
الاخبار ميديا : هنا في الجمهورية الاسلامية الموريتانية على غير المتوقع توالت تطورات المشهد السياسي الموريتاني بشكل متسارع خارج توقعات المحللين، بسبب الخلاف بين الرئيس الحالي ولد الشيخ الغزواني ورفيق دربه الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز بفعل إصرار الأخير على التحكم في حزب الاتِّحاد من أجل الجمهورية الحاكم وتسييره حسب قيادات سياسية شاركت في اجتماع عقده ولد عبد العزيز في بيته، تطورات أربكت المشهد السياسي، وألقت بظلالها على الاحتفال بالذكرى 59 لعيد الاستقلال الوطني المقام على بعد 250 كلم شمال نواكشوط
الخيوط الاولي للازمة :
لم يتوقع جُلُّ المتابعين أن الجدل الذي بدأ بعد اجتماع للجنة المؤقتة لتسيير حزب الاتِّحاد من أجل الجمهورية الحاكم لنقاش آلية إدماج بعض المبادرات السياسية في هيئات الحزب سيفجّر أزمة سياسية حول مرجعية الحزب، تصل إلى خلاف بين الرئيسين الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني و السابق محمد ولد عبد العزيز .
لكن جرت اللامواح فيما لاتشتهيه السفن فبُعيد عودته من سفر خارجي دعا الرئيس السابق إلى اجتماع مع لجنة تسيير الحزب، وجرى اجتماع مغلق لعدة ساعات تلاه بيان قدّمه المسؤول الإعلامي في لجنة تسيير الحزب النائب السابق سيد أحمد ولد أحمد، قال فيه إن ولد عبد العزيز طلب من اللجنة المضي قدماً في تحقيق الأهداف التي على أساسها تأسَّس الحزب، ودعا ولد عبد العزيز حسب البيان قيادة الحزب إلى التحضير لاستئناف أشغال المؤتمر الثاني للحزب في أفق النصف الأول من شهر فبراير القادم، دعوة فُهمت عودةً مباشرةً لتسيير الشأن السياسي من خلال الحزب.
وتداولت وسائل إعلام محلية اجتماعاً عقده رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني في القصر الرئاسي بحضور الوزير الأول اسماعيل ولد بده ولد الشيخ سيديا ووزير الداخلية محمد سالم ولد مرزوك ووزير الطاقة الأمين العامّ للجنة تسيير الحزب محمد ولد عبد الفتاح ونائب رئيس البرلمان حمادي ولد اميمو ورئيس الفريق البرلماني للحزب ،
أكَّد خلاله أنه هو مرجعية الحزب، وأن اللقاء الذي عقده الرئيس السابق بمقر الحزب كان خطأً سياسيّاً، كما أعتبر أن البيان الذي صدر بعده كان خطأً أيضاً.
بدوره عقد الرئيس السابق اجتماعا في بيته حضره بعض أعضاء لجنة تسيير الحزب وشخصيات قيادية فيه، أعلن فيه قراره مواجهة الإجراءات التي اتُّخذَت ولو بقي وحيداً
تطورات ... حراك الاجنحة والخفافيش
لم تكَد تتكشف الخيوط الأولى لدلالة عودة ولد عبد العزيز إلى المشهد السياسي من خلال ترؤُّسه لجنة تسيير حزب الاتِّحاد ودعوته للتحضير لمؤتمر الحزب المرتقَب، حتى توالت ردود الفعل المؤيدة والرافضة لعودته إلى المشهد السياسي، إذ دعا برلمانيون من الحزب إلى اجتماع طارئ داخل البرلمان لنقاش التطورات، لكن أوامر رئاسية صدرت إلى البرلمانيين بوقف الاجتماع إلى إشعار آخر.
واتهمت شخصيات سياسية من داخل الحزب في بيانات صادرة عنها عودة ولد عبد العزيز واجتماعه بلجنة تسيير الحزب بأنها تشويش على المشهد السياسي، كما اعتبرت شخصيات أخرى قيادية في الموالاة أن الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز لا يمتلك أي صفة تخوّل إليه ترؤُّس لجنة تسيير الحزب، وأن حضوره "مستفز"، ثم توالت بيانات التأييد للرئيس الحالي، بدءاً بعُمَد الحزب ونوابه وأعضاء مجالسه الجهوية، ثم لجنة تسييره التي كانت الذراع السياسية للرئيس السابق منذ تشكيلها.
عيد الاستقلال .. و الاحتراز الأمنيّ
بشكل غير مسبوق في البلاد على مرّ تاريخها، نُظّم حفل عيد الاستقلال الوطني هذه المرة بحضور كل مكوِّن الطيف السياسي الموريتاني، ورؤساء موريتانيا السابقين، ووُجِّهَت دعوة إلى الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز، لكنه لم يحضر الحفل دون إعلان عن الأسباب، وقد ظلّ كرسيه فارغاً بجوار الرئيس السابق سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله الذي انقلب عليه قبل أكثر من عقد من الزمن.
يقيل الرئيس الحالي محمد ولد الشيخ الغزواني فجاة قائد الحرس الرئاسي العقيد محفوظ ولد محمد الحاج الذي يوصف بأنه مقرَّب من الرئيس السابق، وعيّن مكانه العقيد أحمد ولد لمليح قائداً لكتيبة الحرس الرئاسي المسؤولة عن الأمن الشخصي للرئيس والرئاسة
محـــــــــــــــــــــطات بــــــــــــــــــــــــــــــارزة :
- مثّل مرور 100 يوم من حكم الرئيس محمد ولد الغزواني وحل الحكومة لأزمة تسجيل طلاب الجامعة التي كانت جماعة الإخوان تسعى لاستغلالها سياسيا، أبرز أحداث في موريتانيا
- اعتماد حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم لبرنامج الغزواني كمرجعية في خطابه السياسي وبدء تشكيل لجان من قادة الحزب لوضع التصور موضع التنفيذ
- ظهور مكامن التعاطي الإيجابي لغزواني مع مختلف ملفات إدارة شؤون البلاد
- شهدت موريتانيا في عمومها تحسنا ملحوظا وواضحا في شتى المجالات وعلى كل الصعد
- الرئيس الغزواني يبدأ بكريس لجو الانفتاح وبناء الثقة بين مختلف أطياف وفئات الشعب، مرورا بإعادة هيكلة وترتيب القطاعات والمصالح الحكومية وانتهاء بالشروع في إعداد وتنفيذ برامج طموحة تلامس حياة المواطن اليومية
- تشكيل حكومة تكنوقراط من الخبراء والمختصين مما أضفى بطابع من الجدية في عملها
- فتح أبواب القصر الرئاسي على مصراعيه لأول مرة أمام رؤساء الاحزاب السياسية والنقابات المهنية ومنظمات المجتمع المدني وحَمَلَة الفكر وتعتبر هذه الخطوة مهمة لإرساء سنة التشاور وتبادل الرأي
- مشاركة الرئيس الناجحة، في عديد من الفعاليات الدّولية تلك المشاركة التي مكنت من إعادة رسم خريطة الحضور الموريتاني عبر العالم
- حسم مرجعية الحزب الحاكم وفق المراقبين إنجازا يكرس وحدته وتماسك جبهته الداخلية إلى جانب مكاسب وإنجازات أخرى على طريق توحيد الأغلبية الداعمة للرئيس؛ مثل تمرير برنامج الحكومة من طرف البرلمان الذي يهيمن عليه الحزب وبأغلبية ساحقة
و تزامن مع نجاح الحزب في تمرير بعض التغييرات الداخلية كتبادل المهام بين أعضائه في اختيار المناصب البرلمانية الذي برهن خلاله أعضاؤه وقادته على التزامهم بسياسات الحزب وقراراته الإدارية
- فتح التسجيل أمام جميع طلاب الجامعة دون تقيد بالسن والذي مثل صفعة قوية للذين حاولوا استغلال وقفات الطلاب أمام وزارة التعليم العالي بنواكشوط لتمرير أجندتهم والتحريض ضد استقرار البلد وأمنه وفق مراقبين
وتجمع التقييمات التي نشرت لحد الآن على أمر واحد، هو أن الرئيس الموريتاني الجديد يتبنى أسلوباً هادئاً جداً في ممارسة الحكم، وهو أسلوب تمليه تعقيدات الأوضاع وثقل التركة ووعورة الطريق.
وطالب أصحاب التقييمات المتفائلة بعدم التعجل ومنح الرئيس المزيد من الوقت لصقل موهبته، بينما أكدت تقييمات متشائمة «أن الفترة المنقضية تؤكد أن الرئيس غزواني «مجرد حاكم متفرج
الخطوات البظيئة :
في الجانب الاخر من النظرية كان المصلحون في البلد والمشفقون على الوطن ينتظرون حوارًا وطنيًا حقيقيًا يضع حدًا للانقسام ويوجد مخارج للإشكاليات الوطنية العالقة على أن يخرج الحوار بخطة نهوض وطنية.
وهي خطط نهوض استثنائية من سماتها نزع الألغام الاجتماعية والسياسة والقانونية التي قد تعرقل السير نحو هدف النهوض المنشود
ولكن اتسمت الفترة المنصرمة من أداء الحكومة ببرودة شديدة تجاه المظالم التي كانت موجودة قبلها والتي لا تحتاج إلى شق طريق مسفلت أو تشييد عمارة، بل كل الذي تحتاجه هو قرار برفع تلك المظالم وإنصاف أهلها، وتعيين مفسدين شهد لهم من طرف الجميع ياكل المال العام وافلاس المؤسسات ومن بينهم مسجونين , بسبب الاعتداء علي المال العام .
العرفين بالرجل عن قرب , يجدون له مخرجا جميلا , يكمن في كون محاربة الفاسدين في البلاد ليست بالامر البسيط , الانهم هم الاغلبية بين الساسة في موريتانيا , و محاربتهم ليست نزهة سياحية .
فهؤلاء جماعة من رجال موريتانيا العميقة , تحكمت في العباد بسياسة والمال الحرام مما يجعل تصفيتهم , امر يحتاج الحكمة والتريث والتأني , حتي يستطيع السلطات ارجاع ما امكن من مال هذا الشعب , المسكين وهذه هي حكمة السيد الرئيس الذي يعرفهم بسيميهم الواضحة , فالرجل يعمل في صمت وعقلانية قل مصيلها في البلاد العربية .
إنها باختصار فترة قصيرة جدًا بالنسبة لبلد كموريتانيا لا يتوفر فيه الرئيس على الإمكانات البشرية والإدارية والمؤسساتية التي تمكنه من إظهار عبقريته القيادية في القضاء علي الفساد والمفسدين .
لقد وفر الرجل مناخ الأعمال، لكنه لا يزال غير مناسب في ما يخص القطاع الخاص، مضيفة أن الاقتصاد يقوم بالمقام الأول على التعدين والريع، وهو هش ومصدر لعدم المساواة بسبب العشرية الماضية .
الشعب يجد ضالته في غزواني :
ان حاجة هذا الشعب للعطف وللرحمة من لدن نظامها السياسي وشعوره ، بأن له دولة تراعي مصالحه وتتعامل مع ظروفه بعد عشر سنوات من الفظاظة، كان هو شعار مرحلة غزواني، وكان بالأساس الشيء الذي يميزه عن ولد عبد العزيز، وقد كان ذلك مجالا للبشارة والحبور ، وإستنشقت به الناس الراحة والأمل ، واستنثرت به الكدر واليأس، ونزل به الإطمئنان في النفوس ، وحطت به المعارضة رحال الحرب وابتعدت عن ساحة الوغى ،بعد سنين من الكر والشطط وسوء المنقلب ،وصار الجميع يتطلع للتعامل مع عاقل يفهمه أو كيّسٍ يلتمس له مخرجا
كورونا ... والرئيس البطل
لا شك أننا جميعا نعيش ظروف أزمة عالمية اسمها كورونا، وبينما يراها كثيرون بأنها مدمرة للاقتصاد العالمي، وأن خساراتها تفوق تريليونات الدولارات، يرى خبراء اقتصاديون آخرون، بأن هذه العاصفة تحمل في رياحها فرصا واعدة، ويصرون على أن الأزمة ستدفع الاقتصاديين ورجال الأعمال التغيير والابتكار وتحريك الأذهان, وتحفيز الإبداعات, وإطلاق الحلول.
أدى الحظر الصحي الذي فرضته البلاد خلال صراعها مع أزمة كورونا، إلى توجه كثير القطاعات نحو الاغلاق، وخصوصا التجار والمستوردين و عمال الحرف الخصوصية الذين تضرروا بفعل الاجراءات المتخذة للحيلولة دون انتشار فيروس كورنا .
فعلا استطاعت موريتانيا بشهادة الجميع محاصرة الوباء ونجحت في ذلك , بالرغم من الاخطاء التي يرتكبها وزير الصحة في رائ البعص , والتي من اكبرها والحها فتح الطرق بين الولايات , ليتمكن الاهالي من التنقل في وجه شهر رمضان العظيم ,
بالرغم من كل الهزات السياسية المفتعلة , والقتصادية الخارجة عن الارادة , والصحية التي ضربت العالم باكمله , ظلت خطي السيد الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني رزينة وهادئية ومرنة واقرب الي قلوب هذا الشعب المسكين , وكل المعطيات تشير الي غد مشرق , وجو سياسي قادم صريح وواضح المعالم .
للحديث بقية عن الجوانب المشرقة في حكم السيد الرئيس محمد ولد الشيخ الغواني تقرير وكالة الاخبار ميديا .




