“مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا.
صدق الله العظيم”
تمر في هذا اليوم، الذكرى الثانية لرحيل أخى عثمان لعبيد لحمر ارميظين، فقد كان فارسا صلبا بلين و شامخا مع تواضع كبير يقدر الكبير و يعطف على الصغير، انخرط في الجيش الموريتاني يافعا ذودا عن حمى وطنه وقد تدرّج في الرتب و المسؤوليات العسكرية فكان رمزا مستميتا في الدفاع عن وطنه و حماه خدم مع الكثير من الضباط و الجنود اللذين يكنون له أجمل الذكريات في الشهامة، و الصدق، وحسن السريرة، والإباء والإيثار ودماثة الأخلاق. إننا إخوتى الكرام إذ نعزي أنفسنا وجميع أهلنا وذوينا في فقدانه، لن يفوتنا أن نتوجّه بخالص التعزية إلى القائد الأعلى للقوات المسلحة و إلى كافة أفراد الجيش الموريتاني ضباطا و ضباط صف و جنودا و إلى الشعب الموريتاني في هذا المصاب الجلل و مع أن وقع مصابه كان كبيرا إلا أن مواساتنا من طرف الجميع قيادة و قادة و محبين، خفف من هول الصدمة و أشعرنا بأن الفقيد ليس ففيدنا وحدنا و أن عزائنا فيه بعد قوله تعالى : ” كُلُّ نَفۡسࣲ ذَاۤىِٕقَةُ ٱلۡمَوۡتِۗ وَإِنَّمَا تُوَفَّوۡنَ أُجُورَكُمۡ یَوۡمَ ٱلۡقِیَـٰمَةِۖ فَمَن زُحۡزِحَ عَنِ ٱلنَّارِ وَأُدۡخِلَ ٱلۡجَنَّةَ فَقَدۡ فَازَۗ وَمَا ٱلۡحَیَوٰةُ ٱلدُّنۡیَاۤ إِلَّا مَتَـٰعُ ٱلۡغُرُورِ”، و أنه سيبقي حاضرا في وجداننا جميعا و في وجدان كل من عاصره و تعامل معه. و بهذه المناسبة و بإسم أهلنا جميعا، أشكر ثانيا قيادتنا الوطنية و على رأسها فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز، فقد كانت حاضرة بقوة في مواستنا و التعاطي مع مصابنا جميعا كما أشكر القيادات العسكرية و المدنية و جميع أفراد الشعب الموريتاني كذلك علي ذلك و أتمنى من الله العلي القدير أن يسبغ عليه رحمته و أن يسكنه فسيح جنانه و يلهمنا بعده الصبر و السلوان و أن لا يفتتنا بعده و أن يديم عز الجمهورية الإسلامية الموريتانية و أهلها جميعا. ولن نقول أخيرا إلا ما قد قلنا من قبل و يرضى المولي عز و جل ” ََالَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ“ صدق الله العظيم و بلغ رسوله الكريم. محمد لعبيد لحمر ارميظين.