الإسلام فوق الأشخاص / بقلم الاعلامي مجدي طنطاوي

ثلاثاء, 11/11/2025 - 10:10

 

ما أعظم هذا الدين الذي لا يقوم على الأسماء ولا يقيم الناس بعمائمهم ولا بألقابهم بل يزنهم بميزان واحد لا يميل هو التقوى
ففي الإسلام لا قداسة لإنسان ولا عصمة لبشر بعد النبي الأمين صلى الله عليه وسلم وما من عالم أو داعية أو فقيه إلا وهو بشر يخطئ ويصيب يؤخذ من قوله ويرد عليه لأن المرجع الأعلى في ديننا هو الحق لا الأشخاص

وليس الإسلام بحاجة إلى من يدافع عنه إذا أخطأ بعض المنتسبين إليه فالدين الذي حفظه الله في كتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه لا تهزه زلة عبد ولا عثرة داعية
قد يخطئ الواعظ في سلوكه وقد يزيغ المفكر في رأيه ولكن تبقى شمس الإسلام مشرقة لا تغيب يخطئ الناس في ظلها وتبقى هي نقية من شوائبهم

كم من رجل حمل لواء الدين ثم زلت قدمه فهل سقط الدين
وكم من متحدث باسم الإسلام أساء في قوله أو فعله فهل تغير الإسلام
إن الدين لا يوزن بأفعال أتباعه بل يعرف بحقيقته التي لا تبدلها الشبهات ولا تنقص من بهائها العواصف الإعلامية

إن الذين يخلطون بين خطأ الفرد وجوهر العقيدة يظلمون أنفسهم قبل أن يظلموا الحقيقة فالإسلام دين يدعو إلى العدل حتى مع الخصوم وإلى الإنصاف حتى مع المخالفين فكيف ننزل عليه تبعات من لا يمثله

فليذهب فلان أو علان حيث شاءت به أقداره يبقى مسؤولا أمام ربه عن نفسه أما الإسلام فباق ما بقيت السماوات والأرض لا يضره من خالفه ولا يرفعه من تزيى بزيه دون أن يحمل روحه

فالعظمة ليست في الأشخاص بل في الرسالة والخلود ليس في الأسماء بل في القيم وسيبقى الإسلام كما أنزله الله نورا لا تطفئه حملات التشويه وعدلا لا يغمره ظلم أحد ورحمة تتسع حتى لمن عاداه