كشف مصدر مقرب شديد الاطلاع ان اسرة في تفرغ زينة أرغمت ابنها المخنث على الزواج من فتاة مقربة منها أسريا ,وذلك بعد قدومه من اوروبا.
ونقل المصدر عن طالبة من صديقات الفتاة(م م ب ) ـ والتي أصبحت فيما بعد زوجة للمخنث ـ قولها أثناء سرد ما جرى : إن الفتاة تفاجأت بحديث يدور بين صديقاتها في الثانوية الحرة التي تدرس بها ,مفاده انها ستتزوج في نفس الاسبوع مما أثار حيرتها.
وذات يوم ـ وبينما كانت تسترق السمع لمكالمة تجريها والدتها ـ سمعتها تقول :" لا , لا ,لم تعلمْ بعدُ بالخبر". ولما أنهت المكالمة ، سألتُها تقول الفتاة : ما هو الخبر يا ماما؟ فأجابتني : الخبر يتعلق بك...انت ستتزوجين من قريبك (م س) الذي وصل اليوم قادما من اوروبا ولديه إجازة عشرين يوما فقط سيقضيها في نواكشوط معك ، فرددت عليها مستغربة : ماما أنت وأنا والكل يعرف أن هذا الشاب "كَـورجيكَـن" ,فقالت الام , لا ,لا يا ابنتي ,إنه ليس كذلك ,لا تستمعي لكلام الناس ,هو باطْ "مترقي أتوف" ولديه من الاموال ما سيحقق به أحلامك وفوق ذلك هو أيضا قريبك ، والاقرب ثم الاقرب.
سكتُّ , تقول الفتاة ، مع ما يراودني من شك ، لكني أعلم علم اليقين ـ أو هكذا كنت أعتقد ـ أن أمي لن تقبل أمرا الا اذا كانت فيه مصلحتي ,لذلك استسلمتُ لأمرها وللواقع.
كان أول لقاء يجمعني بِ (م س) في منزل أهلي بحضور إحدى أخواتي ,وبدا خلال اللقاء حذِرا جدا ,خاصة في ما يتعلق بطريقته في الكلام ,إلا اننى لاحظت عليه مدى اطلاعه ومعرفته وخبرته بجميع مستحضرات التجميل وأشكالها وطبيعة استعمالها، كما لاحظت أنه يتعامل معي وكأنني أخته ,لذلك تقمصت أمامه دور الاخت الصغرى.
وفي الليلة الثانية كان عقد القران وحفل الزفاف في آن واحد.
وبعد الانتهاء من الحنة ووضع الحليّ والزينة التي عادة ما تُزيّن بها العرائس وتسمى شعبيا ب"احفول لعروص" ,حاولتْ بعض النسوة رؤية "لحفول" إلا انني تفاجأت بوجود اثنين من أصدقاء العريس المقربين يحاولان رؤيته مع النساء ، ولما اعترضت على ذلك همستْ لي إحدى صديقاتي : "أهنايْ عنهم..هومَ زاد الا اعليات"
,غير أنني صممت على منعهم من رؤيته ,لكن المفاجأة التي صَدمتني أكثر ,كانت عند وصولنا إلى قاعة الحفل وتحت صخب الموسيقى همس العريس في أذني قائلا : "أصحابي جاوني مجلجين اعليك.. خليتي لعليات ايشوفو احفولك ، ءُهومَ ما خليتيهم..نختيرك اتعيطيلهم واتسكَـريهم واتنيمشيهم افلحفول"
وأضافت العروس تقول : تبيّن لي من تلك اللحظة ان هناك أمورا غير طبيعية تستدعى مني التجاهل والصبر ، حتى أتمكن من وجود مخرج سليم ومحترم ودون لفت الانتباه.
انتهى الحفل ,وبدأتْ رحلة الحياة الزوجية غير المتكافئة ، مع ما يتمتع به من كرم اتجاهي لا يمكنني إنكاره ، إلا أن أسبوعين من الزواج تخللهما الكثير والكثير من المعاناة كانا كافيين لأتوصل من خلالهما بأنه لا احد غيري يمكنه ان ينقذني من هذه الورطة التي وقعتُ فيها ,خاصة بعد ان ثبتَ لي أيضا عدم رغبته ولا ميوله الفطري والطبيعي للنساء كأي رجل ، لكن ما يربطني به من صلة قرابة تفرض عليّ التروي والتصرف بحكمة.
لقد مرَّ الاسبوع الاول الذي غلَبَ عليه طابع الهجاء نهارا والهجر ليلا ، وذلك بعد ان رفضت مرافقته إلى سهرات يقيمها أشباهه من الجنس الثالث، فكان يوصلني كل ليلة إلى منزل أهلي ويتركني عندهم ، بينما يذهب هو إلى حفلات أصدقائه الصاخبة ، ويقضي الليل كله معهم ,غير أنه يكون على اتصال متواصل معي ,فلا يتركني أخلد للنوم إلا اذا أغلقت الهاتف في وجهه.
كان لدى أمي إحساس بشيء ما ، لكنها عندما ترى ما يقدمه لي من هدايا سخية تسكت ولا تريد ان تتدخل.
وذات ليلة سألتني قائلة : أين (م س) فقلت لها مع أصدقائه ، فقالت "أسمحيلي يا امنيتي" ثم بكت ، وقالت : حب سعادتك هو ما دفعني لكل هذا !! فقلت لها لا عليك يا "ماما" ..أعرف كيف أنقذ نفسي مع انه لا خطر من رجل طيب وسخيّ ,إلا ان الله ابتلاه بعدم الرغبة في النساء.
ويبدو ان الوالدة اتصلت بوسيط وأخبرته بتعامل (م س) معي ,بدليل انه لم يذهب في الليلة الموالية الى سهراته المعتادة، وفوجئت به يقول : فلانة ,ألمْ أقضِ الليالي التي كنتُ أسهر فيها مع أصدقائي وانا على اتصال مستمر معك حتى تغلقي الهاتف؟ ,فقلتُ صدقت ، ثم تمتم بكلمات لم أسمعها وقال : أتذكرين تلك الليلة التي كنتِ فيها تشتكين من الصداع ....أَلمْ "أُحجِّبْ لك على رأسك" وذهبنا بعد ذلك إلى الصيدلية معا وأخذنا الدواء؟ ، قلتُ : صدقت ،ثم سمعته يقول همسا : أَيْوَ اصَّ.
وفي الليلة التي سبقتْ موعد سفره ,رافقتُه إلى مَن سماها بصديقته المقربة وتدعى (ن م ك) ولديها محل راقٍ في تفرغ زينة للملابس وقِطع الحلي والمجوهرات ,فاشترى لي من عندها أشياء بقيمة مليون ومائة ألف اوقية قديمة ,ودفع لها شيكا بالمبلغ ، وفي طريق عودتنا ,حدثني عن إقامته في اوروبا ، فقلت له : انت لم تفتحْ معي موضوع ذهابي معك ولم تسألني عن أوراق سفري إن كانت جاهزة ، مع ان الوالدة سألتني مرارا عن موعد ذهابنا.
صمتَ طويلا صمتَ الحملان ,وبعد وصولنا إلى المنزل دخل غرفة النوم وأجرى اتصالات لا أدري مع مَن ,ثم خرج وهو يردد : أمك لا تريد ذهابك معي ، فقلت له بل انا مَن أريد الذهاب ، والا فما معْنى الزواج عندك إذاً...؟
قال : لقد ذهبتِ بعيدا جدا
"آن ما امتافكَـتني روح من هون" ,فقلت له : انت لم تعُد وحدك ، انت اصبحت مرتبطا بزوجة ، إما أن أذهب معك او تطلقني ,فلا يمكنني أن أعيش معلقة ، فقال على الفور "هي الا أثرها التالية" فقلت له جزاك الله خيرا ، فبدا عليه الارتباك قليلا قبل أن أقول له : انت كريم وينبغي ان تكون صريحا أيضا، لقد قلتُ لك انني سأذهب معك او تطلقني فقلتَ لي "هي الا التالية" "والتالية" معناها الطلاق ، قال : سأفعل ,ولكن اصبري حتى الصباح لأنه يجب عليَّ أن أمتعك ، فقلت كفى متاعا ما أهديتني هذه الليلة ، فقام وغيّر ثيابه ,وقال : سأوصلك إلى بيت اهلك ولا تخبري أمك قبل الصباح وستصلك جميع أغراضك.
طرقتُ الباب ففتحت أختي ودخلتُ ,حيث استقبلتني الوالدة وهي تقول : خيرا إن شاء الله ,فقلت لها : لقد انتهى كل شيء ,لكن تعهدتُ له بعدم إخبارك .
وفي الصباح الباكر ,توقف باصٌ أمام منزلنا يحمل جميع أغراضي ,قبل ان يتصل (م س) بأمي ليخبرها بتأسفه على الطلاق ، طالبا منها المعذرة ومبديا اعجابه بأخلاقي وسلوكي معه.
وهكذا انتهى كل شيء في هدوء ودون ضوضاء كما خططتُ له ,بعد زواجي المفاجئ بشاب عرفت من الليلة الاولى أنه لا يصلح لي ,لكن نظرا للقرابة ولكرمه معي ,قررت أن أنهي الموضوع دون فضائح ,حتى يبدو أمر الطلاق عاديا ,كما يحصل بين أي زوجين.
صوت + الجواهر