أجرى الرئيس، روبرت موغابي، محادثات بشأن مستقبله السياسي مع قائد الجيش، قسطنطينو تشيوينغا، ومبعوث جنوب أفريقيا.
وينتظر المواطنون في زيمبابوي الخطوة التالية التي سيتخذها الجيش بعد سيطرته على السلطة في البلاد.
وتسعى الأطراف الثلاثة إلى التوصل إلى اتفاق بشأن مستقبل زيمبابوي، والرجل الذي قاد البلاد لمدة 37 عاما، ويقبع الآن في الإقامة الجبرية، ويعتقد أنه رفض التنحي.
وحض زعيم المعارضة، مورغن تسفانغيراي، الرئيس موغابي على الاستقالة فورا، ودعت نائبة موغابي السابقة، جويس موجورو، إلى انتخابات حرة ونزيهة في البلاد.
ويبدو أن الجيش سيطر على السلطة في محاولة لمنع مخطط يهدف إلى تولي زوجة موغابي، غريس، الرئاسة بعد زوجها.
وتقول مصادر إن موغابي يصر على البقاء رئيسا شرعيا للبلاد. ولكن الهيئات الإقليمية مثل الاتحاد الإفريقي، ومجموعة إفريقيا الجنوبية للتنمية - بحسب ما يقوله مراسلون - تبدي حرصا على التوصل إلى حل دستوري معقول للأزمة، بدلا من تأييدها لسيطرة الجيش على السلطة.
ما الذي يحدث في هراري الآن؟
لا تزال العاصمة في حالة ترقب وقلق.
ومازال موغابي قيد الإقامة الجبرية في منزله. ويحاول قس من الروم الكاثوليك، يعرف موغابي عن قرب منذ سنوات، الوساطة للتوصل إلى اتفاق على مستقبله مع الجيش.
ويلتقي وزيرا الدفاع، نوسيفيوي مافيسا-نكاكولا، وأمن الدولة، بونغاني بونغو، في جنوب إفريقيا، بالرئيس موغابي نيابة عن جماعة إفريقيا الجنوبية للتنمية، التي ترأسها حاليا جنوب إفريقيا.
مصدر الصورة AFP/Getty Images
Image caption السكان يمارسون أعمالهم وحياتهم بطريقة طبيعية
وأفادت تقارير بأن من بين النقاط الشائكة في المحادثات، الدور الذي سيسند إلى نائب الرئيس السابق، إيمرسون ماننغوا، وأمن أسرة موغابي.
وأشار ممثل حزب زانو-بي إف في بريطانيا، نك مانغوانا، في مقابلة مع بي بي سي، إلى أن موغابي قد يبقى إسميا في السلطة حتى ينعقد مؤتمر الحزب في ديسمبر/كانون الأول، وينصب منانغاغوا رسميا زعيما للحزب والبلاد.
ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن مصدر قوله إن غريس، زوجة موغابي، موجودة في مقر الرئيس، مع شخصيات أخرى مهمة من جماعة "جيل - 40" المؤيدة للسيدة الأولى، منها جوناثان مويو، وسافيور كاسوكويري، الوزيران في مجلس الوزراء.
"ضرورة العودة للديمقراطية"
وظل الرئيس موغابي - البالغ من العمر 93 عاما - يتولى قيادة زيمبابوي منذ حصول البلاد على الاستقلال عن بريطانيا في 1980.
ولكن النزاع على خليفته المحتمل، بين زوجته ومنافسها، إيميرسون منانغاغوا، النائب السابق للرئيس، شق صفوف حزب زانو-بي إف خلال الأشهر الأخيرة.
وبدت أدلة الأربعاء على أن الجيش يمارس ضغطا على الدائرة المقربة من غريس موغابي، عندما قدم أحد حلفائها الأساسيين، وهو زعيم جناح الشباب في حزب زانو-بي إف، كودزاي تيشبانغا، اعتذارا متلفزا - طواعية بحسب ما قيل - بعد انتقاده قبل يوم واحد لقائد الجيش.
وأفادت تقارير بأن تيشبانغا معتقل حاليا لدى الجيش.
ويتساءل المراسلون إن كان الرئيس موغابي، الذي ظل في الحكم لسنوات، سيقدم استقالته.
وقال تنداي بيتي، أحد زعماء المعارضة في زيمبابوي، لبي بي سي إنه يود أن يرى انتقالا سلسا للسلطة.
وأضاف "من الضروري أن نعود إلى الديمقراطية. يجب أن نعود إلى الشرعية، لكننا نحتاج فترة انتقالية، وأعتقد، وآمل، أن يبدأ حوار الآن بين الجيش والزيمبابويين. ويمكن أن يبدأ حوار بين الجيش والهيئات الإقليمية مثل مجموعة التنمية لإفريقيا الجنوبية، والاتحاد الإفريقي أيضا".
هدوء غير معتاد
ولم ترد أي تقارير تفيد بحدوث اضطرابات في زيمبابوي. ويقول المراسلون إن كثيرا من الناس قبلوا فكرة غياب الرئيس موغابي عن السلطة. وقيل إن الشوارع في هراري بدت أهدأ من وضعها المعتاد، والناس يمارسون أعمالهم بطريقة طبيعية.
مصدر الصورة AFP/Getty Images
Image caption حالة من الترقب في زيمبابوي لمعرفة مستقبل موغابي
وقد طوقت قوات الجيش والمدرعات الأربعاء مبنى البرلمان والمباني الرئيسية الأخرى.
وسيطر الجنود في وقت سابق على مقار الإذاعة والتلفزيون الرسمي، وأصدر الجيش بيانا يقول فيه إنه يستهدف "المجرمين" المحيطين بالرئيس موغابي.
ونفى الجنرال سيبوسيسو مويو في بيان بثه التلفزيون الرسمي أن يكون ما قام به الجيش انقلابا، قائلا "ليس هذا استيلاء عسكريا على السلطة".
وأضاف أن موغابي وأسرته "بخير وفي أمان، وأمنهم محفوظ. ونتوقع، فور إنجاز مهمتنا، أن يعود الوضع إلى طبيعته".
وبالرغم من ذلك، قال الاتحاد الإفريقي إن الاستيلاء على السلطة، واعتقال الرئيس موغابي يبدي ما حدث بأنه "انقلاب".
وقال رئيس جنوب إفريقيا، جاكوب زوما، الأربعاء إنه تحدث هاتفيا مع موغابي، الذي أشار إلى أنه "قيد الإقامة في منزله، لكن بخير".
وكان موغابي قد أقال نائبه منانغاغوا من منصبه أوائل هذا الشهر في أعقاب طلب بإقالته من غريس موغابي.
وزاد التوتر أكثر الاثنين عندما قال رئيس أركان الجيش، الجنرال قسطنطينو تيشوينغا، إن الجيش يتأهب للتدخل لإنهاء عملية تطهير داخل حزب زانو-بي إف الحاكم.
ويعد تشيوينغا حليفا مقربا من منانغاغوا، كما أنهما كليهما من قدامي المحاربين الذين شاركوا في حرب السبعينيات التي قضت على حكم الأقلية البيضاء.