في 28 نوفمبر 1969 وبمناسبة الذكرى التاسعة لعيد الاستقلال الوطني آنذاك، دشن الرئيس المرحوم الأستاذ المختار ولد داداه أول قيادة لأركان الحرس الوطني في البلاد .
لكن هذا التاريخ لا يعني أن هذا القطاع وليد تلك الأيام، بل إنه يعني شيئا واحدا وهو أن الدولة الموريتانية اعترفت بالدور الهام جدا لهذا القطاع على الصعيدين الأمني والعسكري، فقررت إعادة تنظيمه ودمج جميع أسلاكه في هيئة أركان مشتركة .
وتشير الوثائق المتوفرة إلى أن الحرس الوطني قد أنشأ في حدود العام 1902 م، وذلك تحت مسميات مختلفة، ظلت تتغير ما بين ” أعوان الحرس ” ” قوم الوطن ” اي ” كَــُوميات ” وغيرها إلى أن استقر على اسمه الحالي .
أعباء جسام ومسؤوليات خطيرة :
تعرض قطاع الحرس الوطني قبل مجيء النظام الحالي إلى العديد من الاخفاقات في مجالات عمله سببها الرئيسي في ذلك يعود _ حسب المراقبين _ الى الطبيعة الاخفاقية التي كانت تسود البلاد بأسرها وحتى وقت قريب، وهو ماكان له أسوأ الأثر على هذا القطاع، ينضاف إلى ذلك عامل في منتهى الاهمية حيث كانت الأنطمة السابقة تولي مسؤولية هذه القيادة لمن تثق في ولائه وتبعيته لها على حساب المؤهلات والكفاءات المهنية والعملية .
ومع تولي الجنرال مسغارو ولد سيدي رئاسة أركان الحرس الوطني، عادت عجلة هذا القطاع تتجه من جديد نحو السكة السليمة فقد عمد هذا الجنرال المحنك الى إعادة الاعتبار لهذا القطاع بصفته قطاعا ثُنائي المهمة، فهو قطاع أمني من جهة يقوم بحماية المؤسسات السيادية والمنشآت العامة الحساسة فضلا عن السجون، وهو من جهة أخرى قطاع عسكري يشارك خلال الفترات الحرجة في الحروب والعمليات العسكرية والقتالية، وهو الامر الذي يمنحه ميزة ينفرد بها تقريبا من بين جميع أفرع وتشكيلات القوات المسلحة الأخرى .
الجنرال مسغارو ولد سيدي ووعيا منه لهذه الثنائية الهامة جدا قام بتفعيل دور الحرس الوطني على مستوياته المتباينة والمختلفة، فقد عمل على تحسين منشآت العديد من الثكنات و زودها بالسيارات العسكرية والمعدات والعتاد الحربي الضروري، كما كثف من الدورات التدريبية الداخلية والخارجية، وأصبح القطاع قبلة الشباب الموريتاني من كل الأعراق والجهات، وغير أسلوب الإدارة العتيقة معتمدا مفهوما جديدا للقيادة والعلاقات بين القادة ومرؤوسيهم، قوامه الود والانضباط العسكري والاحترام المتبادل الذي انعكس بالإيجاب على الأداء العام للقطاع .
و وعيا من الجنرال مسغارو ولد سيدي بأن الموارد البشرية هي أهم ثروة يمتلكها القطاع وأنها بناء على ذلك تستحق الاستثمار فيها بكل ماهو ممكن ومتاح فقد عمد إلى تنظيم ما يسمى في الاصطلاحات العسكرية بالتعيينات الإدارية وتعني معاشات الجنود وتغذيتهم، حيث ضخ تمويلات معتبرة شكلت غطاء ماليا مهما لتوفير وجبات غذائية جيدة لصالح أفراد القطاع، خصوصا ذوي الخدمة الميدانية، كما تمكن من تحقيق الكثير من الانجازات لصالح مؤسسة الحرس الوطني خاصة في مجال تأهيل الأفراد والبنى التحتية، هذه الانجازات وغيرها ما كانت لتتأتى لولا ترشيد موارد و ميزانية ونفقات الحرس الوطني .
وعلى الجانب الآخر والمتعلق بالناحية العملاتية وإدراكا من السلطات العليا في البلد أن الحرس الوطني اليوم أصبح في مستوى من الاستعداد والجهوزية تمكنه من تحمل مسؤولياته القتالية والأمنية بكل ثقة واقتدار تم انتداب دفعات لتمثيل بلادنا تمثيلا مشرفا بشهادة هيئات الأمم المتحدة وذلك في حفظ النظام داخل مناطق التوتر في القارة الافريقية، وفي إطار الخطة الأمنية الجديدة المعتمدة من طرف السلطات لضبط الأمن وحفظ النظام داخل البلد مُنح الحرس الوطني 3 من اهم وأخطر مقاطعات العاصمة وأكثرها لصوصا ومجرمين و أشدها وعورة وصعوبة حيث تم تسيير دوريات الحرس الليلية في أرجاء هذه المقاطعات ومطاردة عتاة المجرمين والخارجين على القانون .
وقبل أن نختم هذه السطور لابد لنا من شهادة حق نقولها كصحفيين متابعين عن كثب للشأن الوطني العام وذلك في حق قائد أركان الحرس الوطني الجنرال مسغارو ولد سيدي، فالمعروف أن هذا الضابط السامي ضمن العناصر الفاعلة في المؤسسة العسكرية الوطنية هو واحد من الضباط المشهود لهم بالكفاءة والتفاني في الخدمة العسكرية في صمت وانضباط وهو فوق هذا وذاك مثقف ومفوه من الطراز النادر مع التواضع ونكران الذات .
وهو فوق ذلك أحد أكثر ضباطنا وطنية واخلاصا يشهد له بذلك موقفه يوم السادس من اغسطس من العام 2008 عندما لعب دور الوطنية في أسمى صورها وأملى عليه ضميره الوطني أن لا يتخلى عن رفاقه وأن لا يكون سببا في شق صفوف المؤسسة العسكرية وهو الذي تم تعيينه يوم ذاك من طرف الرئيس السابق سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله قائدا للحرس، لكن ذلك لم يكن ليغريه للتخلي عن فلسفته ومبدئه في التزام الشرف المهني والانحياز للمؤسسة العسكرية الضامن الوحيد لأمن واستقرار هذا البلد .
ذلكم هو الجنرال مسغارو ولد سيدي وذلك هو قطاع الحرس الوطني تحت قيادته، ولن يضره ما يكيده السابحون في المياه العكرة السائرون عكس التيار ذلك أن سمعة الجنرال مسغارو ولد سيدي ظلت لما مضى حتى الآن من عمره ناصعة نظيفة ومشرفة، استعصى تلطيخها على من هم أقدر من هؤلاء وأقوى شكيمة لأنها ببساطة تستمد ألقها وبريقها من الممارسات النظيفة والشريفة لصاحبها، وستكون مستحيلة التلطيخ فليحاول هؤلاء في جهة أخرى عل حظوظهم تكون أسعد هناك .
مدير وكالة السبيل الإخبارية الصحفي أحمد سالم ولد