مع اتساع صلاحيات المجالس الجهوية والتمكين لها في كل الجوانب الخدمية والتنموية، واستئثارها بكل مصادر الدعم والتمويل الموجهة للجهات، باستثناء النزر القليل والمتعلق أساسا بتسيير بعض المسائل الاجتماعية شديدة الاستثناء والخصوصية، والذي تتولى مهمته المجالس البلدية، يبقى دور الولاة والإدارة عموما مقتصرا على تسيير الشؤن السيادية والتنسيق الأمني، وهو ما وضع الولاة في حالة من محدودية النفوذ، والقدرة على التحرك الفوري واتخاذ الاجراءات والخطوات الاستعجالية، التي تقتضيها أي ظرفية استثنائية، مثل ماهو الحال بالنسبة للجوائح أو الفيضانات، أو أي صنف من أصناف الكوارث الواقعة أو محتملة الحدوث...غير أن استثنائات قليلة تبقى موجودة ومؤثرة، وغالبا يعود السبب في ذلك إلى الثقة المتبادلة بين بعض الولاة وشركائهم أو مستشاريهم الفنيين من مختلف القطاعات.. وتعمل العلاقات الحسنة وحسن الصيت دورا كبيرا في تعزيز تلك الشراكة وإعطائها صفة التميز وقابلية التطور والتقدم، وهو ما يعزز من ديمومة وتوفير الخدمة العمومية وضبط تسيير الهم العام بمايحقق المصالح ويجنب الصدام أو التعارض بين أداء المصالح الخدمية والتنموية..ويكون الأمر أكثر نفعا وأشد استحسانا حين يتعلق الأمر برضى المواطنيين موقع الاستهداف وثقتهم في من يسيرون أمرهم..ويتطلب مثل كل تلك الصفات والمميزات مستوى عاليا من الحنكة والدربة المهنية والأخلاقية، تمكن الأصحاب العمل من منطلق جمع الأضداد وتوحيد المقاصد لبلوغ الغايات الكبرى، ومن بين القلة ممن منٌ الله عليهم بتلك الحسنة السيد الدكتور الشيخ ولد عبد الله ولد أواه والي ولاية الحوض الشرقي حاليا والذي ترك بصامته المميزة في كل محطاته التي عمل بها؛ والذي يُجمع سكان الحوض الشرقي على حسن تعامله وسعة صدره وتفهمه، كما يشهد له أعوانه بالقدرة على توجيه بوصلة العمل الخدمي بمايحقق المنافع الكبرى ويحفظ المصالح العليا مع احترام التخصص وحفظ مكانة وسمعة الشركاء والأعوان. . / نوح ولد محمد محمود