يسر الموريتانيين أن يلتف رموز أغلب التيارات الوطنية التي ناضلت ضد السجون والاستبداد، حول برنامج إجماع وطني في استحقاقات يونيو 2019، وأن يبزغ فجر سياسي خال من شعارات "مقاطعة الانتخابات" و نفي الآخر "مباني" أو "معاني".، خلوا من "لغة التشهير" ومن "نحنحات" التخوين. عندما ترون فكرة "المرشح الموحد" تنهار في صف المعارضة، وفكرة "رفض التوقيع" للمرشحين المعارضين تسود بقرار و بأريحية من الأغلبية. عندما ترون وتسمعون محمد محمود ولد لمات " العلم في المنتدى" وصنوه محمد محمود ولد ودادي يأرزان من ضفة اتحاد القوى الديمقراطية إلى "الغزونة"، و ترون المختار ولد محمد موسي مسؤول الاستيعاب والتوجيه المعنوي يلبى نداء الإجماع من صفوف "حزب تواصل"، و تصلكم رسائل مرحبة من اليسار(ضمير ومقاومة) ومؤازرة من الوسط ( منتدى الفقهاء والقراء) و (مبادرات الشباب ومنظمات المجتمع المدني)، ومن اليُمْن والتيامن شاهدتم جميعا كيف يمم سكان (36 مقاطعة الغزواني في جولته بأنحاء موريتانيا، ليضع لهم "لبنة الأبدال ويعرفهم بمعرفة الثقات"). أليست في وفود الأنصار من الأغلبية هذه ، وهجرات المهاجرين من المعارضة تلك ، باء سببية تذكر، وباء معاوضة تنطق ثم تعرب. كم هي التجمعات المهنية الآن التي انطلقت من كل حدب وصوب تزحف لمناصرة غزواني، بلا مال يوزع، ولا سلطة ترهب ، ولا مفسد يتمارى ويتملق؟ بل ترون بأعينكم نخبة المصالح والمحاصصة التي حكمت في ثلاثة حقب وثلاثة رؤساء ، "تمتماتها "تسمع ، و"مؤامراتها" تدار و تحبك ، وترون هذا "الناموس الأخلاقي" يتأفف عن الرد على غثائها ، و يغض الطرف عن جميع " تخرصاتها"، المنطوقة والمكتوبة. اشراقات النهوض والاستنهاض هذه، بينت أن مرشح الإجماع الوطني محمد ولد الغزواني ، قوة (هادئة) في مواجهة خطابات الكراهية، وقوة (ناعمة) في مواجهة من يراهن على "البيع" مجددا لمؤسسات الدولة بأوقية رمزية كما حدث 1992، و"تأميم" نضالات الأجيال والحقب بمراسيم " حزبية" كما جرى منذ 1960 إلى حقبة "محو الديون بالديون"؟. الناموس الذي جاء به موسى، وعيسى ، ومحمد صلى الله عليهم وسلم، هو الخلق العظيم ، مكارم أخلاق : " يَا عُقْبَةُ بْنَ عَامِرٍ صِلْ مَنْ قَطَعَكَ , وَأَعْطِ مَنْ حَرَمَكَ , وَاعْفُ عَمَّنْ ظَلَمَكَ " ، أنا أخوك فلا "تبتئس"، أنا أخوك وهل "يذم" الأخ أخاه، أو يلقيه في "الجب"، السفينة لمساكين فلا "تخرقوها" ولا "تغرقوها"، الحائط "ليتامى" فلا تنقضوه وتحته "كنز" لكم جميعا، فلا تتناهبوه،"المرضع" إذا كثر مصُّه، ربَّما ضجرت أمه،و النَّاس الثقات ينقادون للكلام الطيب والرأفة، أكثر من انقيادهم للبطش وللقسوة. قالها المسيح" وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا "، وقالها النذير:"إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"، " أنا اللَّبِنة"، في تمام بنيان ، "فضله" لا ينتهي العمل فيه، و لا تستباح "بيضته"، ومأموريته اثنتان: - قيام في الثغور أظهر حسن النية، ونبل الأخلاق، وخيرية الطوية، وحسن الوفاء بالعهد. - وقيام لتحمل الأمانة في ظرف من القيام بالواجب "لأعطينَّ الراية غداً رجُلا يحبّ الله ورسوله، ويُحبّه الله ورسوله كرَّار غير فرَّار يفتح الله عليه، جَبرئيل عن يمينه وميكائيل عن يساره " . هو الكريم ، ابن الكريم ، ابن الكريم. " يَا حَارِثُ عَرَفْتَ فَالْزَمْ "