تبرهن أعمال المفكر الكبير الأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي على أن الرجل يحمل هم أمة تناثرت أشلاؤها في كل مكان من أرضها، وسالت دماؤها بفعل الاحتراب الطائفي الناتج عن المذهبية السياسية والدينية التي ما أنزل الله بها من سلطان. سخر مفكرنا الكبير قلمه للدعوة لإحلال السلم محل النزاع والحرب، والأخوة محل التباغض والتنافر، والوحدة محل الاختلاف. وحذر الأستاذ الشرفاء في نصيحة واعية الأمة من سفك شلالات الدماء باسم الدين، وخاصة أن الصراعات المسلحة في العالم العربي باتت تهدد سلامة ووحدة بعض الأقطار العربية، علاوة على الصراع السني الشيعي بوصفه قضية تؤرق الجميع وتلقي بظلالها على الواقع الراهن مما يهدد وحدة ومستقبل العالم الإسلامي كله. هذا الاحتراب نشأ عن نجاح أعداء الإسلام في التأثير على قناعات بعض المسلمين مما تسبب في تمزيقهم إلى فرق، وأشياع، وأحزاب بعضهم يكفر بعض، أو يسفك دم البعض، عن طريق دس بعض الإسرائيليات، أو بعض الأحاديث الموضوعة، وهذا يتطلب مراجعة دقيقة للتراث الإسلامي الذي يتناقض مع القرآن الكريم. يقول المفكر الكبير علي محمد الشرفاء الحمادي: “لقد استطاع بعض من تصدى للدعوة الإسلامية ومعهم من يسمون رواة الحديث إغراق العقول بروايات تستنزف طاقة المسلمين في صراع سياسي ومذهبي خلق حواجز نفسية داخل المجتمع الواحد، وأدى إلى انتشار خطاب الكراهية؛ مما يهدد السلم الاجتماعي”. المفكر علي محمد الشرفاء طالب وبإلحاح برأب الصدع الناجم عن الخروج عن تعاليم القرآن وصحيح السنة النبوية المطهرة التي تتطابق مع النص القرآني، وذلك عبر طرح بعض المفاهيم المهمة حتى يتجه الدعاة نحو بث خطاب ديني يتفق مع المنهج الإلهي الذي يحثنا على الوحدة والتعايش السلمي، والأخوة في الله. هذه الدعوة إلى تكريس الخطاب الإسلامي الصحيح الداعي إلى الأخوة والرحمة والتعاون والتآزر بين المسلمين، والمشجع على التعايش السلمي بينهم مع مخالفيهم الذين لا يحملون السلاح ضدهم، هي رسالة الإسلام الذي جاء ليتمم مكارم الأخلاق، وليستبدل الظلم بالعدل والكراهية بالود والمحبة الإسلام دين السلام يسعى لينشر السلام في جميع ربوع العالم، ولو طبقت تعاليمه لعاش الناس كلهم في أمن وطمأنينة ورفاهية. فلماذا يرغب بعض المسلمين عن تطبيق تعاليم الإسلام ويشهرون السلاح في وجوه بعضهم، إنه البعد عن الدين الحق فقط. والحل كل الحل هو العودة للخطاب الإلهي الذين يقول الله سبحانه فيه (يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة..) صدق الله العظيم. سدد الله خطى المفكر الكبير علي محمد الشرفاء الحمادي، ووفق المسلمين للعودة للخطاب الإلهي الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، إنه ولي ذلك والقادر عليه.