
أكد الأديب والكاتب الصحفي هشام النجار، عضو مؤسسة رسالة السلام ورئيس مجلس تحرير مجلتي أطفالنا وكل حد الصادرتين عن المؤسسة، أن قضية الوعي تمثل حجر الزاوية في بناء الأوطان وصيانة المجتمعات من التفكك والانقسام، مشددًا على أن الوعي ليس مجرد فكرة نظرية أو شعار يُرفع، وإنما مشروع وطني جامع يجب أن يتحول إلى سلوك يومي حيّ يترجمه المواطن في تفاصيل حياته.
اقرأ أيضا: مدير مركز العرب بفلسطين: الموقف الأوروبي يجب البناء عليه ضمن تحرك عربي عالمي مشترك
وأوضح النجار في كلمته بالندوة الفكرية التي نظمها مركز العرب للأبحاث والدراسات تحت عنوان “الوعي وبناء الأوطان”، أن أخطر ما يواجه المجتمعات هو حصر الوعي في دائرة النخبة أو تركه حبيس الكتب والندوات، بينما المطلوب أن يظهر أثره في احترام القانون، ونبذ الشائعات، وإعلاء قيمة العمل، والتعامل مع الآخر المختلف بالرحمة والعدل بعيدًا عن الكراهية والتمييز.
وأشار إلى أن ما يطرحه المفكر العربي الأستاذ علي الشرفاء الحمادي بشأن نقاء الرسالة الأصلية للإسلام، باعتبارها دعوة للرحمة والعدل والسلام، يمثل مرجعية فكرية أصيلة يمكن أن تشكل أساسًا لثقافة ووعي مجتمعي قادر على بناء وطن متماسك.
وشدد النجار على أن الوعي يمثل حائط صد حقيقيًا أمام محاولات تفكيك الدول، لافتًا إلى أن التحديات التي تواجه المجتمعات ليست سياسية أو اقتصادية فقط، بل فكرية بالأساس، وأن ضعف الوعي الجمعي يجعلها سهلة الاختراق ومعرضة لخطابات الكراهية والتطرف، بينما الوعي الصحيح يحصن المجتمع ويصون وحدته الوطنية.
كما دعا إلى النظر للوعي بوصفه مشروعًا تشاركيًا لا نخبويًا، تتكامل فيه أدوار الأسرة والإعلام ورجال الدين ومؤسسات البحث والدراسات، مؤكدًا أن مشروع “بالوعي تُبنى الأمم” لن يكتمل إلا إذا خرج من قاعات المؤتمرات ليصبح ممارسة مجتمعية شاملة في المدارس والجامعات والمصانع والبيوت.
وأضاف أن النهضة العربية لن تتحقق إلا بامتلاك مشروع وعي جامع يربط بين القيم الإنسانية العليا في الدين والثقافة، ومتطلبات العصر من علم وعمل وإنتاج، مشيرًا إلى أن التجارب العالمية الكبرى – مثل نهضة اليابان وألمانيا بعد الحروب – بدأت بإعادة تشكيل وعي الإنسان قبل الاقتصاد والسياسة.
واختتم النجار كلمته بالتأكيد على أن الوعي هو قدرة المواطن على تحويل المعرفة إلى سلوك، والفكرة إلى ممارسة، والقيمة إلى موقف، قائلاً: “حقًا.. بالوعي تُبنى الأمم، وبالوعي تُصان الأوطان”.