
تقرير تحليلى يكتبه : خالد العوامي
في قلب التاريخ الملتبس .. وبين ما شوهه البشر وأخفاه الزمن .. ينبثق الإسلام الحقيقي كنور ساطع لا يلتبس ولا يخفت أبداً .. بوصفه رسالة عدل وحرية وسلام .. رسالة لا ظلم فيها ولا غزو أو عدوان .
فـما خبأته الأيديولوجيات المزيفة أفسد الدين وضيع الدنيا .. رغم ان نصوص الله المقدسة واضحة للعيان .. نصوص ربانية تحفظ الكرامة وتحمي الحرية وتحقق السلام .. ثم .. ثم تأبي ان تكون اداة في يد جماعات تقتل وتروع وتغزو .. و .. و تسفك الدم البرئ .
.. و في مقال غني بـ المعاني العميقة للاستاذ علي الشرفاء الحمادي .. والذي يحمل عنوان : " الاسلام رسالة العدل والحرية والسلام لا دين الغزوات والعدوان " .. مقال يعيد فيه الاستاذ على محمد الشرفاء الحمادي رسم صورة الإسلام الحقيقية .. يعيدها بعيداً عن التشويه التاريخي .. وبعيداً عن الأيديولوجيات المزيفة ، مؤكداً فيه علي أن الإسلام ليس دين الغزو أو دين الهيمنة .. ولا أداة لـ تبرير القتل أو سلب الأوطان .. الإسلام مشروع رباني لـ حياة عادلة .. ورسالة تحرر الإنسان من الظلم والبغي والعدوان .. رسالة تؤسس لـ مجتمع يقوم على الكرامة والعدالة والتعاون والسلام .
علي الشرفاء يضع كل النقاط المبعثرة فوق حروف زيفها الرواة .. لـ يوضح للناس أن ما تعرض له الإسلام من تشويه عبر التاريخ لم يكن من جوهر الدين .. انما نتيجة أفعال بشرية نسبوها زوراً إلى الرسالة الربانية .. وحولوا مشروع الهداية والعدل إلى أدوات صراع وعدوان .. وغطوا جرائمهم باسم الله .. فكان ما كان من ضرر بائن وقع على أعظم رسالة نزلت الي الارض " رسالة الإسلام " .
وهنا الاستاذ علي الشرفاء يبرز الفرق الجوهري بين الدين كـمنهج رباني للحياة .. وبين سوء استخدامه من قبل البشر لـ يؤكد للغافلين أن التشويه لم يكن تشويه عفوي .. انما تشويه مرتبط بـ محاولات ممنهجة لـ تحريف رسالة الرحمن .
وينتقل الاستاذ علي الشرفاء في مقاله ليؤكد أن العدل ليس خيار .. انما العدل قاعدة لا يقوم مجتمع بدونها .. وعدل الإسلام لا يقتصر على المسلمين انما يشمل كل البشر .. مستشهداً بقول المولي سبحانه وتعالي في محكم التنزيل في سورة النحل : " إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ " .. كما يقول عز وجل في سورة المائدة : " اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ " .. صدق الله العظيم .
وهنا الاستاذ على محمد الشرفاء الحمادي يعيد التأكيد على أن العدل هو واجب حتى مع من نختلف معهم .. وأنه ليس مجرد رخصة تنقضي عند الخصومة .. انما العدل قاعدة أخلاقية وعملية تربط الفرد والمجتمع بالحقيقة والحق .
كما يركز الاستاذ على محمد الشرفاء الحمادي في مقال علي الحرية بإعتبارها حق أساسي في الإسلام .. فلا إكراه في الدين ولا وصاية على الضمائر .. لقوله تعالي في سورة البقرة : " لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ " .. وقوله في سورة الكهف : " فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ " .. صدق الله العظيم .. وهذه الآيات تقطع الطريق على كل من ادعى أن الإسلام انتشر بالقوة .. كما تؤكد للناس .. كل الناس .. أن رسالة الإسلام حرة في طبيعتها .. قائمة على الاختيار الواعي والإدراك بعظمة وجلال هذا الدين الحنيف .
ويشدد المقال على أن الحرب في الإسلام استثناء دفاعي فقط وليست هدف .. وأن النصوص تحدد ضوابط صارمة .. مستشهداً بقوله تعالي في سورة البقره : " وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا " .. وبقوله تعالي في سورة المائدة : " مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ … فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً " .. صدق الله العظيم .
.. و الشرفاء الحمادي هنا يفضح أي محاولة تربط الإسلام بـ العدوان .. ويضع الناس أمام حقيقة النصوص القطعية التي تمنع الظلم والاعتداء .
كما يوضح أن الحكم في الإسلام لا يقوم على الاستبداد .. أو التقديس السياسي .. انما يقوم على الشورى والمحاسبة .. وهنا يستشهد بـ قوله تعالي في سورة الشوري : " وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ " .. ويقوله جل شأنه في سورة النساء : " إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ… أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ " .. صدق الله العظيم .
فالحاكم مؤتمن ومسؤول أمام الله وأمام الناس .. الحاكم ليس معصوم ولا فوق القانون .. الأمر الذي يضع أساس عاقل لـ فهم ديمقراطي أخلاقي .. يفسر منهج وأسلوب الحكم في الإسلام .
كما يشير علي الشرفاء في مقاله إلى أن الإسلام يدعو للتعاون ونبذ العدوان .. يدعو الي السلام الذي هو الأصل في دين الإسلام .. اذ يقول الله تعالي في سورة الأنفال : " وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ " .. كما يقول في ذات السورة : " وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا " .. صدق الله العظيم .
وهذه المبادئ تجعل من " الإسلام " مشروع عالمي للسلام لا للصراع .. وتكشف الطبيعة الحضارية للرسالة المحمدية الالهية .. بعيداً عن التحريف والتزوير والتشويه .
فـاختزال الإسلام في الشعائر المجردة ظلم لهذا الدين الحنيف .. ورفع شعاراته لتبرير الغزو والقتل دفن لـقيمة وحقيقة هذا الدين تحت ركام الجرائم .. الأمر الذي أدي إلى تشويه صورته أمام العالم .. اذ يقول الله تعالي في سورة البقرة : " أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ " .. صدق الله العظيم .
وهنا يعيد الشرفاء التأكيد على ضرورة التمييز بين جوهر الدين وفعل البشر .. بما يصحح الصورة المغلوطة التي ربطت الإسلام
بالعنف .
ويختم الاستاذ علي الشرفاء مقاله بالتأكيد علي أن رفع الظلم عن الإسلام لا يكون بـ الدفاع العاطفي .. أو تبرير التاريخ .. انما يكون بـ العودة الصادقة للقرآن الكريم من أجل فهم الرسالة في جوهرها .. مستشهداً بقوله تعالي في سورة الأنبياء : " وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ " صدق الله العظيم .
الرسالة الحقيقية للإسلام هي عدالة .. وحرية .. و رحمة .. وسلام لكل البشر .. بعيداً عن أي تحريف .. أو تشويه .. وهذا ما يضع الناس " كل الناس " .. أمام حقيقة هذا الدين الحنيف .. كما أراده الله ورسوله .. لا كما ارادها الكهنة والرواة .
اللهم اني قد بلغت اللهم فاشهد .




