المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي صوت السلام ورائد الفكر الاسلامي في العصر الحديث قراءة في النهج والفكر .../ بقلم عبد الرحمن نوح

سبت, 10/04/2025 - 09:22

 

عندما تزايدت التحديات الفكرية والدينية، وأصبح صوت العنف يحاول أحيانا أن يعلو على صوت العقل، سطع نجم المفكر الإسلامي العربي الكبير علي محمد الشرفاء الحمادي كواحد من أبرز الأصوات الداعية إلى السلام والتجديد الفكري في العالم الإسلامي، مرتكزًا على قراءة معاصرة وعقلانية للقرآن الكريم.
يُعد المفكر علي الشرفاء الحمادي من المفكرين القلائل الذين حملوا على عاتقهم مهمة تحرير الفكر الإسلامي من سطوة التراث المنغلق والخطاب المتشدد، واضعًا القرآن الكريم كمصدر وحيد للتشريع والتوجيه في حياة المسلمين.
ينطلق علي الشرفاء في مشروعه الفكري التنويري من إيمانه العميق بأن الإسلام دين سلام ورحمة، لا دين كراهية أو قتال، مؤكدا أن الخلل لم يكن في الإسلام، بل في فهم المسلمين له عبر عصور من التراكمات الفقهية والتفسيرات البشرية التي أدخلت في الدين ما ليس منه.
في مؤلفاته، لا سيما في كتابه "المسلمون بين الخطاب الديني والخطاب الإلهي"، يدعو الشرفاء إلى ضرورة التمييز بين خطاب الله في القرآن، وبين الخطاب الديني القائم على المرويات والروايات التاريخية، يؤمنا بأن الرجوع إلى القرآن هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام الداخلي والخارجي في المجتمعات الإسلامية.
يطرح المفكر علي الشرفاء الحمادي قراءة شمولية تقوم على احترام الآخر وحقوق الإنسان دون تمييز على أساس الدين أو العرق أو الجنس، نابذا العنف والتطرف والإرهاب الذي يُرتكب باسم الدين، مع التأكيد على أن "الإسلام بريء من الإرهاب".
وفي هذا السياق، يشدد الشرفاء على أن الإسلام جاء ليُخرج الناس من الظلمات إلى النور، لا ليُعيدهم إلى عصور التكفير والتخوين وسفك الدماء.
في قلب مشروعه، يدعو الشرفاء إلى تجديد الخطاب الديني ليس من باب الحداثة الشكلية، بل من خلال تفكيك البنى الفكرية المغلقة التي كرّست مفاهيم خاطئة عن الإسلام، مثل الجهاد بمعناه القتالي أو مفاهيم الحاكمية والطاعة العمياء.
إن قراءة فكر علي الشرفاء تكشف عن صوت إصلاحي عقلاني، يطمح إلى تحرير الإسلام من قيود التطرف والانغلاق، من خلال العودة إلى القرآن كمرجعية، وهي دعوة لعمري في غاية الأهمية في زماننا لعلها تعيد للإسلام وجهه الحقيقي كدين رحمة وعدل وتسامح.