هل كان السيد قطب يكفر المجتمعات / المصطفي ولد الا

أحد, 07/22/2018 - 14:18

هل كان سيد قطب يكفر المجتماعات؟!
هُنالك مثل عربي يقول ( رمتني بدائها وانسلت )
وقد ذكره أبي الفضل النيسابوري في كتابه (مجمع الأمثال) حيث ان قصة هذا المثل هو رمي احدى النساء لإمراة ضريرة بعيب هو فيها

فقالت الضرة: رمتني بدائها!! فشاع المثل بين الناس.

وكذلك اليوم حيث يعيب الجامية على سيد قطب بعيب هم واقعين فيه!! وقد أخرج كبيرهم ربيع المدخلي كِتابًا بعنوان
(سيد قطب هو مصدر تكفير المجتمعات الإسلامية)!!

ولا يستغرب من سذاجة هذا الطرح لأنه كما يبدو
يجهل من هو مصدر تكفير المجتمعات، فالخوارج هم
أول من كفر المجتمعات وليس سيد قطب رحمه الله!!

قال أبو الحسن الأشعري رحمه الله : 
وزعمت الأزارقة أن من أقام في دار الكفر فهو كافر،
لا يسعه إلا الخروج . أهـ مقالات الإسلاميين (1/88) 
ومن أقوالهم : إذا كفر الإمام كفرت الرعية الغائب منهم
والشاهد . أهـ المرجع السابق، ص(109)

وظهور الخوارج العلني كان في معركة نهروان
سنة (659م) وسيد قُطب ولِدَ سنة (1906م)
أي بمعنى بينهم حوالي 1300 سنة
وربيع المدخلي يقول :
(سيد قطب مصدر تكفير المجتمعات) !!

ولو سلمنا جدلاً بأن سيد قطب رحمه الله يكفر المجتمعات
فهل يصح أن نقول أنهُ (المصدر) ؟!
وقد سبقه بذلك فرق الخوارج؟!

فكيف غاب عنه جميع تلك الفرق والجماعات؟!
ووصف سيد قطب رحمه الله بأنهُ هو المصدر ؟!

فإليك نص سيد قطب رحمه الله رداً على هذه الفرية
والمقصد الحقيقي لتعريف (المجتمعات الجاهلية لديه).

قال سيد قطب رحمه الله في آخر كتابٍ لهُ وهو
” لمذا أعدموني :
واتجاه المجموعة في الواحة إلى عدم تكفير الناس
من ناحية أخرى! وقد قلت له: إننا لم نكفر الناس
وهذا نقل مشوه إنما نحن نقول: إنهم صاروا من ناحية
الجهل بحقيقة العقيدة، وعدم تصور مدلولها الصحيح،
والبعد عن الحياة الإسلامية، إلى حال تشبه
حال المجتمعات في الجاهلية . (ص22)

ولكن هل مصطلح (المجتمع الجاهلي)
يعني أن السيد قطب رحمه الله يَحكمُ
على جميع أفرادهِ بالكفر؟!

ما هو المجتمع الجاهلي في فكر السيد قطب؟!
فقد ذكره في كتابه (معالم في الطريق) فقال:
(المجتمع الجاهلي هو: الذي لا يُطبَّق فيه الإسلام،
ولا تحكمه عقيدته وتصوّراته، وقيمه وموازينه،
ونظامه وشرائعه، وخلقه وسلوكه).

هل مكة كانت قبل الفتح تنطبق فيها تصورات
سيد قطب رحمه الله للمجتمع الجاهلي؟!

الجواب نعم،
فهل كان يكفر كل شخص في هذا المجتمع؟!

الجواب: لا، الدليل؟ جاء في كتاب في ظلال القرآن
في تفسير قوله تعالى من سورة الأنفال:
{والذين آمنوا ولم يهاجروا ما لكم من ولايتهم من شيء
حتى يهاجروا وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر
إلا على قوم بينهم وبينكم ميثاق}.

فقال سيد:
(فهؤلاء الأفراد ليسوا أعضاء في المجتمع المسلم،
ومن ثم لا تكون بينهم وبينه ولاية، ولكن هناك رابطة
العقيدة).

تأمل أن هؤلاء يعيشون في مجتمع جاهلي
حسب تصور سيد قطب رحمه الله ،
ومع ذلك قال أن هؤلاء بينهم وبين المسلمين
رابطة العقيدة -أي أنهم مسلمون !

فليس كل شخص يعيش في المجتمع الجاهلي
فهو كافر، وعليه فوصف السيد قطب رحمه الله
مجتمع ما بالجاهلي هذا لا يعني أنه حكم
على كل أفراده بالكفر كما يظن بعض السذجة والرعاع!

ولكن إن قالوا أن مصطلح “المجتمع الجاهلي”
هو وصف لازم للتكفير، فَيلزم من هذا أنهم هم
ومشايخهم تكفريين كسيد قطب رحمه الله!
فلقد قالوا نفس ما قال سيد قطب رحمه الله وإليك ما قالوا:

قال ربيع المدخلي “وأعجب من واقع كثير من الدعاة
اليوم يرون أمام أعينهم مظاهر الشرك،
فلا تحرك فيهم ساكنا، ولا يحسبون لهذا الواقع المر حسابا،
بل الأدهى والأمر أنهم يتذمرون ممن ينكر ويتألم
لهذا الواقع الجاهلي السيئ”.
كتاب “منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله” (ص.98)

وقال أيضا: “إن السياسيين الجاهليين بتحزبهم
مزقوا شباب الأمة، وفرقوهم أحزابا وشيعا،
كل حزب بما لديهم فرحون، وتابعوا الأحزاب الكافرة
الظاهرة والخفية في التنظيمات السرية والمشاركة
في المجالس والبرلمانات والديمقراطية الكافرة
في البلدان التي استعمرت ورضعت لبان الاستعمار
بكل ما فيه من تقاليد وقوانين وأنظمة كافرة”
أهل الحديث هم الطائفة المنصورة الناجية” (ص.84-85)

وقال في كتابه:
(منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله (ص141):
(قد تكون هي من الأسباب، وإلى جانبها أسباب أُخر،
هي كفر الشعوب بالله، وشركها به، وفسوقها عن هداية
الأنبياء).اهـ

وقال محمد أمان الجامي :
“فقد زاغ جمهور المسلمين عن المنهج،
فصاروا يعملون خارج المنهج في جوانب كثيرة،
مغيرين بذلك مفاهيم وتصورات كثيرة، فحياة المسلمين
اليوم أقرب إلى الجاهلية التي قبل مبعث النبي
منها إلى الحياة الإسلامية”. تصحيح المفاهيم” (ص.6)

وقال مقبل بن هادي والوادعي :
“فعلينا أن نتقي الله وأن نتصرف تصرفا إسلاميا
مع مجتمعاتنا هذه الجاهلية “.قمع المعاند” (ص.239)

وقال أيضا :
“فالفساد إذا لم يواجهه المصلحون بالتغيير باليد
أو باللسان أو بالقلب فإنه ينتشر كما هو شأنه
في مجتمعاتنا الجاهلية”. المصدر السابق
(ص.268)

وقال : “فهذه المجتمعات جاهلية لا تتقيد
بالكتاب والسنة”. المصدر السابق
(ص.284) وانظر(ص.236-238-447) من نفس المصدر.