الاخبار ميديا / مما لا شك فيه فإن حزب تواصل اليوم هو من أكثر الأحزاب الموريتانية تطورا وهو يعتمد على أسس ليست فقط أيدلوجية. فقد تأسس التجمع الوطني للإصلاح والتنمية في عام 2007 المعروف اختصارا باسم ("تواصل") وقد برز بوصفه حزب المعارضة الرئيسي في موريتانيا ، مع 14 نائبًا ومنتسبون يصل عددهم إلى 80 ألف (والعدد أقل بكثير، وفقا لكثير من المراقبين). لديه صحف على الانترنت من أبرزها صحيفة الأخبار. في عام 2017 تسلم محمد محمود ولد سيدي رئاسة الحزب من محمد جميل منصور الرئيس المؤسس. تواصل بذلك يكون الحزب الأكثر حداثة في البلاد فلا علاقة لأحزاب "حقائب" مع هذه الممارسة. لا يستطيع رئيس الحزب أن يستمر لأكثر من فترتين مدتهما خمس سنوات. لكن الحزب ليس متجانسا من الناحية العرقية، فالبيضان يلعبون الدور الأكبر في الحزب. وأعضاءه يدفعون مساهمة- على عكس حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم- لكن باقي تمويله غير معروفة. الحزب قريب من حزب العدالة والتنمية المغربي وحزب النهضة الإسلامي التونسي. فهل هو حزب إسلامي؟ "نحن نفضل أن نقول عن أنفسنا أننا حزب سياسي ذو مرجعية إسلامية، يقول جميل منصور، مضيفا: نحن موريتانيون أولاً وقبل كل شيء، لم يعد من الممكن تشكيل حزب على أساس إيديولوجي فقط، واختيارنا للديمقراطية هي خيار استراتيجي وليس تكتيكي". لكن هذا لم يمنع الرئيس محمد ولد عبد العزيز من استهداف الحزب، فهو لا يفوت فرصة لكي يقول عنه إنه خطر جسيم على البلاد ويهدد باتخاذ إجراءات ضده. عندما تمت مقاطعة قطر من قبل دول في العالم العربي خشي تواصل أن يؤدي قربه من جماعة الإخوان المسلمين إلى حظره. لذلك اختار عدم التصعيد ضد السلطة فعندما قاطع حلفاؤه المعارضين مقاطعة الاستفتاء الدستوري لعام 2017 طالب الحزب التصويت بلا. ومع ذلك فإن تواصل يلعب بذكاء بطاقة وجوده في المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة دون أن يكون متسقا مع اتجاه المنتدى رغم أن قوته الانتخابية ومكانته تسمحان بذلك. في جميع الاحتمالات سوف يدعم المرشح الرئاسي المختار من المنتدى. ومن شأن تقديم مرشحه الخاص أن يجعله معرضا للحل، فمن بين كل أحزاب المعارضة لا تخشى الأغلبية سوى تواصل. يواصل الحزب تقدمه في ظل حلفائه وهو يسعى بصبر للانتشار بفضل أعماله الخيرية ومدارسه القرآنية. هو حزب عصري مع بعض الانتهازية. ترجمة موقع الصحراء المتابعة الأصل اضغط هنا