حول "اللاموسمية" واللامركزية في أنشطة الاتحاد

خميس, 06/17/2021 - 14:31

 

قبل ثلاث سنوات،  قدمت مداخلة خلال ورشة مفتوحة لإصلاح حزب الاتحاد من أجل الجمهورية في فندق "آزلاي مرحبا" بتاريخ 02/03/2018 - حضرت تلك الورشة بدعوة من صديق دبلوماسي،  بعد شهرين على انسحابي من حركة 25 فبراير "والخط المعارض عموما"، - وقدمت مداخلتي تلك بناء على المشترك الذي سيجمعني مستقبلا مع الحزب، المشترك الذي تأجل تجسيده إلى ما بعد المؤتمر الثاني للحزب ، بسبب بعض التحفظات، جعلتني أتقدم آنذاك بلائحة منافسة للحزب على رئاسة المجلس الجهوي  بولاية الحوض الغربي - انتخابات 2018.
وتركز مضمون المداخلة حول ضرورة العمل على رسم توجه سياسي داخل الحزب يعتمد اللاموسمية واللامركزية كمبدأين توجيهين لأنشطة الحزب، وهو ما سيمنحه المصداقية والشرعية السياسية النابعة من قواعده الشعبية ويضفي طابع الجدية والصدقية على خطاباته السياسية وعمله الميداني .
ولاشك أنني اليوم مع كثير من أبناء هذا البلد المهتمين بالعمل السياسي الجاد والواقعي، بدأت تتعزز ثقتنا في الحزب أكثر، بعد أن بدل أسلوبه في التعاطي مع المشهد السياسي، من حزب يعتمد على ردات الفعل إلى حزب مبادر ومحرك أساسي للقضايا الوطنية الكبرى، بوصفه الذراع السياسي الأبرز لهذا النظام، الذي يشكل مرجعيته السياسية الوحيدة بناء على إجماع كل منتخبيه وقادة كتله السياسية المتنوعة حول ذلك، عبر بيانات سياسية موقعة وموثقة، من أجل العبور الآمن بالبلد نحو بر الانسجام الاجتماعي والتنمية الشاملة.
ولكي لا يكون الكلام هنا مجرد انحياز عاطفي لحزب، عرفنا بمواجهته سابقا، فسأتطرق لأنشطة حزبية مسجلة بالتاريخ توضح توجهات الحزب الجديدة حول اللاموسمية واللامركزية في أنشطته.

 اللاموسمية في الأنشطة الحزبية

  ألفنا في المشهد السياسي الوطني على أن الأحزاب السياسية، خصوصا الموالية لا تتحرك إلا في المواسم الانتخابية أو في الأزمات السياسية المحرجة للأنظمة، وإذا أعدنا النظر في الوضعية السياسية للبلد منذ استلام هذا النظام للحكم، سنلاحظ أن الوضعية أصبحت مغايرة تماما، فلأول مرة يكون هناك تشاور دائم بين النظام وأقطاب المعارضة التقليدية حول كل القضايا الوطنية في جو يطبعه الهدوء السياسي والانفتاح .
و مع أن هذه الحالة مطمئنة سياسا، فإن الحزب شرع منذ مدة في تفعيل العمل الحزبي الجاد، فنظم ورشات وندوات سياسية رصينة حول قضايا إجتماعية مركزية : كمواضيع  مخلفات العبودية وآليات تحصين الوحدة الوطنية (17/10/2020)، بالإضافة لمواضيع استيراتجية كتموقع موريتانيا في شبه المنطقة ( 24/10/2020)، وقد شارك في هذه الورشات أبرز قادة الفكر والسياسة من مختلف الأطياف، وقُدمت فيها بعص الأفكار والمقترحات النوعية، التي لاشك أنها ستساهم في تطوير الإستراتيجيات الرسمية حول القضايا المثارة.
كما بادر الحزب كذلك لمواكبة الهبة الوطنية في مواجهة جائحة كورونا بمقترح يقتضي تشكيل تنسيقية من الأحزاب الممثلة في البرلمان من أجل المساهمة الفعالة للحد من التأثيرات المحتملة لجائحة احرجت الدول العظمى، واستطاعت هذه التنسيقية ذات الطابع الاستعجالي بالإضافة للهدف الذي شكلت لأجله، أن تطور رؤيتها كي تكون نواة لإعداد وثيقة هامة جدا تؤطر لتشاور وطني مرتقب حول قضايا مركزية بغية بلورة رؤية توافقية جامعة حولها.

اللامركزية في الأنشطة الحزبية 

لقد برهن الحزب في رؤيته المنبثقة عن مؤتمره الثاني، على تبني منهجية سياسية جديدة تعطي الأولوية  للتواصل مع  القواعد الشعبية للحزب في الداخل، فأصر على تنظيم بعثات حزبية بكل المقاطعات، رغم تأخر تنظيمها لأكثر من سنة، بسبب جائحة كورونا، وقد  أنهت بعثات الحزب عملها على عموم التراب الوطني بلقاءات صريحة مع القواعد الحزبية،  قُدمت خلالها الرؤية الجديدة للحزب، واستمعت لمطالب ومقترحات المواطن البسيط في الداخل دون مصادرة أو تحفظ.
وشرع الحزب في تنظيم ورشات تفكيرية بالداخل حول الوحدة الوطنية ومخلفات العبودية، بعد أن تم تنظيمها في نواكشوط نهاية العام الماضي بتاريخ 17/10/2020.
و من المؤكد، أن هذه الورشات التي نظمت حتى الآن في كيفه (09/10 يونيو) بحضور وفود من الحوضين وتكانت ولعصابه وفي كيهيدي (12/13 يونيو) بحضور وفود من كيدماغه ولبراكنه واترارزة وكوركل، قد تركت انطباعات إيجابية لدى سكان الداخل بعد اشراكهم في نقاشات جادة حول قضايا جوهرية  في غاية الأهمية الوطنية، وولدت لديهم اهتماما غير موسمي بالشأن العام .
في الختام ومن أجل مواكبة أمثل إعلاميا للتوجهات الحزبية الجديدة، أنبه إلى ضرورة تفعيل الدور الإعلامي للحزب، خصوصا مع التاثير المشهود لشبكات التواصل الاجتماعي في  توجيه الرأي العام الوطني اليوم، وعلى اعتبار أن الفئات الشابة  هي الفاعل الأبرز في المسرح السياسي الجديد ( الإعلام البديل)، فأعتقد أن القيادة الحزبية مطالبة على نحو ملح، بوضع استيراتجية إعلامية بهذا الخصوص،  بالتشاور مع الشباب من أجل التجسيد الفعلي لرؤية وخطابات الحزب ومواكبة التوجهات الرسمية بالانارة  والإشادة والتوضيح، في وجه حملات التحامل والتضليل.

أحمدو ولد أبيه مستشار شبابي في حزب الاتحاد من أجل الجمهورية