
اطلعنا هذا الصباح على تدوينة تستهدف التشهير بشخصية وطنية بارزة كرّست جهودها بإخلاص وتفانٍ لخدمة المصلحة العامة. فما دوافع هذا الاستهداف؟ وما الذي بينك وبينه؟
سنفند جميع الادعاءات والمزاعم الواردة في التدوينة بالأدلة الدامغة والوقائع الموثقة، مع التزامنا بعدم الانحدار إلى الإساءة الشخصية أو المساس بكرامة الأفراد، محافظين على نهج الطرح القائم على الحقائق والاحترام.
يبدو أن كاتب التدوينة يحاول جاهدًا تشويه الحقائق والتقليل من الجهود الجبارة التي يبذلها معالي الوزير الأول السيد المختار ولد اجاي في سبيل تنفيذ طموحات فخامة رئيس الجمهورية والنهوض بالبلاد على كافة المستويات. لكن الحقائق على الأرض تفند هذه المزاعم، وتثبت أن هذه الادعاءات ليست سوى كلام مرسل يفتقر إلى الدليل والموضوعية.
أولًا: الحوار الوطني ليس متعثرًا بل يسير بخطى ثابتة.
يدّعي صاحب التدوينة أن الحوار الوطني يتعثر بسبب “تعقيدات” الوزير الأول، وكأن الحوار عملية فردية يتحكم فيها شخص واحد! الحقيقة أن الحوار هو عملية ديمقراطية شاملة، تُبنى على أسس التوافق والمصلحة الوطنية، وليس على أهواء أشخاص يسعون لإثارة البلبلة وتشويه جهود الحكومة.
معالي الوزير الأول يعمل وفق توجيهات فخامة رئيس الجمهورية لتنفيذ سياسات حكومية تعزز التنمية والاستقرار، وتسعى لتحقيق المصلحة العليا لموريتانيا. وليس أدل على نجاح الحكومة في ذلك من التقدم الملموس في مختلف القطاعات، رغم محاولات بعض الأطراف عرقلتها عبر حملات تشويهية مثل هذه.
ثانيًا: ادعاء غياب الرؤية السياسية لدى الوزير الأول هو مغالطة مفضوحة.
يصف كاتب التدوينة المختار ولد اجاي بأنه “ليس رجل دولة” و”بلا توجه أو مواقف”، متجاهلًا سجله الحافل بالإنجازات منذ توليه إدارة الضرائب، مرورًا بمناصبه كوزير للمالية، ووزير للاقتصاد، ووزير للاقتصاد والمالية، وصولًا إلى قيادته للحكومة بكفاءة ومسؤولية، حيث أثبت في كل مرحلة قدرته على إدارة الملفات الكبرى واتخاذ القرارات التي تخدم المصلحة الوطنية.
إذا كان المختار ولد اجاي بلا توجه، فكيف نجح في تنفيذ إصلاحات اقتصادية كبرى، وتعزيز الاستثمارات، وتحقيق الاستقرار المالي للدولة؟ كيف استطاع تعزيز سياسات الشفافية المالية والإدارة الرشيدة التي نالت إشادة مؤسسات دولية؟
الرؤية السياسية لا تُقاس بالكلام والشعارات، بل تُقاس بالأفعال، ومن الواضح أن أفعال المختار ولد اجاي تتحدث عن نفسها، رغم محاولات البعض طمس الحقائق.
ثالثًا: الاتهامات بالفساد .. أكاذيب مكررة
كل من يتابع الشأن السياسي الموريتاني يدرك أن الحملات المشبوهة التي تتحدث عن “فساد” المختار ولد اجاي ليست سوى إعادة تدوير لأكاذيب لا تستند إلى أي دليل.
لو كان هناك أي فساد حقيقي، فلماذا لم يتم تقديم أي أدلة ملموسة؟ ولماذا لم يتم الطعن في القرارات الحكومية عبر القنوات الرسمية؟ الحقيقة أن هذه مجرد محاولات يائسة لتشويه سمعة مسؤول يعمل بجدية وكفاءة.
أما مسألة التعيينات، فمن الطبيعي أن تشمل الكفاءات القادرة على تحقيق رؤية فخامة رئيس الجمهورية، وليس من المنطقي أن تُفسّر أي تعيينات على أنها “محاباة” لمجموعة معينة.
رابعًا: الحديث عن “سيطرة” مقطع لحجار مغالطة أخرى.
يحاول الكاتب الإيحاء بأن تعيين أبناء مقطع لحجار في مناصب حكومية هو نوع من “التفضيل”، متناسيًا أن الكفاءة وحدها هي المعيار الأساسي للتعيينات.
فالتعيينات لا تُدار على أساس الجهوية أو المحاباة، وكل من يتقلد منصبًا فهو هناك بناءً على قدراته، وليس بناءً على منطق التوزيع المناطقي كما يحاول البعض الإيهام به.
خامسًا: الدعوة لتشكيل حكومة جديدة محاولة مكشوفة لفرض أجندات خاصة.
يبدو واضحًا أن الهدف الحقيقي من هذه التدوينة ليس مصلحة موريتانيا، بل الترويج لأجندة سياسية معينة تهدف إلى تقويض استقرار الحكومة الحالية.
فالحكومة الحالية، بقيادة معالي الوزير الأول السيد المختار ولد اجاي، تعمل وفق رؤية واضحة ومحددة لتنفيذ برنامج فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، وأي حديث عن “ضرورة تغييرها” هو مجرد محاولة لإعادة إنتاج أزمات سياسية مفتعلة لا يحتاجها البلد في هذه المرحلة.
سادسا: استهداف أطر الولاية له دوافع أخرى
الحديث عن أبناء الولاية (لبراكنه) الذين أشار إليهم الكاتب في تدوينته، ويقصد فيها معالي الوزير الأول، ورئيس الجمعية الوطنية، والإداري المدير العام للشركة الوطنية للصناعة والمناجم (أسنيم)، فهم بلا شك من خيرة أبناء هذا الوطن العزيز. تفوقوا في دراستهم بجدارة (إذ كان كل واحد منهم “إِجَدْ قُدَامُهْ ألا أَخْنَافِرَه”)، وتميزوا في مسيرتهم المهنية، فقدموا لوطنهم جهودًا مشهودة وسجلوا إنجازات لا تخطئها العين.
واستهدافهم في التدوينة، دوافعه معروفة ولكن الحقيقة التي لا يمكن إنكارها أن فخامة رئيس الجمهورية يعرف قدرهم جيدًا، ولم يخترهم على أسس جهوية أو قبلية، بل على أساس الكفاءة، والذكاء، وحب الوطن. لقد تولوا مناصبهم عن جدارة، فدخلوا من الأبواب الواسعة، لا عبر النوافذ الضيقة.
في الختام، يدرك الشعب الموريتاني بوعيه العميق أن هذه المحاولات البائسة لتشويه صورة الحكومة لن تنطلي عليه. فالجميع يشهد بأن معالي الوزير الأول يقود مرحلة مفصلية في تاريخ البلاد، تتسم بإصلاحات هيكلية جوهرية ونهضة تنموية واعدة، رغم التحديات والعراقيل التي يحاول البعض وضعها في الطريق.
فالرهان الحقيقي لا يكون على حملات التشويه، بل على الإنجازات التي تبقى الفيصل الوحيد بين من يعمل بإخلاص لمصلحة الوطن، ومن يحاول عرقلته بأساليب مكشوفة وألاعيب إعلامية.
#إلا_المختار