الأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي يكتب.. نتطلع لتحقيق السلام والتعاون والتسامح بين الناس في 2026

أربعاء, 12/31/2025 - 15:28

 

مضى عام 2025 بكل ما فيه من أحداث سياسية واجتماعية واقتصادية، وها هو عام 2026 يهلّ على الناس، لا نعلم ماذا يخفيه من أحوال وأهوال، وهنا نتساءل: هل سيتخذ الناس تحذير الله لهم بالعودة إليه؟ ليعم السلام على الأرض وتتنزل الرحمة على الناس والبركات، كما حذر الله بقوله سبحانه “وَلَنُذِيقَنَّهُم مِّنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَىٰ دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ” سورة “السجدة” الآية ٢١.

نشر السلام

هل سيرجع المسلمون عن قساوة القلوب، ويتخلون عن التحريض على قتل الأبرياء، ويتبعون شرعة الله ومنهاجه في حياتهم، لينشروا الرحمة بينهم والعدل، ويتعاملوا بالإحسان ويحرّموا بينهم العدوان على الإنسان، ويتعاونوا على البر والتقوى، ويعتصموا بحبل الله، لنشر السلام بين الناس، ويتحدوا في مواجهة قوى الشيطان وأتباعه، ممن يخططون ضد الشعوب للاستيلاء على الأوطان وتشريد الإنسان وسفك الدماء في كل مكان؟ قال تعالى: “وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ” سورة “المائدة” الآية 2، وقوله تعالى: “وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ“ سورة “فصلت” الآية 33.

القرآن والسعادة

هل يتحقق في العام الجديد الاطمئنان للناس دون خوف وفزع وبغي وطغيان؟ وهل سيرجع الناس للقرآن سر السعادة والأمن والاستقرار، يبين للناس طريق الحق وطريق الضلال، ويحذر الناس من الظلم والعدوان على الناس في كل مكان، ليعيشوا في رغد وخير وأمان؟ وهل سينتصر الحق على الباطل؟ وهذا لن يتحقق دون الاعتصام بحبل الله تعالى، وترك الفرقة والانقسام؟ قال الله تعالى: “وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ” سورة “آل عمران” الآية 103.

التعاون والتسامح

أدعو الله هذا اليوم وفي آخر جمعة في عام مضى، أن تتنزل على الناس رحمة الله وبركاته، وأن يبين لهم طريق الرشاد لما يحقق السلام على الأرض والتعاون والتسامح لخير الإنسان، ويرفع الله عن الناس غضبه وعقابه، بما أسرفوا في المعاصي ولما ارتكبوا من الجرائم باسم الإسلام، وتكبروا على شرعة الله ومنهاجه.

وَٱعْفُ عَنَّا وَٱغْفِرْ لَنَا

وكل منا يدعو في هذا اليوم بقول الله سبحانه: “رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَآ إِن نَّسِينَآ أَوْ أَخْطَأْنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَآ إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُۥ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِۦ ۖ وَٱعْفُ عَنَّا وَٱغْفِرْ لَنَا وَٱرْحَمْنَآ ۚ أَنتَ مَوْلَىٰنَا فَٱنصُرْنَا عَلَى ٱلْقَوْمِ ٱلْكَٰفِرِينَ” سورة “البقرة” (٢٨٦).

الكافرون الذين كذبوا بآيات الله، وتكبروا على قرآنه، وتحدوا الله بالتمرد على الإيمان بالله الواحد الأحد لا شريك له رب العالمين الذي “لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ ۚ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ” سورة “الشورى”.