ماسأكتبه في حق الجنرال مسقار وقائع دفعني إليها ماقرأت في بعض الصفحات التىتصفه بالعنصرية وغيرها.
لا أكتب ردا على أحد لكنها شهادة حق كنت سأكتبها لو إن الرجل أطال الله في عمره غادر هذه الحياة. فذكر محاسن الأحياء وشكرهم واجب أيضا.
في سنة 1992 93 كان الجنرال مسقار يقود تجمع المنطقة الرابعة للحرس بلبراكنة, عند وصوله تغير مركز الحرس من بناية خربة إلى بناية عصرية غيرت وجه المدينة ليصل نشاطه إلى مشاركة المجتمع كأحد ابناء المدينة والمجتمع دون تمييز.
كنت في هذه الفترة شابا مغمورا في 20 من عمري وأقود إحدى أعرق الجمعيات الشبابية بمدينة ألاك ( الشبيه الرياضية لألاك) كنا في هذه السنة نعد لتخليد ميلاد تأسيس الجمعية. وكنا في حاجة ماسة للإمكانيات المادية حيث كان التمويل يعتمد على مساهمات الأعضاء. قررنا ان نطرق ابواب رؤساء المصالح للمساعدة فإتصلنا بهم جميعا.
أتذكر أننى قدمت إلى مركز قيادة الحرس مع صديقي موسى ولد أندرى وآمادو باص وطلبنا مقابلة القائد مسقار, سمح لنا بالدخول وإستقبلنا عند باب مكتبه بإبتسامة عريضة مازلت أتذكرها. جلسنا وبدأت اتحدث عن مشاكلنا وطلبنا مساعدته. رحب بنا وهنأنا على جهودنا وقال : انا مستعد لمساعدتكم.
أعطانا سيارة بوقودها ومبلغا ماليا. خرجنا من مكتبه وكأننا نطير من شدة الفرح.
سافرت بالسيارة إلى مقاطعة بابابى حوالي 90كم لنجلب فريقها للمشاركة في المباراة بعدما إعتذروا عن الحضور بسبب العجز المادي( وفر لنا مسقار سيارة تقلهم ذهابا وإيابا).
بعدما جلبت الفريق طرحت مشكلة أخرى وهي تأمين الملعب. فقد رفضت الشرطة تأمينه إذا لم ندفع مبلغا ماليا.
رجعت إلى ألأخ مسقار وشرحت له ألأمر فقال على الفور: الحرس سيؤمن لكم الملعب وأرسل فرقة تحيط بالملعب من الجهات ألأربع.
أجريت المباراة على أحسن وجه وكان ألأخ مسقار الوحيد من بين رؤساء المصالح الذى حضر إلى جانبنا مشجعا وناصحا.
ومهنئا. كان ذلك قمة السعادة لمجموعة من الشباب لم تجد غيره ولم يسألها عن ألوانها ولا خلفيتها ألإجتماعية ولا حتى عن أسمائها.
وفى إحدى المناسبات تطاول علينا أحد أفراد الحرس وهو ضابط صف بكلمات نابية فبلغه ألأمر فأعطى أوامره لهذا الطابط بأن يعتذر لنا وأرسل معه إثنان من الحرس. فحضر إلي وأعتذر وعانقني وأنصرف.
ان من يحمل جينات العنصرية ليمكن ان يفتح قلبه ومكتبه ويتصرف بكل شهامة وتواضع.
أما علاقته بأفراد الحرس الذين كانوا تحت قيادته في تلك الفترة فهي علاقة مشرفة بشهادة مجموعة منهم ربطتني بهم صداقة قوية وصلت إلى ان اسهر معهم وهم يقومون بعملهم لحراسة السجن القديم بالمدينة القريب من منزلنا.
فقد كانوا يثنون عليه وهم يتحدثون عن وقوفه إلى جانبهم فى مشاكلهم ألإجتماعية الخاصة.
كما أشير إلى ان شقيقي ألأكبر عمل تحت إمرته وعندما يتحدث عنه لايذكر إلا درر الكلام ومواقف الشجاعة والمحبة.
هذه فقط نقاط من بين أخرى وأنا على يقين بأن شباب مدينة ألاك يمكنه ان يقدم الكثير من ألأمثلة الحية عن تواضع الرجل وحسن أخلاقه وعلاقاته المبنية على ألإحترام للجميع.
لم ألتقي الرجل منذ مايزيد على عشرين سنة فهو اليوم جنرالا وأنا أستاذ جامعي لكن ذلك الشاب المغمور في العشرين من عمره لازال يحتفظ بتلك المواقف المشرفة والأخلاق الفاضلة التي عرف بها الرجل وهو ضابط في عنفوان شبابه و أنا على يقين بأن ألأيام لم تزده إلا نضجا وتواضعا وعمقا ومحبة للجميع.
الأستاذ محمد فاتي