
16 أكتوبر ذكري رحيل فقيد النزاهة والصدق
الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ.
في يوم الجمعة الموافق 16 أكتوبر 1998م، انتقل إلى رحمة الله تعالى الوالد أحمد ولد منيه عن عمر ناهز 54 سنة، رحل عن دنيانا الفانية أب قدوة تقي ورع عابد زاهد متعفف، تربى في بيت تقوى وصلاح، تعلم أبجديات العلوم والحكم على يد والدته المرأة العابدة التقية المنفقة ميمونة بنت محمد المصطفى ابن اباه، وأرسلته بعد ذلك لينهل من ينابيع العلم الرباني في مقتبل العمر على يد العالم السني الرباني الشيخ عبد الله بن داداه، فحفظ كتاب الله تعالى في سن مبكرة، ونال الإجازة في القراءات القرآنية، وقرأ عليه أمهات الكتب والمتون، والتحق بعد ذلك بالمدرسة النظامية التي اختصرها في سنوات قليلة نظرا لتميزه، وكان من أوائل الضباط الذين درسوا التخطيط الاستراتيجي في الكلية العسكرية في فرنسا، ومنذ تخرجه شغل العديد من الوظائف العسكرية، والمناصب في الدولة، كان رحمة الله عليه رغم مسؤولياته الكثيرة، يلازم تلاوة كتاب الله تعالى آناء الليل وأطراف النهار، ولا يتوقف لسانه عن ذكر الله تعالى، كان كثير الصمت قليل الكلام إلا ذكر الله تعالى، كان برا بوالديه، ساعيا في حوائج الناس، كان قواما صواما منفقا، يتحلى بأخلاق عالية، ومستقيما متعففا كثير الاستحضار لمراقبة الله تعالى. اللهم ارحمه برحمتك الواسعة وأسكنه فسيح جناتك، واجعل الفردوس الأعلى من الجنة مستقره، واجعل روحه في أعلى عليين مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.