مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة تدعو للحوار بين الأديان

أربعاء, 02/23/2022 - 18:13

 

أطلقت مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة بالتعاون مع المجلس الأعلى للأئمة و المساجد ، اليوم الأربعاء، في أبيدجانبكوت ديفوار الندوة الدولية حول حوار الأديان، تحتعنوان “الرسالة الخالدة للأديان“، بمشاركة علماء وزعماء دينيين من مختلف بلدان القارة .

وقال الأمين العام لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة،سيدي محمد رفقي، إن القارة الافريقية تعيش جوا من الصراع والصداممايفرض الحوار و التضامن بين الأفارقة، مشيرا “إلى أنالعلماء الأفارقة لايمكنهم الصمت تجاه استفحال ظاهرة التطرفو العنف،مايخولهم تحذير المجتمعات الافريقية من هذه الظواهرالتي تشوه سمعة الدين“.

وأضاف أن المغرب يشكل إحدى السمات المميزة في الهويةالإسلامية– الأفريقية ، مايضمن للكل فرصة ممارسة حقوقهالدينية في ظل سكينةو استقرار.

وشدد رفقي على ضرورة نشر السلام الاجتماعي داخلالمجتمعات الأفريقية ، حيث توجد جماعات متطرفة في بعضالمناطق الافريقية منحتنفسها الحق في تبني قواعد ألصقتهابالإسلام وتعتبر نفسها مخولة للقيام بأعمال تخريبية مضرة، وفقتعبيره.

وقال إن مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة تسعى لعلماءيخدمون الضعفاء و يجسدون فضيلة السلام و يكتسبون الحكمة،و علماءيعرف كيفية الإنصات لآلام المجتمعات و يقدمون الآراءالنيرة.

من جهته قال عبد الرحمن سيسي، ممثل الرئاسة الإيفوارية، إنمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة تسعى لنشر الإسلامالمعتدل والمتسامح، مؤكدا أنهم في الحكومة الإيفوارية يدعونهملمواجهة التطرف العنيف الموجود في البلاد.

و أكد سيسي على أهمية حوار الأديان لإرساء أسس التعايش،مشيرا إلى وجود وزير للمصالحة و التعايش في البلاد .

وقال رئيس فرع مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة فيجمهورية كوت ديفوار مصطفى صونطا إن الرسالة الخالدةللأديان هي التيتجمع هذه الشخصيات الافريقية، مضيفا “نبحثإرساء سبل السلام ونعبر عن قلقنا حول الأوضاع في العالم، والندوة في هذا السياقالذي يهدد فيه التطرف العالم في ظلانتشار الأصولية“، وفق تعبيره.

و أشار صونطا أن الندوة تترجم مساعي العاهل المغربي محمدالسادس للحوار بين الأديان، مشبرا أن المغرب سبق أن أطلق فيعام 2015 مبادرة “كلنا مؤمنون“.

بينما شكر رئيس المجلس الأعلى للأئمة و المساجد في كوتديفوار عثمان دياكتي الأمة المسيحية باسم مجلس الأئمة، مؤكدالهم أن كوتديفوار تتسامى عن الحواجز الدينية.

و أضاف دياكتي أن أبيدجان هي عاصمة الحوار بين الأديان ، واختيار كوت ديفوار لاستضافة الندوة ليس من قبيل الصدفة بلهو اختيارللبلدان الافريقية، وفق تعبيره .

و أكد دياكتي أن البلاد تشهد حوارا صامتا في المدارس والأسواق و الشوارع، ماسمح لهم بالانخراط لسد الفراغ الذيخلفته المشاكلالسياسية و العسكرية سابقا، و الصور النمطية والأفعال الإسلاموفوبية تنخر هذا الحوار ، حسب تعبيره .

وقال إجناس ديبو بيسي؛ رئيس مؤتمر الأساقفة الكاتوليك فيكوت ديفوار إن حوار الأديان هو واقع وحقيقة في البلاد، مضيفاأن “تنظيممؤسسة مسلمة لهذه الندوة يوضح أن الدين رسالة قبلكل شيء“.

و أضاف بيسي أن الندوة جمعت كافة الأطياف على طاولةواحدة ، معتبرا أن التأويل الخاطئ للدين هو ماساهم في نشرالتطرف، حسبتعبيره.

من جهته قال سعيد شبار؛ في كلمة له باسم العلماء المغاربة إنالحوار بين الديانات شرط للسلام بين الحضارات، وهو “رسالةالأنبياء جميعاللدعوة للسلم و التعاون و نشر مكارم الأخلاق،واقتضى اختلاف الزمان و المكان وجود رسالة مشتركة بينالرسل، و ثمة أصول كلية مشتركةبين الرسالات ، و منها الوصاياالعشر“.

وذكر شبار بزيارة البابا فرانسيس للمغرب مارس 2019 ووصفهابالتاريخية، “ماعزز موقع المغرب في مجال الحوار الديني، ووردفي خطابالعاهل المغربي محمد السادس أن الديانات وجدتلانفتاح بعضها على بعض و التعارف فيما بينهما“.

وتهدف الندوة لاستدامة الرسالة الخالدة لسلام الأدیان تجاهالمجتمع الإیفواري والإفریقي وتجاه الإنسانیة جمعاء، وتسعىلتبني میثاقللسلام بین الفرقاء المشاركین، يسمى “میثاقابیدجان“.

و يسعى المشاركون خلال الندوة التي تستمر لثلاثة أيام لتنظيمحوار بین الأدیان لدى الطوائف الدینیة المختلفة، “نظراللمكتسبات التيستتحقق من خلال اللقاء بين الثقافات المختلفةمايشكل فهما جديدا للعالم“، وفق القائمين على الندوة.

و ستتناول الندوة خمسة محاور؛ وهي الأسرة والمدرسة ، والمجتمع المدني الإیفواري والأفريقي ، و تكوین الأطر الدینیةوتحسیسھا، و محورالأدیان والتواصل والوعظ، ومحور السلطاتالعمومیة والفاعلين الدينيين في مواجھة ظاھرة الأصولیةوالتطرف الدیني العنیف.