صحفي يغوص في قلب مركز الانكلوجيا وينقل صورا تدمي القلوب.

سبت, 01/01/2022 - 14:45

 

فى مركز( الاونكولوجيا ) زيارة مركز علاج السرطانات وسط العاصمة تحتاج استعارة قلب حديدي لا يتاثر وعيون بلاستيكية لا تدمع

عند الباب يقف الموت مودعا هذا ومستقبلا ذاك يدقق فى الهويات بصماته رائحته جلبته فى كل مكان الحيطان الخرساء الداكنة بومية الهيئة  الستائر الشاحبة الرقطاء الأسرة الغامقة بلاملامح الغرف السجنية الرمادية حتى سترات الاطباء والممرضين تكاد ترى العدم يزحف على بياضها مركز عبور ولكن بشكل مختلف مدرج إقلاع ولكن بشكل مغاير العشرات هنا أخذوا التآشر ووضعوا التذاكر وبطاقات السفر فى اكفهم التى عليها ارواحهم ينحشرون فى المنطقة الفاصلة بين رحلة يتمنون بدايتها كي يستريحوا من الالم ويكرهون نداء الصعود اليها تشبثا بالامل مشاهد مضمخة بالفناء اين المريض الذى كان هنا غادر غبش الفجر والمريضة التى كانت هناك غادرت عتمة ليل يتحرك الاطباء والممرضون ككتيبة محبطة وصلت نهاية المعركة الخاسرة فقط لاحصاء( الشهداء ) اطباء وممرضون عايشوا الموت والوجع درجة أنك تعتقد أنهم مخلوقات من كوكب آخر تفتل بكآبة خيطا عنكبوتيا دقيقا بين الموت والحياة مخلوقات تتقاذفها الشطآن فلا تستقر فى بر الأمان والحياة إلا لتجد نفسها فوق يابسة الفناء والعدم انين والم وبؤس ثلاثية تطالعك قبيحة الملامح بين جدران يسكنها الرحيل ويغسلها الفراق قد تتماسك امام مرضى الاوبئة والفايروسات والقلب واصحاب الكسور وحتى الحروق ولكن هنا شيئ آخر هنا الموت يلون اجساد المرضى على مدار الساعة ويظلل بشبحه خرائط اجسادهم المنهكة هنا ما الذى عليك ان تفعل الملفات ناطقة وصارمة والحقائب تحزم والالة الحدباء تعزف لحنها الكالح وعلى الوجوه المسافرة علامة استفهام مؤلمة.متى الرحيل وعلامة استفهام متفائلة ولكنها خجولة هل تتاجل الرحلة موظفوا هذا( المطار ) من أطباء وممرضين لايعطون جوابا قاطعا تعرف فى وجوههم الحزن فهم لايملكون للرحلة تاجيلا ولاتعجيلا هنا لاضجيج لاتوجد شاشات توضح جدولة الرحلات هنا لاتاريخ للوصول لاتاريخ للمغادرة حتى المودعون لايعرفون متى سيلوحون بايديهم للمسافرين أما المستقبلون فلا معلومات لديهم بشان بوابة الاستقبال وجدولها ولائحتها الاقلاع هنا فجائي متسارع مثل الهبوط هنا لاتوجد قاعة لكبار الزوار هنا يتساوى الزائر القادم لأول مرة مع المسافر للتو هنا لاتميز المودع من مودعه ولا المستقبل من مستقبله كل شيئ هنا يستوقفك يستفزك يستدمعك ومع تلك الصورة القاتمة المعتمة تتحرك على مدار الدقيقة كتيبة الاطباء والممرضين تحارب تناور تنزل بالمظلات خلف خطوط( العدو) ولكن اي عدو؟!! إنه( السرطان) الذى تربى على تفتيت الأكباد وطي الاجساد ونشرها عدو غير تقليدي تحاربه هنا يهاجمك هناك تعتقد انك حاصرته تراه يحاصرك لذلك فالكتيبة كل مهمتها ترصد حركته محاولة عرقلة انتشاره ليس إلا وفى النهاية تنهزم تسجل اسماء الشهداء تبتلع دموعها وتتحامل على عجزها والحرب مع( السرطان) سجال ولكن يوم له ويوم على( الكتيبة ) البيضاء