الاخبار ميديا / بخصوص القضية التي أثيرت حول مشادات كلامية بين رئيس الإتحادية الوطنية لكرة القدم ورئيسة نادي الشرطة المفوضة هند بنت محمد لغظف كتب أحمد ولد يحيى هذا التوضيح: بينما أوجد حالياً خارج البلد في مهمة رسمية تتعلق بكرة القدم في منطقتنا الإقليمية، وردتني اتصالات عديدة من شخصيات وطنية أقدرها كثيراً، تستفسر عن قضية الحادثة التي أثيرت مؤخراً في بعض وسائل الإعلام ووسائط التواصل الاجتماعي، بخصوص ما ادّعاه البعض من كوني قد أسأت للمفوضة السيدة هندُ منت محمد الأغظف، رئيسة نادي الشرطة، خلال اجتماعنا الأخير في اللجنة التنفيذية للاتحادية. ورغم أني لم أكن أرغب في التعليق على هذه القضية، كما هو دأبي دائماً في التغاضي عن كل القضايا التي يثيرها البعض حولي أحياناً دون أي أساس من الصحة، إلا أن هذه القضية بالذات مختلفة بالنسبة لي، لحساسيتها الأخلاقية، ولما أكنه من الاحترام والتقدير لعائلة السيدة التي أثيرت حولها. لذلك، فإني قررت الحديث فيها بكل الشفافية والوضوح، تفهماً مني لرغبة الكل في معرفة حقيقة ما جرى كما جرى، مستسمحاً الجميع على الإطالة غير المحببة بالنسبة لي، ولكن الأمر يتطلب البسط والتفصيل؛ ما حدث أننا كنا في جلسة عادية للجنة التنفيذية، مساء الخميس الماضي (10 أكتوبر 2019) وكان من بين القضايا المطروحة على اللجنة دراسة نصين قانونيين متعلقين بالمدونة التأديبية والنظم العامة لكرة القدم الوطنية، وهي قوانين فنية متعارف عليها، لا تستدعي أي خلاف حولها عادة. فكان أن طلبتْ السيدة هندُ تأجيل الجلسة لقراءة هذه القوانين، فرددتُ على طلبها بأن التأجيل غير ممكن؛ لأن تأخير المصادقة على هذه القوانين من شأنه تعطيل مصالح كرة القدم في بلادنا، مذكراً إياها بأن هذه القوانين قد صيغت من طرف لجنة فنية قانونية متخصصة، بمشاركة ووصاية ستة أعضاء من اللجنة التنفيذية تم تعيينهم لهذه المهمة من طرف مجلس اللجنة التتفيذية نفسها؛ فلا داعي إذن لتأجيل المصادقة عليها دون سبب وجيه. إلا أني اقترحتُ على اللجنة، استجابة لرغبة السيدة هند، توسيع وقت الاجتماع لنقرأ جميعاً النصين القانونيين في جلستنا هذه لتسجيل الاعتراضات عليها، إن وجدت، فواقق الجميع على هذا الاقتراح بما في ذلك السيدة هند نفسها، فبدأنا نقرأ القوانين. ثم حضر وقت صلاة المغرب، فأعلنتُ تعليق الجلسة لنستأنفها بعد الصلاة، فذهب الجميع إلى مسجد الاتحادية، وبعد العودة من الصلاة استأنفنا اجتماعنا بمواصلة قراءة ما تبقى من النصوص القانونية، وهنا استوقفتنا السيدة هند مجدداً، مطالبة بوقف القراءة وتأجيل الاجتماع إلى وقت آخر! وعندها قلت لها، بوصفي رئيساً للاجتماع، إن جميع أعضاء اللجنة قد حضروا من أجل المصادقة على هذه القوانين لطابع الاستعجال الذي تتطلبه، وإن انشغالاتهم الكثيرة لا تسمح لهم بعقد جلسات طارئة غير مبرمجة أصلاً، لكن من حقها إن كانت تعارض هذه القوانين أو بعضها أن تصوت ضدها بكل بساطة، كما هو حق غيرها، ليكون الحسم في تمريرها بيد أغلبية الأعضاء، كما هو معروف. وعند هذه اللحظة بالذات، استشاطت السيدة هندُ غضباً، لتصفني بالدكتاتور، ثم وقفت أمام جميع الأعضاء، لتكيل لي ولهم كل أنواع السب والشتم القادح، قبل أن تتوعدني وتهددني بكل أنواع التهديد والوعيد، قائلة لي “ستعرف من أنا”! ورغم كيلها لكل عبارات السب والشتيمة لي أمام الجميع، وللحاضرين، بكل استفزاز و دون أي سبب واضح، إلا أنني قد التزمت مكاني، ورددت عليها فقط عندما هددتني، قائلاً لها “گدي من اسمَ گعريه”! وليس من دأبي أصلاً، ولا تسمح لي أخلاقي ولاتربيتي بأن أسيء على امرأة، مهما كان المنصب أو الصفة التي تحملها! وقد كان حاضراً لهذه الجلسة 14 شخصاً لا يمكن تواطؤهم على الكذب، ويمكن سؤالهم فرداً فرداً عن حقيقة ما حدث! تلك هي حقيقة ما جرى، غير أننا لم نكد نكمل جلستنا حتى تم إبلاغنا أن الموضوع قد تم تحريفه كلياً، وتم نشره في بعض المواقع المعروفة بعدائها للاتحادية، وبحثها الدؤوب عن كل ما يمكن أن تزعزعها به. وهنا أود أن أؤكد للجميع ما يلي: أولاً: لا أنكر أبداً أنني معرض للخطأ والزلل في أي وقت، كما هو شأن البشر جميعاً، لكنني في هذه القضية بالذات لم أخطئ ولم أكن الظالم فيها، ولم تصدر مني أية عبارات مسيئة فيها، لا للسيدة المذكورة، ولا لعائلتها الكريمة، ولا للمؤسسة الوطنية العريقة التي تمثلها. ثانياً؛ أعلم أن هناك جهات معيّنة تعارض رئاستي للاتحادية، هي التي تلقفت هذه القضية بنشوة كبيرة، وسعت فوراً إلى بثها ونشرها بهدف تشويه صورتي وسمعتي لدى الرأي العام، وهي جهات سعت بكل وسائلها الخاصة إلى تأليب هذه السيدة على الاتحادية منذ مدة، وتحريضها على استفزازي شخصياً في كل موقف، وقد اتضح ذلك من خلال كلامها المعروف بحضور معالي وزير التشغيل والشباب والرياضة في اجتماعه الأخير برؤساء الأندية لدى زيارته للاتحادية. ثالثاً؛ أنني شخصياً أحترم هذه السيدة، رغم كل ما واجهتني به من إساءة، لكونها امرأة أولاً، ولانتمائها ثانياً لعائلة كريمة، أكن لها الكثير من الود والتقدير والاحترام، لمكانتها الوطنية المعروفة، ولما يربطني بها شخصياً من أواصر وعلاقات اجتماعية خاصة. رابعاً؛ بودي أن أؤكد لأولئك الذين سعوا دائماً، وهم قلة قليلة، إلى التشويش على كل ما نقوم به من عمل في الاتحادية التي أرأسها، أن مثل هذه الممارسات لن تزيدنا إلا عزيمة وإصراراً وقوة، على مواصلة العمل والتضيحية بالجهد والوقت من أجل الاستمرار في جهود تطوير كرة القدم التي أحببناها وسعينا، وسنظل نسعى، إلى أن يبقى اسم بلادنا مرفوعاً فيها دائماً، من خلال التمثيل المشرف واللائق.. ولن نخون العهد الوطني الذي حملناه بإيمان قوي وإرادة جادة، بدعم كل شباب موريتانيا وحكومتها وشعبها، لمجرد أن فئة قليلة من الناس لا تجد مصالحها الشخصية في ذلك، وتريد لهذا العهد أن يُخان! أحمد ولد يحيى