تطالعنا بين الفينة والأخرى بعض الأصوات المشَوشةَ والمٌوشوٍشة وهي تكابد البوح، وتتلعثم على غير فصاحة أو بينة، تسير على أطراف الكلمات، قبل أن تسقط في أول حفرة تلاقيها، فتراها تنهك كل عضلاتها، وهي تستنجد الفكرة واللفظة، علها تسعفها في الارتفاع من سقوطها الحر والكارثي..بعد أن أعيتها الحيلة وأوعزها امتشاق اليراع وهي توهم نفسها بمجالدة الكبار ومقارعة الأبطال وتحويل مسار الأحداث والتاريخ!
فتراها تحرك ذيول الجهة، وتدس أنوفها النتنة في وحل الفرقة والتشويش المتعمد زورا والممنهج افتراء، فلا تلبث أن ترٌدٌ على أعقابها بعد أن خسرت معركة تغيير قوة الطبيعة، ووضعت الأقدار مغناطيسها في حالة التنافر السلبي..دون أن تحس صعوبة المهمة وبعد المبتغى، فلا تترك لنفسها فرصة التقييم الحيادي والمنصف، في حق رجال سهروا الليالي وأدمى أنوفهم استنشاق البارود وأصمت أصوات المدافع آذانهم، وركبوا كل أمواج الموت دفاعا وذودا عن حرمة وطن تمتد خارطته على خطوط الطول والعرض ما بين قلوبهم ومآقيهم!!
يأتي الناعقون هؤلاء لمحاسبة دروع الوطن وحصونه على مستحقات لا تساوي على كثرتها شسع نعل ضابط حمى البحار على عتو أمواجها وصان ثروة البلد، وكان خنجرا مغروسا في حلق كل من حاول التلاعب بها، نعم، هي مستحقات لامنة ولا منحة ولم تأخذ سحة ولاغشا أو تدليسا، ليتم التستر عليها أو محاولة طمسها..
إن محاولة النيل من رئيس الجمعية الوطنية واستصدار الأحكام ضده بحجة ادعاءات جهوية مفتعلة لاتعززها معطيات موضوعية ولا تدعمها وقائع منطقية هي تماما ككل تلك الحروب الوهمية التي يحاول البعض أن ينفخ فيها ليدفع بلهبيها حتى يصيب كل أطراف الوطن، لكن هيهات ففي البحر من ماء ما يكفي لإطفاء كل نار لم توقد للقرى، وللعارفين بدروب ومسالك الصعاب مايبدد كل مسعى لا يسيء إلى كل قامة علياء إلا بقدر ما يحرق قلوب الحاقيد والمسيئين غيرة وحسدا..