باريس : في مقال مفصل إميلي منت الغوث تعلن إنسحابها من الترشح للنيابيات لأسباب خاصة

خميس, 04/06/2023 - 20:44

لقد اخترت ممارسة العمل السياسي عن قناعة راسخة لدي بانها هي الوسيلة الأفضل لخدمة الوطن والمواطن.. فمن خلال السياسية يمكن تحقيق المستحيل و تذليل كل الصعاب والتغلب على كل العقبات التي تواجه تطور البلد والنهوض به.. ومن خلال العمل السياسي الصادق والجاد يمكن العمل على الجمع بين كل الآراء التي تصب في مصلحة الوطن والمواطن، فالسياسة هي فن الممكن وتحقيق المستحيل، لكن يجب على السياسي ان يتحلى بالصدق والثبات على المبادئ، وان تكون له قناعات راسخة بالخط السياسي الذي يرى فيه نفسه ويمكنه من خلاله العمل على بلورة أفكاره وتجسيدها على أرض الواقع. 

لقد اعلنت في وقت سابق نيتي الترشح للمقعد البرلماني المخصص لدائرة أوروبا وذالك بعد السنوات من العمل السياسي والاجتماعي الميداني غصت خلاله وتعمقت في جميع جوانب الحياة والمصالح التي يحتاجها المغترب في اوروبا وعملت على اعداد مقترحات عملية قابلة للتنفيذ. 

الآن وبعد دراسة متأنية للمشهد السياسي في الداخل والخارج قررت بكل صدق مع نفسي ومع من منحوني ثقتهم وعبروا لي عن دعمهم قررت ان أتراجع عن هذا الترشح في الظرف الراهن... ان قناعتي لا تزال راسخة بأن الهدف من المقعد البرلماني ليس الامتيازات المادية و المعنوية بل هو عندي أكبر من ذالك كله، أن هدفي كان وسيظل هو خدمة المغتربين والعمل على تسهيل مصالحهم الاجتماعية وتوطيد صلتهم بالوطن وربطهم واشراكهم في صنع القرار على المستوى الوطني لما لذالك من اهمية كبرى على تطوير التنمية الاقتصادية والاجتماعية للوطن، فلاينبغي ان يكون البرلماني مجرد رقم او مقعد يقبض شاغله امتيازات مادية في نهاية الشهر، بل يجب ان يكون كما اسلفت لديه نية صادقة ويتحلى بالمسؤولية اتجاه وطنه واتجاه المغتربين، 
فالمغترب حين يستمع صناع القرار لمشاكله سيكون عجلة اساسية ومهمة في الدورة الاقتصادية للبلد وسيتسنى للوطن الاستفادة المثلى منه على الصعيد الاجتماعي و الاقتصادي. 

لقد عملت على معرفة جميع النواقص والمشاكل التي يعاني منها المغترب في بلد اقامتي فرنسا وفي بعض البلدان الاوروبية الأخرى وقد بحثت جميع هذه المشاكل  مقترحات بحلها مع المسؤولين في السفارات والقنصليات وممثلي الجاليات في البلدان التي زرتها وكلي امل ان نرى خطوات عملية عاجلة في اتجاه تنفيذ هذه المقترحات خاصة اني قد أحسست بحسن الاستماع من المسؤولين الذين قابلتهم وتعهدوا بأن يعملوا على تنفيذ كل مامن شانه تحسين ظروف المغتربين. 
 
وعودة للشأن السياسي العام لقد كنت اول من استبشر خيرًا بإتفاق الاحزاب السياسية والحكومة على قانون الترشح لدوائر الخارج وشعرت انها خطوة مهمة وعادلة حيث يتاح للمغترب اختيار من يمثله من بين المغتربين انفسهم فقط فلايعقل ان يمثل المغترب من من لايقيم في المهجر ولايعرف حقيقة الحياة ومتطلباتها فيه، لكن هذه النقطة كان يحب ان تدعم بفتح مكاتب للتصويت في اغلب العواصم و المدن الأوربية خاصة تلك التي تتوفر على جاليات باعداد كبيرة كبعض المدن والجزر الإسبانية وغيرها من المدن المدن الأوربية التي فيها جاليات بالآلاف ولاتتوفر حتى على مكاتب للحالة المدنية للأسف الشديد. 
فلايعقل ان تكون هناك سفارات وقنصليات لا يوجد فيها اي مصلحة تعنى بالمغترب خاصة مايتعلق بالحالة المدنية فعلى سبيل المثال هنالك قنصليات عملها يقتصر على منح ورقة واحدة وهي تصريح السفر للبلد Laissez-passer., في حين ان لديها من العمالة والموظفين مايكفي لتقديم الخدمة المطلوبة للمغتربين وحل مشاكلهم حسب نوعيتها ،

الان وقد تم منع اغلب المغتربين من المشاركة في الاقتراع في ظروف حسنة ومقبولة للجميع وذالك بعدم فتح مكاتب التصويت في المدن والاماكن التي يتواجد فيها الموريتانيين في اوروبا بكثرة  فاني اعلن تراجعي عن المشاركة في لاستحقاقات ،ولكني اعلن في الوقت نفسه بقائي باحثة ومطالبة بحل مشاكل الجالية في اوربا ، مشاكل الطلاب ، مشاكل التجار ، مشاكل الاوراق الثبوتية ، مشاكل الكوادر الموريتانية الموجودة في الخارج والتي تعتمد عليها قطاعات مهمة في النهوض بها في وقت لم يفتح لهم البلد أبوابه رغم الحاجة الشديدة  على جميع الأصعدة و القطاعات كالاندية الرياضية والبلديات والمستشفيات في مختلف التخصصات. 

وفي الاخير أرجو لمن سيكون ممثلا جديدا للاوروبا ان يعمل بصدق على تغيير الواقع الحالي واتمنى له التوفيق. 

اميلي منت الغوث 
باريس 6 ابريل 2023