الوطن كلمة كبيرة لكن قل من يعرف معناها رغم أن لها ألف معني في قلب كل رجل ،بالنسبة للبعض الوطن مجرد اسم لمكان ولد فيه وتخلي عنه حين يطيب له المقام في مكان آخر وللبعض الآخر كلمة الوطن مجرد لمسات شاعرية حين تختلط المشاعر ،وبالنسبة لآخرين هو هوية واحساس بالإنتماء وإمتداد حضارة وحوزة ترابية تلم شمل الأهل والأحباب ،وبالنسبة لي تجتمع كل تلك الصفات في لوحة خضراء يتوسطها هلال ونجمة هي علم الجمهورية الإسلامية الموريتانية.
علي مر السنين ومنذ فجر الإستقلال تعاقبت علي هذه البلاد أحكاما عدة اجتاحت الدولة خلالها عواصف هوجاء بدأت من خلال حكم ولد الطايع الذي شهدت البلاد دكتاتورية عتيدة في عهده ولم تجرب البلاد طيلتها انتخابات نزيهة ،كان الناجح الوحيد هو ولد الطايع بلامنازع
كانت أيام ولد الطايع مدرسة خرجت كوادر في الفساد ونهب ممتلكات الشعب وشهدت البلاد في فترته فسادا للتعليم أضاع مستقبل الأجيال في هوة سحيقة لازال العاطلون عن العمل في ايامنا هذه يجترون مرارة تجربتها ،ولكن القشة اللتي قصمت ظهر معاوية هي جلبه للسفارة الصهيونية وتطبيعه مع الكيان الصهيني ثم حربه الشعواء علي العلماء وظل الغليان الشعبي يتصاعد ، حتي جاء فجر التغيير الذي جاء على يد نبلاء من أبناء هذا الشعب الكريم هما الثنائي غزواني وعزيز ،
التغيير الذي حصل حينها كان حلما بعيد المنال بالنسبة للشعب بصفة عامة دخلت موريتانيا بعد ذلك تجربة ديمقراطية قصيرة لم تلبث بعد أن تبين انحرافها عن المسار الذي رسمت له ، بعد ذالك ترأس الرئيس محمد ولد عبد العزيز وأعاد البلاد لمركزها الأول في دول الساحل وشمال افريقيا حيث جاء عن طريق انتخابات شفافة ، شهدت البلاد سباقا انتخابيا تنافس فيه جميع اطياف المجتمع ومرشحوه وكانت الغلبة لعزيز بعد أن لمس الشعب فيه القائد القوي القادر علي تحقيق أحلامهم وتطلعاتهم ،خرجت البلاد في سنوات حكمه الأولي منتصرتا علي الإرهاب وأحكم الجيش قبضته علي الحدود اللتي سقط علي اعتابها ،جنود، ينتمون لهذا الوطن في العهود الماضية ،وبالنسبة للإقتصاد الوطني شهد قفزة نوعية بعد تهافت المستثمرين علي بلادنا الغنية بالموارد مستفيدين من جو الأمن اللذي تتمتع به البلاد .
وتستمر الإنجازات اللتي ينعم بها المواطن الموريتاني اليوم بعد القضاء علي ظاهرة الكزرات وتسوية قضيتها بشكل شبه كامل ،وافتتحت دكاكين التضامن اللتي وفرت للمواطن البسيط المواد الأساسية بأسعار في متناول الجميع وتستمر رحلة البناء لتشمل التعليم اللذي شهد بناء جامعة متطورة
وكلية للطب و وثانويات للإمتياز وأخري للتقنيات.
والناظر للبنية العمرانية اليوم اللتي ألبست البلاد لمحة حضارية واضحة للعيان تمتد حتي مطار نواكشوط الدولي وقصر المؤتمرات الذي تم بناؤه علي أعلي المعايير العالمية.
وشهد الوطن مصالحة مع ذاته بعد أن تم تعويض المتضررين من الاحداث الأليمة وتم افتتاح مؤسسات تعني بمحاربة الرق ومخلفات العبودية وأفتتح الفضاء السمعي البصري ليضم الجميع ووجد أصحاب الرأي مساحة من الحرية كان الجميع يفتقدها طيلة الحقب اللتي تعاقبت على البلد ، وعاش البلد عشرية من الإنجازات التي كانت أحلاما ترواد الكل ، عم الخير ربوع الوطن وشهد البلد طفرة لم يشهدها من قبل وتأهل المنتخب الوطني ولأول مرة في كأس أمم إفريقيا ،وأنتهت العشرية بتجربة ديمقراطية فريدة رئيس منتخب رفض تغيير الدستور رغم المطالب الشعبية المطالبة ببقاءه ، ومرشح يفوز في إنتخابات شفافة ، حيث منحه الشعب الثقة وقال كلمته حيث فاز الرئيس محمد ولد الشيخ محمد أحمد ولد غزواني برئاسة موريتانيا .
هنيئا للوطن بفوز ولد غزواني وهنيئا لغزواني بالثقة التي منحه الشعب الموريتاني ...