قراءة في سيرة العلامة الشيخ محمد يحظيه ولد البار البصادي رحمه الله / القاضي عثمان ولد محمد محمود

أربعاء, 06/24/2020 - 23:19

العلامة شيخ محمد يحظيه البار رحمه الله خادم كتاب الله. الشيخ العلامة محمد يحظيه بن البار بن محمد يحظيه بن محمد ابراهيم البصادي الأنصاري يعود نسبه لقيس بن سعد رضي الله عنهما بن دليم سيد الاوس. ولد الشيخ رحمه سنة 1933 في نواحي تامشكط لأب صالح عابد قارئ، وحين بلغ سن الكتاتيب، أخذته عمته الصالحة القارئة: السالمة بنت محمد يحظيه رحمها الله. فأكمل عندها نصف القرآن، بدءا من قصار السور، -على عادت أهل أفله-. ليعود إلى والده محمد البار رحمه الله فأتم عليه القرآن حفظا ورسما وردفا، وقد ظهر نبوغه وذاع صيته، حتي طار إلى معلم أفله الأول في زمانه ابن عمه المصطفي بن أيده البصادي رحمه الله دفين البقيع الطاهر، أحد مصححى مصحف المدينة المنورة. والذي بعث له مع بعض طلبته يطلب منه الانضمام لطلبته، فأحب ذلك، إلا أن والده أوصاه بالذهاب لمحظرة عمومته أبناء كابر وهي محظرة جامعة تدرس الفقه والنحو. أسسها محمد محمود بن كابر، تلميذ لمرابط بن أحمد زيدان، فانتقل أولا إلى المصطفي بن أيده، وقرأ عليه بن بري والتحفة والجزرية وإرشاد القارئ وجميع ما عنده من كتب القراءة. وكان كل ما عرض عليه الاجازة يرفض، قائلا: لا آخذها حتي آخذ ما عندك في علوم القراءة، وبعد ما أخذ عنه الاجازة باستحقاق. رحل عنه وقد صارت له محظرة داخل محظرة شيخه قاصدا جامعة أهل كابر، وقد اصطحب معه طلابه ولأنه سبق وأن درس المتون المختصرة في الفقه على والده، فقد ابتدأ برسالة بن أبي زيد والشيخ خليل، ثم نصحه البعض بدراسة النحو. فرحل بطلبته إلى منطقة اركيبه قاصدا الشيخ أحمد فال بن أحمد نوح العلوي اللغوي الشهير، فدرس عليه الاجرومية وألفية ابن مالك في النحو ولاميته في الصرف، وكان هذا الشيخ كما يصفه مدرسا ذكيا، له طريقة عجيبة في التدريس، تشبه الطرق العصرية، يمزج بين النظري والتطبيقي كما درس عليه علم الفرائض. ثم عاد بمحظرته إلى أهل كابر في أفله لتدارس الفقه يقول: قرأت عندهم مختصر خليل عدة مرات، وكانت محظرة جامعة متنقلة، تدرس فيها جميع العلوم، وبها الكثير من نوادر الكتب والمخطوطات، من الشرق والغرب بالإضافة لمخطوطات شنقيطية. ثم تحول إلى العلامة محمد محمود بن العابد رحمه الله، فدرس عليه مغازي البدوي، وسيرة المصطفي صلى الله عليه وسلم، والمختصر، بشروح الحطاب والدسوقي وعبد الباقي. بعد ذلك تفرغ لطلبته ومحظرته الخاصة، مع تدارس الفقه والنحو مع العلامة محمد محمود العباس رحمه الله، إلى أن اختير كمدرس في التعليم النظامي سنة 1961 مع قيام الدولة. وظل يدرس التلاميذ النظاميين إلى جانب طلابه المحظريين حتي استدعي من وزارة العدل والتوجيه الاسلامي سنة 1975 فتقلد بها عدة وظائف. يتبع...