على محمد الشرفاء الحمادي يكتب : قل «تصويب الخطاب الديني» ولا تقل «تجديد الخطاب الديني».. وحقيقة المؤامرة الشيطانية ضد «القرآن»

أربعاء, 11/21/2018 - 13:33

ألأخبار ميديا : من الخطاء الاستمرار فى المطالبة بتجديد الخطاب الدينى ولكن المفروض أن  يكون تصويب الخطاب الديني معتمدا على مرجعية الخطاب الإلهي فقط، لان القرآن هو الكتاب الوحيد الذي أنزله الله على رسوله وأمره بتبليغ رسالته لناس بقوله تعالى (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ۖ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ۚ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (67) المائدة.

والتكليف الإلهي قد حصر مهمة الرسول فقط فى حمل الرسالة وتبليغها للناس وشرح مراد الله من آياته لهم ولا زيادة على الرسالة بحرف واحد كما حدد الله له أسلوب الدعوة بقوله تعالى (ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنَُ (125) النحل،  وأمره بالا يعتبر المهمة الإلهية وصاية على الناس فهم أحرار فى عقائدهم وحسابهم عند الله تأكيدا لقوله تعالى (فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ) وقال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا).. فمهمة الرسول ومسؤوليته اقتصرت على البلاغ فقط.

أما ما ينسب إليه من روايات فقد تم إعدادها وفق مخطط جهنمي لكي يغرقوا العقول فى متاهات الروايات وتتصارع المرجعيات لكل منهم رواتها وتتمزق الأمة وتصبح طوائف وجماعات متفرقة يقتل بعضهم بعضا ذلك ما تسببت به الروايات والتي استطاعت أن تطغى على الآيات وأسرت العقول وسيطرت على الإفهام وتم تقديسها حتى وصلوا بها إلى قدسية القرآن الكريم ونجحت المؤامرة الشيطانية لصرف العرب بالذات عن كتاب الله الذي يدعوهم للوحدة والرحمة والعدل والحريّة والسلام وعدم الاعتداء على الناس وعلى حقوقهم ولا يغتصبوا أموالهم ويحتلوا أوطانهم، دعوة للسلام لكل الناس دون تفريق بين دين وآخر أو لون أو عقيدة,

رسالة الإسلام رسالة للمحبة والمودة والتعاون بين شعوب الأرض حيث يقول سبحانه (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13)  الحجرات وقال تعالى : (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (2) المائدة.

لقد استطاع الأبالسة من البشر أن يكيفوا الروايات باستخدام مصطلح سنة الرسول لكي تحدث تصادم بين مبادئ القرآن وما ينفع الناس وبين الروايات المنسوبة للرسول لغرض خبيث لصرف المسلمين عن كتاب الله ويبتعدوا عن رسالة الإسلام لزرع الفتن بينهم ويتخلفون عن ركب الحضارة الإنسانية علما بان الله سبحان انزل أول سورة على رسوله (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5) العلق. أليست دعوة للعلم والقراءة والتفكر فى خلق السموات والأرض واستكشاف كنوز الأرض لتسخيرها لتعمير الأرض وخدمة الإنسان أليست تلك معصية عندما يتخلى العرب والمسلمون عن أوامر الله آلتي تدعوهم للعلم والتقدم والبناء.

ألم يكن من المفروض أن يقود العرب بالنور الإلهي كتاب الله الحضارة الإنسانية وان يكونوا سباقين لتطبيق العدل والحريّة والسلام وحماية حقوق الإنسان فى الحياة والعيش الكريم.

ألم يستطيع علماء العرب أن يفرقوا بين القول وبين العمل ألم تكن سنة الرسول هي المعاملة والعبادات والسلوك القويم الذي وصفه الله به بقوله (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) أين أخلاق المسلمين من أخلاق رسولهم وكما وصفه أيضا بقوله (مَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ).

فأين الرحمة فى قلوب العرب والمسلمين وهم يقتلون الأطفال والنساء والرجال الأبرياء دون ذنب ويجزون أعناقهم باسم الإسلام تلك أسباب الروايات التي لا يريد الجهلة والأغبياء أن يتخلوا عنها ويرجعوا إلى كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من أمامه ومن خلفه أنهم كما قال سبحانه (رِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) وقال تعالى (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَىٰ كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُم مُّعْرِضُونَ ) بأمر الله ستتبدد  الظلمة ويسطع نور القرآن وستفر الثعالب إلى جحورها وستعلو كلمة الله فى الأرض والله على كل شيء قدير.