دام زواج رجل موريتاني مدة ساعتين فقط، بعد ان طلق زوجته إثر عقد القران الذي تمّ ليلة البارحة بمقاطعة دار النعيم في العاصمة نواكشوط، أمام ذهول الأقارب والاصدقاء الحاضرين لمراسيم حفل الزفاف .
وفي التفاصيل أن تاجرا يبلغ من العمر (35 عاما) وتربطه علاقة قرابة بالعروس البالغة من العمر 27 عاما، وهي أرملة وأم لطفل ,تزوج زواجا تقليديا بإحدى الفتيات , حيث حضر زواجهما عدد من أقارب وأصدقاء العروسين.
وبعد عقد القران اتصلت إحدى السيدات هاتفيا على احد الحضور لتقول له : إن الفتاة والشاب أخَوانِ من الرضاعة.
ورغم ان جدلا كبيرا وقع حول الموضوع ـ حيث أكد بعض الحاضرين انه لا يوجد أساس يعتد به لهذه المعلومة، وان المرأة المتصلة غير متأكدة تماما من صحة الخبر ـ إلا ان الحديث تشعب والجدل توسع ,وعلَت الاصوات ،وساد الهرج والمرج في المكان ,وارتبك الاهل.
وللخروج من حالة الخلاف هذه ,قرر الزوج طلاق زوجته احتياطا ,بعد ان كان تزوجها نزولا عند نصيحةٍ من بعض أفراد أسرته.
هذا وقد أسِف عدد من أقارب الزوجين للواقعة ,معتبرين أنه لا داعي للطلاق في الاصل مادام الامر غير مؤكد ,خصوصا ان السيدة التي ادعت الرضاعة بين الزوجين هي سيدة مسنة وعلى الأرجح لا تتذكر الكثير من التفاصيل.
ويفتح الموضوع مجددا ملفَّ هذا النوع من الرضاعة التي تظهر في لحظات غريبة وحرجة ,إما في أثناء عقد الزواج أو قبله بقليل ، وهو أمر ملفتٌ للانتباه وملفٌّ معقد في موريتانيا التي لا يتم فيها توثيق حالات الرضاعة عادة ، كما ان النساء يقمن بإرضاع الأطفال دون اذن الآباء ولا الازواج ، ودون حاجة الاطفال أصلا للرضاعة، مما يتسبب لاحقا في مشاكل اجتماعية خطيرة من هذا النوع.
وبهذه القصة وأمثالها ,تصبح فتاة أخرى من بناتنا ضحية للزواج والطلاق على أسس غير قوية تخضع لعاداتٍ وتقاليد غالبا ما تكون على أسس مهلهلة غير سوية.
فهذه الفتاة المسكينة كانت ضحية لتلك العادات بعد ان أجبرها الزوج الأول على ترك الدراسة، ثم رحل عن هذه الدنيا ليتركها أرملة وأما لطفل يتيم ولا تتقن أي مهنة في الحياة، ثم تزوجها الثاني ليُدخلها في قائمة الزيجات الأقصر في التاريخ.
انها قصة من قصص هوامش الحياة الموريتانية، حيث الامور تتسارع والضحايا في ازدياد، وتفاصيل اليوميات أقرب الى قصص الخيال ,منها إلى الواقع الملموس.