مفكر العرب علي محمد الشرفاء الحمادي يكتب .. القرآن الكريم مصباح العدل والرحمة في عصر الصراعات

جمعة, 04/19/2024 - 07:01

أبرز المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي الدور الهام الذي يلعبه القرآن الكريم في توجيه البشرية نحو العدل والرحمة والسلام. يؤكد الحمادي على أهمية الرسالة الإلهية التي تضمنت إرسال الأنبياء مع كتب سماوية لتنير طريق البشر وتخرجهم من الظلمات إلى النور، مما يعينهم على العيش في سعادة وسلام.

كما شدد المفكر العربي علي الشرفاء على أن القرآن يخاطب العقل البشري ويدعو الناس إلى التدبر والتفكر في مخلوقات الله وآياته لبناء نظام يحفظ للناس حريتهم في اختيار عقائدهم، ويوجه سلوكهم بقيم عظيمة تفوق حضارات إنسانية كثيرة. ومع ذلك، يلاحظ الحمادي أن المسلمين يعانون من كوارث مستمرة منذ أكثر من أربعة عشر قرنًا مثل الحروب والمعارك، التي تسببت في معاناة هائلة.

ودعي المفكر العربي علي الشرفاء العقلاء والمثقفين في العالم الإسلامي، دون تمييز بين طائفة أو مذهب، إلى تعاون جاد ومخلص للتوصل إلى تفسير موحد لمقاصد آيات القرآن الكريم، وذلك بهدف تعزيز الخير العام والعدالة الاجتماعية. يؤكد على أهمية ترك المصادر الثانوية والتركيز على القرآن كمرجعية رئيسية لاستنباط التشريعات التي تنظم شؤون المجتمعات بعدل ورحمة.

في الختام، يحث المسلمين على أخذ موقف شجاع أمام الله وأمام أنفسهم ليكونوا الأمة الوسط التي تنير العالم بقيم الرحمة، العدل، والسلام.

“القرآن منهج حياة: استراتيجيات للعدالة والمحبة في الإسلام”

من رحمة الخالقِ سُبحانَهُ بخَلقِهِ أن أرسَلَ الرُّسُل والأنبياء بكتب كريمة من لدنه، يهدي بها الناسَ ويُضيء لَهُم طَريقَ الحياة وليُخرجهم من الظلماتِ إلى النور بالعلم والمعرفة، تعينهم على أن يعيشوا في سعادة وسلام ورخاء وإخاء.

إن الله تعالى يُخاطب العقل في قرآنه العظيم بأن يتدبر الناسُ آياته، ويتفكروا في مخلوقاتِهِ، ليؤسسوا على شريعة الله نظاماً، يَكفَلُ للناسِ الحُريةَ المُطلقة في اختيار عقائِدهم، ويُرشد سلوكهم بقيمٍ عَظيمَةٍ، لم ترق لها أعظَمُ الحَضاراتِ الإنسانية، بمبادئ العدل والتعاون والرحمة والسلام والمحبة بين الناس.

إنها دعوة للمثقفين في شتى المجالات، وعلماء الدين على اختلاف تخصصاتهم في العالم الإسلامي بكل طوائفهم، من أجل البحث الجادِ والمخلص، في سَبيلِ الخروج من الكارثة التي عاشها ويعيشها المسلمون من حروب ومعارك وصراعاتٍ على مدى أكثر من أربعة عشر قرناً حتى اليوم، أسالت الدماء بغزارة، وذَرفَتْ الدموعَ وبَلغَ الجُوعُ مَبْلَغَهُ، وَتَفَشَتْ الأمراض مكتسحة الناسَ دُونَ، رحمة، وأقفَرَتْ المُدن وحَلَّتْ فيها الـعـــداوة والتنافر والكراهية والبغضاء.

“التجرد في التفسير ..استباط معاني القرآن لتحقيق الوسطية والعدل”

إنَّ عُقلاء المسلمين والمثقفين ، مدعوون اليوم إلى وقفة مسؤولة ، دون تمييز لطائفة أو مذهب ، أو فرقةٍ أو حزب ، للتعاون والبحث الجاد المتجرد في سبيل الوصول إلى مفهوم واحد يتفق عليه الجميع ، فيما تعنيه مقاصد آيات القرآن الكريم لخير الإنسانية ، تاركين خلفهم مصادر رواياتهم ، مدركين بوعي كامل وإيمان ويقين ، بأن للدين الإسلامي مرجعية واحدةً ، وهى كتابُ اللهِ سُبحانَهُ الَّذِي نَزَّلَهُ على رسوله محمد عليه الصلاة و السلام ، والَّذِي أمره الخالق بإبلاغ خطابه للناس جميعاً ، وأن يكون القرآن الكريم مصدر استنباط التشريعات المختلفة التي تحتاجها المجتمعات الإنسانية لتنظيم شؤنها على أساس من العدل والرحمة ليتحد المسلمون ويكونوا بحق الأمة الوسط التي تحمل مشاعل النور الإلهي لتضيء به للإنسانية جمعاء ، طريق الرحمة والعدل والحرية والسلام ، وتقدّم للناس سبل الخير والتعاون واحترام حقوق الإنسان والتطور الحضاري ، وليتخذوا موقفاً شجاعاً أمام الله وأمام أنفسهم ومجتمعاتهم بتجرد وإخلاص للتشريع الإلهي ، ليعيدوا النظر بالتدبر وتحرّي الحقيقة في كتاب الله الكريم والبحث في أسباب الخلاف بين المسلمين منذ عهد وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام.

“رحمات الله وبركاته: كيف يعيد القرآن الأمن والسلام للعالم”

فلماذا ولمصلحة من كل هذه الجرائم؟ وتلك الحروب؟ ومتى سيتوقف القتل والتدمير؟ وكيف سيستطيع المسلمون إطفاء نيران الفتنة؟ إن ذلك لن يتحقق الا بالعودة لكتاب الله تعالى وقرآنه الكريم، الذي يضيء لنا الطريق ليخرجنا من الظلمات إلى النور. وعندئذ سوف ترفرف على المسلمين جميعاً رحماتُ الله وبركاته ويعود للبلاد الإسلامية والعالم أجمع الأمن والاستقرار والسلام. ومن أجل ذلك أمرنا الله سبحانه بقوله: ﴿اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ﴾ (الأعراف: ۳).

إن طاعة الرسول ﷺ فيما ينقله عن ربِّهِ للناس من قرآن مجيد وكتاب حكيم أنزله الله تعالى بالحق لعبادة الله الواحد الأحد، لتهذيب سلوك الإنسان وهدايته لطريق الخير والصلاح والتعاون فيما بينه وبين سائر الناس على اختلاف دياناتهم وأعراقهم، وينذرهم بما نهى الله عنه من إثم وذنب كي يحمي الإنسان من شرور نفسه ويعينه على إتباع طريق الهُدى، ليجزيه الله يوم القيامة خير الجزاء.