
في عالم تزداد فيه التقلبات الجيوسياسية، وتتعقد فيه خريطة التحالفات، برزت موريتانيا، بقيادة فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، كنموذج استثنائي للاستقرار والحكمة السياسية في منطقة تتخطفها الأزمات. فبين التحولات الأمنية في الساحل، وتحديات الاقتصاد العالمي، استطاعت نواكشوط أن تُثبت أنها شريك استراتيجي، وفاعل اقتصادي ناتج عن رؤية متبصرة، وجهد دبلوماسي متراكم، وسياسات تنموية هادئة وثابتة.
في خطوة لافتة تحمل أبعاداً سياسية ودبلوماسية عميقة، وجهت الإدارة الأمريكية الحالية، بقيادة الرئيس دونالد ترامب، دعوة خاصة لفخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني ليكون ضمن مجموعة مختارة من الرؤساء الأفارقة الذين سيستقبلهم الرئيس الأمريكي في البيت الأبيض.
هذه المبادرة ليست بروتوكولاً عابراً فحسب، بل تعبير صريح عن تقييم واشنطن الإيجابي لمسار موريتانيا السياسي والأمني، وتصنيفها ضمن الدول الإفريقية الأكثر استقراراً ونمواً.
فاللقاء المرتقب يعكس حجم التقدير الدولي للمسار الذي اختطه فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، ويُبرز موريتانيا في إطار دولي يحظى بالكثير من الاحترام والتقدير، ويملك من المقومات السيادية والشرعية السياسية ما يؤهله للجلوس بندية على طاولات الكبار.
منذ توليه الرئاسة، قاد فخامة رئيس الجمهورية سياسة خارجية تقوم على التوازن، والانفتاح الذكي، والتعويل على المصالح المشتركة بدل الاصطفافات العقيمة. وقد تُوج هذا التوجه بعدة محطات محورية، من أبرزها رئاسته للاتحاد الإفريقي، والدور المركزي الذي لعبته موريتانيا في آلية “G5 الساحل”، إلى جانب دعمها المتواصل لحلول سلمية واقعية في أزمات الساحل وليبيا ومالي.
أما على صعيد المؤسسات الأفريقية، فقد شكل انتخاب الدكتور سيدي ولد التاه على رأس البنك الإفريقي للتنمية إنجازاً سياسياً واقتصادياً يعكس عمق الكفاءة الموريتانية، ويبرهن على الثقة المتنامية التي تحظى بها نواكشوط داخل الأوساط القارية.
من يراقب خارطة التهديدات الأمنية في المنطقة، يلمس بسهولة أن موريتانيا تقف كاستثناء لافت. لم يكن ذلك نتاج الصدفة، بل ثمرة مقاربة أمنية دقيقة تولى فخامته رسمها عندما كان قائداً لأركان الجيوش، قبل أن يُفعّلها باستراتيجيات متكاملة بعد توليه سدة الحكم.
لقد تم تأمين الحدود، وتعزيز الجاهزية، وهيكلة القوات المسلحة بما يتناسب مع طبيعة التحديات. وهكذا أصبحت موريتانيا، رغم كل ما يحيط بها من اضطراب، نقطة اتزان ومصدر ثقة في شراكات الأمن الإقليمي.
ولعل من أبرز ما عزز هذه الرؤية وضمن تفعيلها ميدانياً هو الانسجام المؤسساتي بين رئاسة الجمهورية والحكومة، بقيادة معالي الوزير الأول السيد المختار ولد أجاي، الذي واكب كل هذه السياسات من خلال نهج عملي صارم، يزاوج بين النجاعة والكفاءة، ويترجم الالتزامات الرئاسية إلى برامج واقعية ذات أثر ملموس. فقد حرصت حكومته على تجسيد برنامج “طموحي للوطن” وتهيئة الأرضية اللازمة لانطلاقة اقتصادية جديدة، قوامها الاستغلال الأمثل للثروات، وترسيخ دعائم العدالة الاجتماعية والتنمية المتوازنة.
نعم، فرغم التحديات العالمية، أصرت القيادة الموريتانية على الحفاظ على الاستقرار الاقتصادي، وتوجيه الموارد نحو أولويات المواطن. ومن خلال برامج طموحة كـ”تعهداتي؛ وطموحي للوطن”، والاستعداد لدخول عهد الغاز والطاقة، باتت موريتانيا على أعتاب طفرة اقتصادية هيكلية، تُبشر بمرحلة مختلفة من التنمية.
إن حضور فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني على الساحة الدولية اليوم ليس وليد الصدفة، بل نتيجة لمسار سياسي متزن، يتميز بالحكمة، والتبصر، والسياسات الهادئة. إنها لحظة سياسية فارقة، تتلاقى فيها إرادة وطنية صادقة مع اعتراف دولي متزايد، وتُبشر بمستقبل موريتاني واعد، عنوانه: الاستقرار، والنمو، والرؤية المتبصرة.