أثناء محاكمة الرئيس المالي الأسبق موسى تراورى وجه إليه الادعاء العام مجموعة من التهم تتعلق بالفساد والاستحواذ على المال العام ونبذ الحكامة الرشيدة.......... لم يزد تراورى على القول هذه نعوت يتصف بها كل الرؤساء الأفارقة ولم ينج منها إلا واحد هو الرئيس الموريتاني الأسبق المختار ولد داداه........ حدث سالم ولد ببوط حاكم بتلميت خلال الفترة 1967 - 1977 أن الرئاسة اتصلت عليه لتخبره بأن الرئيس سيقوم بزيارة شخصية لمدينة بتلميت قال فاستقبلته عند مدخل المدينة، وفي الطريق قال لي الرئيس بأنه جاء ليسلم على والدته خديجة بنت محمود ولد ابراهيم. وعندما وصلناها في كوخها على التل الغربي للمدينة إذا بالكوخ به أعطاب بالغة. فقال لي الرئيس: سيدي الحاكم أرجو منك أن تعطيني 12 ألف أوقية دينا لأصلح كوخ الوالدة، وإذا وافقت فستأتيك الأخت أمامة بنت بابي غدا لتسلمها المبلغ. وفي اليوم الموالي زارتني أمامة فأعطيتها المبلغ. بعد أشهر زرت نواكشوط فعلمت أن الشرطي محمد عبد الله ولد ابريهم (المرافق للرئيس) يبحث عني لأمر مهم، فالتقينا فسلم لي ظرفا داخله 12 ألف أوقية وورقة مرفقة معه كتب فيها...... "Les bons comptes font les bons amis ". حدث التجاني ولد كريم أن العسكر بعد انقلاب 78 طلبوا من الإذاعة إنجاز برنامج إذاعي باسم "أغلاط وجرائم النظام البائد" وكانوا يستضيفون له أشخاصا يدلون بـ"شهادات" تفيد السياق العام لحملتهم ضد المختار ولد داداه ونظامه فاستدعوا أحمد ولد أعمر ولد أعلي مستغلين كون الرئيس أقاله قبل أشهر من منصب أمين الخزينة العامة، فطلبوا منه شهادة حول فساد الرئيس، فقال لهم لا يمكنني أن أشهد عليه بالفساد، لكن يمكن أن أشهد أنه ذات يوم طلب مني الحضور إلى مكتبه فوجدت معه وزيرا إيفواريا وأكياسا من العملة الصعبة، فقال لي: هذه المبالغ أهداها لي الرئيس الإيفواري هوفوت بونيي بصفة شخصية، لكنني فضلت أن تضاف إلى الخزينة العامة مقابل وصل، فوضعت المبلغ الكبير جدا في حسابات الخزينة وأعطيته وصلا، فإذا كانت هذه الشهادة تفيدكم فأنا مستعد للإدلاء بها في البرنامج وانصرف.............. رحم الله الأب المؤسس المختار ولد داداه فقد كان قائدا فذاأمينا شريفا عفيفا ومتواضعا سخر كل حنكته وذكائه وعلاقاته من أجل وطنه..........
رحم الله ابو الامة الذي كلما ذكر تلازمت كلمة " وخيرت "