الدماء في قتل الآلاف من الأبرياء.

وما ارتكبته أمريكا من جرائم قتل وتدمير في سوريا.

فهل من المنطق بعد كل الجرائم ضد العرب وضد الإنسانية أن يظن العرب بهم خيرًا!!

وتشاء الأقدار قيام الشعب المصري بثورته الحقيقية في 30 يونية ملايين المواطنين انتشروا في الشوارع مطالبين برحيل حكم الإخوان وشعاراتهم تتردد في عنان السماء رافضين حكم الإرهابيين والقتلة والمفسدين في الأرض فتعانق الشعب والقوات المسلحة والشرطة في ملحمة خالدة للدفاع عن الجمهورية المصرية،

وسقط الحكم الإخواني تحت أقدام الشعب المصري بكل ذلة واندحار إلى غير رجعة، واختار الشعب قائدًا من أبناء القوات المسلحة ليقود مرحلة جديدة، توسموا فيه التفاني وإخلاص منقطع النظير للوطن وللشعب المصري للقيام ببعث نهضة تحفز جينات الحضارة المصرية القديمة لدى الشعب المصري لتخرج من الأجداث في هيبة قوية استجمعت عظمة الحضارة المصرية.

الشعب المصري يقف خلف قيادته

فتعانق الشعب مع قواته المسلحة والشرطة خلف قائده الرئيس عبد الفتاح السيسي ومن حسن الطالع أن يقترن اسمه باسم عبد الفتاح،

والفتاح من اسماء الله الحسنى إشارة للشعب المصري أنهم أمام فتح عظيم بعون الله ووتوفيقه وقد أذن الله سبحانه أن تتفجر الأرض والبحار بالثروات الطبيعية من الغاز والبترول ليعوض الشعب المصري عصور الاستجداء والفقر والتخلف لبناء دولة قوية تحقق للشعب الاكتفاء الذاتي وتقود ثورة في التصنيع والزراعة والتنمية في مختلف القطاعات.

يبني ويعمر وينطلق خارج الدولة المصرية إلى المسرح العالمي ليؤسس مكانة مرموقة في العالم، تليق بمكانة مصر وحضارتها العظيمة وما قدمه للإنسانية في مجالات الفلسفة والعلوم والفلك والقيم الإنسانية النبيلة، التي تدعو للعدالة والسلام.

لذلك فإن الثورة الحقيقية كانت في ٣٠/يونيه /٢٠١٣م، حينما تحركت كل طوائف الشعب المصري ترفض هيمنة الإرهابيين على مستقبل أجياله، وتتحكم في مصيره ويسجل التاريخ في تلك اللحظة موقف البطولة للقوات المسلحة، التي انحازت لمطالب الشعب تحمي أمنه القومي وتدافع عن كل تراب الجمهورية المصرية.

التحرر من التبعية

لتقول للعالم أنه حانت لحظة التحرر من التبعية لتنطلق ملحمة الشعب المصري متمثلة في القوات المسلحة والشعب والشرطة، نحو اقتحام المستقبل لتنفيذ خطط التنمية وتحقيق العيش الكريم لكل مواطن،

في ظل الأمن والسلام الاجتماعي واستقلال القرار المصري، لما يخدم مصالح الوطن في عزة وكرامة، وتحقيق الأمن والاستقرار للشعب المصري والعيش الكريم لكل مواطن وتوظيف كل الثروات الطبيعية لتطوير مستوى الحياة للإنسان والارتقاء بالجمهورية المصرية إلى أن تكون في مصاف الدول المتقدمة.

تضيف للحضارة الإنسانية بعدًا آخر من القيم النبيلة وسمو التعامل بين الشعوب، ليتحقق التعارف والتعاون بينهم على أساس الاحترام المتبادل وتبادل المصالح التي تخدم الجميع، في ظل العدالة والأمان.

وستظل مصر قوية مرهوبة الجانب بإيمان قيادتها وعزيمة شعبها ووعيه لمسؤلياته للمحافظة على ما يتحقق له من إنجازات عظيمة.

لن يهزه نعيق الغربان وعواء الكلاب مهما حاول الثعالب والصعاليك الذين تحركهم أجهزة المخابرات الدولية؛ الأغبياء الذين يتصورون إسقاط الدولة المصرية عن طريق نعيق البوم وعواء الكلاب بواسطة (اليوتيوب) والفضائيات العميلة، مما يدل على جهلهم بوعي الشعب المصري وإدراكه للأمن القومي ليحمي مكتسباته ويحافظ على دولته.

الدولة الوحيدة في العالم التي ظلت تعيش بحدودها خمسة آلاف عام ولا زالت في عنفوان شبابها.

وعي الشعب المصري

وليدرك الإعلاميون أن الشعب المصري أكثر وعيًا منهم ومما يقدمونه من بعض جرعات السموم في برامجهم ويسوقون للصعاليك المشردين في إسبانيا أو تركيا،

إنما هو يعتبر موقفًا لا يتسم مع المصلحة العليا للشعب المصري ولا يتفق مع الأمانة الاعلامية التي من المفروض أن تعطي جرعات القوة المعنوية للمواطن المصري وتساهم في توعيته وتحفيز قدراته الفكرية على إدراك مصلحته الوطنية بدلًا من أن تقوم بعض الفضائيات بترويع المواطن المصري وإحباط معنوياته. وكأن أولئك الإعلاميون يشتركون مع أعداء الدولة المصرية في ضرب المصلحة الوطنية العليا للدولة.

فعلى الجميع الامتناع الكامل بعدم تقديم معلومات أو تحذيرات ونشر أخبار عن فلان وعلان؛ يدعو الشعب المصري للخروج على النظام في اليوم المحدد والتاريخ المعين.

ويجب تجريم نشر تلك المعلومات عن الصعاليك وتسويق أهدافهم الخبيثة ضد الدولة وتحريض المواطنين ضد أمن دولتهم لصالح أعداء الشعب المصري وأعداءهم من الصعاليك المشردين.

فهم حين يرون النجاحات والمنجزات تحقق ثورة عظيمة على الماضي وما عاشه الشعب من بؤس وضنك ويأس؛ حينما يرون الشمس تشرق بكل أشعتها الذهبية على كل بقعة من بقاع مصر المحروسة تنشر الأمل، وتتلاحم القلوب والعقول من كافة شرائح الوطن تعزف سيمفونية المستقبل تتردد أصداؤه في السماء تخاطب الحاضر والأجيال القادمة..

سنظل على عهدنا للوطن مخلصين نفديه بالروح بلا ثمن، نحميه بالدم رغم المحن ونكتب التاريخ مجدًا وعزًا وإخلاصًا للوطن.

فلن يخاف الشعب يومًا ممن يبيع أرضه عميلًا للِعدا..

تقدَّمي يا مصر للعُلى.. فلن تهابي طنين الذباب وكلاب الفلا.. وعلى بركة الله منصورة بمشيئة الله.