قرر الوحي بأن من يستبدل العزة بالذلة، خسر خسرانا مبينا ، ووعد الله بأن يأتي بقوم يحبون الشهادة في سبيله ، فيهبهم الحياة والتمكين بأمره وحكمه، وبقضائه وقدره. كذلك فعل بقوم نوح، وأصحاب الرس وثمود، وعاد وفرعون، وإخوان لوط ،وأصحاب الأيكة، وقوم تبع، وأصحاب الفيل، وأصحاب السبت، وأهل سبأ، وقوم كسرى ، وأهل الروم. وكذلك قطع الله شأفة يهود ومنافقي يثرب، وتبر أهل الردة في اليمامة، وأهل الفتنة في العراق. وما حال بقية الأمويين، والعباسيين، والعثمانيين، وملوك الطوائف، وسلالات سلاطين البربر والعجم، وأنظمة الاستبداد والوهن وحبط الرحيل، منكم ببعيد. أخذت دمشق، وبغداد، وقرطبة، والقاهرة، وطرابلس، وصنعاء، والقيروان، وبيروت، وبعلبك، وتبوك، والجزائر، والرباط، وتونس كأس أم الخبائث، وكأس النشوة بالذات، فقادتهم نخبا وحكاما، إلى كأس المنية الزعاف، والسقوط الأبدي من قاموس الفتوحات والتمكين في الأرض. هي السنن تتكرر، وهي المجاديف تتجدد، تسقط بغداد فتتحرر غزة، وتهوى الجامعة العربية فتبزغ الأستانة، وتباع القدس بثمن بخس فيرفع الله الراية في أندنوسيا و ماليزيا.،ويتدحرج مسيلمة في اليمامة فيخرج صقر قريش من إبطه ، ويدهن الرابض بمالى واتشاد لنتانياهو ،فيبقى واقفا صقر قريش برباط الملثمين. يستبدل الله بعروش الوهن أشبال الشهادة، يطلق الله ألسنة أبرهة العصر وقردة البشر بالأذى ، فيخرج الله من لندن وبلجيكا والقوقاز، من ينصر بهم الله مداد العلماء ودماء الشهداء ، في أمة محمدية لا تموت. فخر الموريتانيين أنه لا علم للصهائنة ، ولا وكر لهم في بلد المليون مرابط في اللوح والدواة.، وأن لساننا لا يخرس أمام من يهودون القدس الشريف، إذا رن جرسهم أو إذا رطن . فخر المسلمين أنهم لن يموت قلب حاكم أو لسان مستهزئ منهم، إلا زرع الله مقته في قلوب عباده، وجاءه حتفه ونسيانه متلازمان فأصبح في الغابرين ،لا يذكره ذاكر، ترك ماخلف مالا حطبا، وجثي للعار جثيا. المسلمون أمة لا تموت، وكيف تموت أمتكم ( وأنتم تتلون الكتاب وفيكم رسوله) ؟ لا تموت أمة تخرج العلماء، وتنجب الشهداء لاخوف عليها من كبلاني وأتباعه ، أومن أبارغال وغلمانه. لمن العزة؟ لله الواحد القهار تلك العزة لا تسقط ولا تباع بثمن ، ولا ترتهن سجدة منها لله ، بصفقة من صفقات أي قرن؟ٍ قال العلي الكبير في الزهراوين: ((وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنتُمْ تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ ۗ وَمَن يَعْتَصِم بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (101) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ (102) وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (103) وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (104) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ۚ وَأُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (105) يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ ۚ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ (106) وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (107) تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ ۗ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِّلْعَالَمِينَ (108) )) صدق الله العظيم.