أعتقد أن المشاركة في الأنشطة المخصصة للدعاية لصالح الوحدة الوطنية والوئام الاجتماعي واجب وطني ينبغي أن نستجيب لكل من ينادي بأن حيَ عليه، لذلك أنصح الجميع بالوقوف بحزم في وجه الدعايات المغرضة التي يروج لها بعض الإخوة الذين دأبوا على رمي الملح السياسي في كل الموائد، بما فيها الموائد الوطنية التي ينبغي أن نجلس عليها جميعاً بغض النظر عن خلفية الداعي ورغبة المدعو في طعم مالح يشنج الأعصاب ويسبب الضغط!
أعتقد ان الانتماء للوطن وأهله وقضايا عيشهم المشترك وانسجامهم الاجتماعي وفق نسق يٌمكن السير عليه بوتيرة تسمح بوصول الجميع أشياء ترفض علينا تغييب كل رغباتنا السياسية وخلفياتنا الفكرية، لأن مصب الأنشطة السياسية والأبعاد الفكرية هو الوطن بمفهومه الضيق أولا، ولأن الأوطان هي الرافد الأساسي لكل هذه الممارسات، ولأننا بالسماح لتغلغل الخطاب المتطرف سواء كانت طبيعته والجهة التي تسوق له نقضي على وطن عزيز بطريقة البلداء الذين بنوا بيتا بسواعدهم لكنهم عندما ناموا داخله ليلتهم الأولى لاحظوا في صبيحة اليوم الموالي أن من بينهم من يخور خوارا مزعجا، ومن يتكلم كلاما لا إراديا وهو يغط في نوم عميق، ومن يحرك أرجله وأطرافه في كل الجهات فاعتقدوا أن البيت لا يسع الجميع وقرروا بعد نقاش طويل أن يأخذ كل واحد الحجر الذي حمله لتشييد ذلك البيت والعود الذي قطعه ليحجب عن إخوته أشعة الشمس الحارقة، وهو القرار الذي نفذوه ولم تمض ساعات حتى تم هدم البيت الذي بٌني بجهد كبير وفي وقت طويل، لأن عملية الهدم أسرع من البنيان، ولأنه بتغييب الحكمة يسود الجهل، ولأن عاقبة القرارات غير المدروسة وخيمة في الغالب!
لقد كانت الحلول الذكية والآراء الرشيدة أمام هؤلاء كثيرة، لكن غياب البصيرة جعلهم يقدمون هذا الحل البليد، ويقتلون جهدهم ووقتهم بأيديهم، دون أن يدركوا أن الخوار يُشفى وأنه قد يكون وليد تعب أو إرهاق،وأن الكلام بشكل لا إرادي أثناء النوم سلوك عادي عند بعض الأشخاص، وأنه يوجد علاج بسيط يقضي عليه، وأن تنبيه النائم الذي يحرك أعضاء جسمه أثناء النوم باتجاهات مختلفة كفيل بالقضاء على هذه الحالة، وأن أشعة الشمس وضربات البرد أكثر خطورة وأشد فتكا من مسلكيات يمكن معالجتها بذكاء.
محمد ولد سيدي عبد الله