
في زمن كثرت فيه الأزمات والفتن، يسطع فكر المفكر الكبير الأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي، مناديًا بضرورة العودة إلى القرآن الكريم كمنهج حياة ومصدر أساسي للهداية والإصلاح.
في تحليله العميق لحال الأمة الإسلامية، يبرز المفكر الشرفاء أن مصيبة المسلمين الكبرى بدأت عندما انشغلوا عن تدبر القرآن الكريم وتطبيقه، واكتفوا بتلاوته في المناسبات، مما أدى إلى انفصال الدين عن الواقع، وإلى تفشي الظلم والتنازع والصراع عبر القرون.
يرى المفكر الشرفاء أن القراءة المجردة للنصوص دون وعي أو عمل ليست سوى تضليل للنفوس وخداع للذات، تمامًا كما أن لاعب كرة القدم لا يصبح نجمًا عالميًا بمطالعة قصص نجاح غيره دون تدريب ومثابرة، وهكذا يؤكد الشرفاء أن القرآن إنما أنزل ليُطبّق لا ليُجود فحسب، وأن رسالة الإسلام الحقيقية قائمة على العدل، والرحمة، والإحسان، واحترام الإنسان.
بتحليل دقيق وعقلية تنويرية، يكشف الشرفاء أن السبب الجوهري لحال الأمة المؤلم اليوم — من فتن، وحروب، وسفك دماء، وتراجع حضاري — هو هجر القرآن والانغماس في روايات بشرية منحرفة عن مقاصد الدين.
لقد أشار المفكر الشرفاء إلى أن دولة الشيطان نجحت في جعل الناس يبتعدون عن "حبل الله المتين"، فتفرقوا، وتقاتلوا، وضلوا عن الصراط المستقيم.
ويحذر المفكر الشرفاء في طرحه العميق من أن دعاء المسلمين ورجاءهم لن ينفعهم إذا لم يعودوا بصدق إلى القرآن، مستشهدًا بقوله تعالى:
{وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا}.
المفكر علي الشرفاء الحمادي لا يكتفي بالتشخيص، بل يقدم حلولا ربانية واقعية متمثلة في العودة الخالصة إلى القرآن الكريم، قراءة وتدبرًا وتطبيقًا، رافضا كل فكر بشري يتاقض مع روح الإسلام السمح، مبينا أن الاستقامة على أوامر الله وحدها كفيلة بجعل المسلمين أمة شاهدة، رحيمة، عادلة، تحقق الأمن الداخلي والسلام العالمي.
إن رؤية المفكر الشرفاء هي رؤية شجاعة ومتحررة من القيود التقليدية التي حجبت نور القرآن عن القلوب، وهي دعوة صادقة لبناء أمة تعتصم بحبل الله، وتنبذ رواسب التاريخ المثقلة بالفرقة والتعصب والدماء.
ومع تعالي الأصوات المتطرفة في هذا الزمان، يظل صوت المفكر الشرفاء الحمادي صوت الحكمة والعودة إلى الأصل، إلى كتاب الله الذي جعله نورًا ورحمة للعالمين.
إن الأمة بحاجة ماسة اليوم إلى قادة فكر من طراز المفكر الشرفاء يجددون الإيمان الحقيقي برسالة القرآن، ويضيئون الطريق نحو مستقبل قوامه العدل، الإحسان، والتسامح.