لقد أكمل الخطاب الالهي منتهاه وأتم الرسول الامانة التي كلفه بها ربه عندما قال سبحانه جل من قائل في حجة الوداع ومخاطبا آلاف الحجيج في وقفة يوم عرفة: (اليوم اكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا). هناك فى تلك اللحظة بلغ الرسول الناس بهذه الكلمات الإلهية انتهاء خطاب الله إليهم: “ايها الناس لن يأتى خطاب غيره الى يوم القيامة، فمن سار على هدي القران اهتدى للطريق المستقيم الذى يمنعه فيه الله طيلة الحياة الدنيا من خشية الضلال ويبعثه آمنا يوم الحساب ويجزيه جنة النعيم بما امن بالله ورسوله وكتابه المبين وما عمل من الصالحات متبعا التشريع الالهي وعظات الله وأخلاقيات القران واتباع ما امر به الله سبحانه من عمل الصالحات. وأما من اعرض عن القران واتبع ما رواه اتباع الشيطان فسيكون جزاءه في الدنيا عيشة حياة الضنك والبؤس وجزاءه في الاخرة جهنم وبئس المصير. أو لَم يقل سبحانه وتعالى إن من اعرض عن السنة انما اعرض عن ذكري، فالسنة هي اخلاقيات الرسول وتعامله مع أسرته ومع من حوله ومع مجتمعه من كل الديانات والأطياف والفرق دون تفرقة في تطبيق لكل التعليمات الإلهية والعمل بالقيم السامية التي وردت فى القران الكريم مصداقا وتأكيدا لقوله: (تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق فبأي حديث بعد الله وآياته يؤمنون) وقوله سبحانه: (ومن اصدق من الله حديثا) وقوله سبحانه أيضا: (ومن اصدق من الله قيلا). فان سلمنا بالروايات وصدقنا ما اطلقوا عليه حديثا فقد خالفنا امر الله سبحانه ذلك بانه على المسلم اتباع كتاب الله فقط، ولا قول يجاري قول الله سبحانه لأنه واحد لا شريك له في القول والتبشير بالأمر الذي يؤكده قوله وهو يخاطب رسوله: (فاستمسك بالذي أوحي اليك انك على صراط مستقيم (٤٣) وانه لذكر لك ولقومك وسوف تساءلون) وقوله الحق سبحانه: (المص (١) كتاب أنزل اليك فلا يكن في صدرك حرج منه لتنذر به وذكرى للمؤمنين (٢) اتبعوا ما انزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه اولياء قليلا ما تذكرون) (٣) س الأعراف. فإذا لا يجب ان يكون في صدر المسلم المؤمن حرج او ينساق نفاقا مع المجتمع ذلك بأن الروايات التي توافق القران هي سنة، وإذا طالما هي توافق القران فما قيمتها وبين أيدينا كلام الله الذى سيحاسبنا عليه يوم القيامة وقد أنذرنا بأننا سنسأل عنه جميعا يوم الحساب هل اتبعنا القران ام اتبعنا مصطلحا دخيلا على ما بلغه رسول الله وجعلناه منافسا لكلام الله. فهل امرنا الله باتباع سنة محمد ام امرنا الله باتباع ما أنزل الله على رسوله من آيات بينات، فلنستيقظ فبل فوات الأوان ولن ينفعنا البخاري او الترمذي او أبو داوود، بل هم أنفسهم سيكونون في محنة وعذاب بما افتروا مع غيرهم من كذب على الله ورسوله وقد توعدهم الله سبحانه بقوله: (قل إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون) وفى نار جهنم عقابهم يعذبون ذلك هو الخطاب الالهي ولا نشرك مع كلام الله كلاما مكذوبا فلنحاسب أنفسنا قبل ان نحاسب