
وُلِد الدِّي ولد الزين العلوي، في مدينة تجگجة، سنة 1917، لأبيه أحمد ولد الزين ولد أحمد جدُّو ولد محمد ولد أحمد اسغيّر، وأمه امَّيْنَه بنت محمد الأمين ولد عبد الرحمن ولد سيدي ولد مولود.
عمه الإمام ولد الزين من رجال المقاومة وكان منسقا بين الشيخ ماء العينين ومحمد المختار ولد الحامد الكنتي، لكسر الحصار عن تجگجة سنة 1906. وشارك في معركة النيملان ضد الفرنسيين.
و عمه العلامة المؤرخ والقاضي والوجيه الاجتماعي البارز سيدي ولد الزين، صاحب كتاب "كتاب النسب في أخبار الزوايا والعرب".
دخل الدِّي مدرسة تجگجة سنة 1932، ثم انتقل إلى مدرسة بوتلميت سنة 1933، وفي سنة 1936 كان أول تلميذ من منطقة تگانت ينال شهادة ختم الدروس العربية والفرنسية.
وفي بوتلميت عمّق الدّي دراساته الشرعية واللغوية على مجموعة من العلماء والمشايخ.
عمل الدِّي معلما عقدويا في مدينة أطار، وفي سنة 1939 تقدم لامتحان المترجمين، فنجح بامتياز وعيّن ترجمانا (أملاژ) في مدينة شنقيط.
ومع بزوغ نجم الزعيم أحمدو ولد حرمة ولد ببانا، انخرط الدّي في تياره السياسي عضوا ومناضلا.
وفي الانتخابات المحلية سنة 1946، ترشح الدِّي عن الدائرة الثالثة (العصابة-تگانت) فنجح في الدور الأول.
وفي 10 مارس 1948 تم اختياره مستشارا عن موريتانيا في الاتحاد الفرنسي.
وأثناء عمله منتخبا محليا ومستشارا لموريتانيا في جمعية الاتحاد الفرنسي، تقدّم الدي بعدة مذكرات للحكومة الفرنسية، منها مذكرة تطالب بإنشاء معهد للدراسات الإسلامية بموريتانيا، ومذكرة لفك العزلة عن مدينة تيشيت، ودعم الجماعات المحلية، ومذكرة تطالب بإنشاء طريق بين لتفتار وتجگجة.
في فرنسا اشترى الدّي سيارة شخصية كان يسوقها متنقلا بها بين المدن الفرنسية، و 4 مارس 1949 توفي الدّي إثر تعرض سيارته لحادث سير مفاجئ قرب مدينة تولون بجنوب فرنسا.
ظل الحادث موضع استفهام خاصة أن الدّي رحمه الله كان من أبرز مستشاري الزعيم أحمدو ولد حرمة الذي تناوؤه فرنسا وتضيق ذرعا بمواقفه.
كان الدِّي رحمه الله إلى جانب ثقافته الفرنسية الواسعة، ضليعا في علوم الشريعة و علوم العربية كاتبا وشاعرا ومترجما وأديبا فذا.
ترجم إلى الفرنسية كتاب "مختصر تاريخ صحراء إفريقيا" للعلامة محمد عبد الله ولد اعبيد الرحمن العلوي(بلاهي).
كان الدّي شاعرا مطبوعا مجدّدا، وكان بيته في مدينة سين لوي (اندر) ناديا ثقافيا وصالونا أدبيا، ومما أورد له العلامة المؤرخ المختار ولد حامدٌ في موسوعته، قوله:
إن أردت الجمالَ كلَّ الجمال :: فتفرج في البدو خاليَ بال
وتنفس منه الهوى بصفاء :: وتذكر من الهوى كل بال
وانظرن للجبال وهْي حيارى :: شاخصاتٍ إلى النجوم العوالي
يفهم الشاعر السليم مقالا :: من سكوت لها عجيب المقال
واسمع الطير نائحا وتأمل :: حسن هذا الوجود حاوي الكمال
وأورد له أهل الفيس قبل يومين قوله:
و فتاة طلبت منها لقاء :: جاءني بالقبول منها وزيري
ليلة بت خاليا بجناها :: ليس فيها سوى الوزير و (زيري)
ولعله يعني (زيري بنت عبدي) فقد كانت من جميلات تگانت، إن لم تكن الأجمل، لا يضاهيها إلا (لخصاره) بنت إچّ ولد محمد محمود زعيم أولاد سيد الوافى من "كنته" وكانت بارعة الجمال، ويقول فيها الشاعر محمد الأمين بن ختار الجكني :
ألا ما (للخصارة) لا أراها :: على قرب المكان ولا تراني
إذا طلب الشجيُ لها وصالا :: أبته باللسان وبالبنان
وكنت إذا طلبت لقاء ليلى :: وسلمى بالمراد أجابتاني
لقد أدركنا زيري بنت عبدي، وكانت عظيمة القدر جميلة على الكبر.
كامل الود
X ولد Y.