رموز من حاضنة تيزكة في الشمال الموريتاني ساهموا في بناء الدولة / نوح محمد محمود

اثنين, 09/22/2025 - 18:02

تُعد قبيلة تيزكة إحدى المكونات النبيلة والمتميزة ضمن قبائل دبني حسان في الشمال الموريتاني وقد ساهم رجال من خيرتها في بناء الدولة الموريتانية الوليدة ، وقد عُرفت  تيزكة عبر التاريخ بمواقفها المشرفة، وسلوكها الاجتماعي القويم، حيث تميز أبناؤها بالكرم، وإكرام الضعيف، وروح الاعتماد على النفس، والمسالمة، مما جعلهم محل احترام واسع في المجتمع الموريتاني. 
إن أبرز رجالات قبيلة تيزكة، ممن ساهموا بناء الوطن، الوزير والدبلوماسي الراحل أعل ولد علاف، أحد الرواد الأوائل الذين سطّروا صفحات مشرقة في تاريخ الإدارة الموريتانية، حيث شغل مناصب وزارية مهمة كوزير للعدل والتعليم، بالإضافة إلى عمله سفيرًا لموريتانيا في فرنسا وتونس ومديرا للشركة الوطنية للصناعة والمناجم اسنيم . 
لقد كان المرحوم ولد علاف رحمه الله أول موريتاني يحصل على شهادة البكالوريا في خمسينيات القرن الماضي، وهو ما يعكس ريادته وتميزه العلمي.
كما لا يمكن الحديث عن رموز تيزكة دون التوقف عند محمد ولد خيار، أول عمدة للعاصمة نواكشوط، والذي ساهم في إرساء دعائم العمل البلدي في مرحلة تأسيسية حساسة من تاريخ البلاد. 
وفي الجانب الاقتصادي، يبرز رجل الأعمال البارز( محمد ولد أعمر شين ) الذي أسهمت شركته في تشييد طريق الأمل بالتعاون مع شركة "مندز" الدولية، في واحد من أهم المشاريع الوطنية التي ربطت شرق البلاد بغربها، وساهمت في تسهيل حياة الناس وتنمية الاقتصاد الوطني.
وقد عرفت القبيلة شخصيات تميزت بالعطاء والإنفاق في سبيل الله، ومن ضمنهم رجل الأعمال المنفق أعمر ولد اشويخ، الذي اشتهر بكونه من المحسنين الذين لا يُعرفون إلا بالصمت والعمل الخيري، وكان صديقًا خاصًا لمفتي الجمهورية العلامة بداه ولد البصيري وقد رثاه تكريما لمسيرته الخيرية التي شهد له فيها بعد وفاته . وقد اشتهر بإنتاج خنط "ازبي"، الثوب الرجالي المفضل في موريتانيا، والذي وفّره بجودة عالية، محققًا الاكتفاء المحلي في هذا الجانب، كما واصل ابنه والشيخ التقليدي للقبيلة أحمد ولد اعمر ولد اشويخ المسيرة، محافظًا على هذا الإرث، مع المساهمة في بناء المساجد والمحاظر في الاماكن المهمة وعلي القطع الأرضية المحاذية للأرصفة علي الطرقات التجارية  وليست مخازن الشركة الوطنية للايراد والتصدير المملوكة لهم   ببعيد حيث حول المخازن إلي جامع سماه جامع اعمر ولد اشويخ بالاضافة إلي محظرة بجانبه ، في صمت ونُكران للذات.
لقد ظلت قبيلة تيزكة نموذجًا يُحتذى في الجمع بين الأصالة والعطاء، بين الكرم والاعتماد على النفس، وبين التواضع والإنجاز، وهو ما يجعلها منارة فخر في الشمال الموريتاني.