بنى الإماراتيون بالعزم والإرادة وصدق المواطنة دولة بأحسن وأحدث المعايير الدولية والمدنية على صحراءَ قاحِلة مُقفِرة جدباءَ موحشة. وَوُفِّقوا في ذلك بسبب شدة صدق وحرص شيوخهم وحكامهم على تحدي كل الصعوبات وتجاوُز كل العراقيل والمُعوقات وتطبيق القوانين المنظمة لحياة المجتمع سياسيا ودينيا واجتماعيا، فلله درهم ما أبرَّهم. فما ذا عن بلادي وقادة دولتي؟ ولا يقل لي قائل :(فشتان بين اليزيدين ....) فإذا كانت الإمارات دولةً بترولية فَسِر نجاحها ليس بالبترول وحده بل به وبما قدمنا. وموريتانيا لا تقل عنها شأنا من ناحية الموارد الاقتصادية إن لم تكن أحسنَ، لما فيها من الذهب والمعادن والحديد والسمك والمواشي والزراعة وغيرِ ذلك، لكن كما قيل: (لا قلة مع التدبير ولا كثرة مع التبذير) علماً بأن الإماراتيين مواطنين ومقيمين: (9,304,277) أكثرُ من الموريتانيين بالضِّعف وزيادة، ومساحتهمُ الجغرافية: (71,023.6) أقل من عُشر مساحة موريتانيا الجغرافية. فليت قادتَنا ومسؤلي بلادنا يتأسون بشيوخ وحكام الإمارات، ويتأسى شعبُنا بشعبِها، ولا عيب في التأسي بالفضلاء المبدعين، فكما نتأسى بأئمة المذاهب في الأمور الدينية فمن باب الأحرى تأسينا بالمبدعين في الأمور الدنيوية.
تشبوا إن لم تكونوا مثلَهم إن التشبه بالكرام فلاح ●
اسماعيل الجيل أحمد ددي