قراءة تحليلة في حظوظ المترشحين للانتخابات الرئاسية 2024.

أحد, 05/19/2024 - 22:02

الاخبار ميديا : بعد إعلان المجلس الدستوري القائمة الأولية للمترشحين الذين سيخوضون غمار الانتخابات الرئاسية، بدأ العد التنازلي لحظوظ المترشحين لأسمى منصب تنفيذي في البلاد، رئاسة الجمهورية، حيث تضمنت القائمة 7 أسماء، تباينت تجاربهم السياسية والمهنية والنضالية.
 
يعد المترشح محمد ولد الشيخ الغزواني، البالغ من العمر 67 عامًا، مرشح الأغلبية الحاكمة والرئيس الحالي للبلاد، تولى الرئاسة في عام 2019 ويُسمح له دستوريًا بولاية ثانية، له تجربة عسكرية شغل خلالها مناصب أمنية حساسة، كإدارته للأمن الوطني وقيادته للأركان العامة للجيوش، مما أكسبه، معرفة واسعة بالخريطة السياسية والاجتماعية في البلاد، إضافة إلى كونه يحظى بدعم المؤسسة العسكرية والطبقة السياسية التقليدية، وله يد طولى في الطرق الصوفية في البلاد، وهي التي تمتلك تأثيرًا وتوجيهًا ضاربا بجذوره في القدم.

تشير التحليلات إلى أنه قد يتجاوز عتبة النجاح في الشوط الأول من الانتخابات، بنسبة 52% من أصوات الناخبين كما يُعتبر الأوفر حظًا في الاستحقاق الرئاسي لعام 2024، مع تحليلات تُشير إلى أنه قد نجح في مجالات رئيسية خلال فترة حكمه، كالتهدئة السياسية والبعد الاجتماعي حيث وسع دور مؤسسات العمل الاجتماعي وأطلق برامج لتحسين الاقتصاد الريفي ودعم الطبقات المهمشة إضافة إلى جعل اقتصاد البلاد ذا ثقة عند المؤسسات الدولية وأدار اكتشافات الغاز والمعادن بشكل يعد بالرفاه للبلاد.

يعتبر محمد الأمين المرتجى الوافي، المرشح الأقرب من النظام الحاكم في موريتانيا، حيث يحظى بدعم ملحوظ من الحزب الحاكم، خاصة بعد حصوله على التزكيات اللازمة من المستشارين التابعين للحزب،
 وقد ترشح في انتخابات 2019 وحصل على نسبة أقل من 1% ولم يثنه ذلك عن خوض السباق نحو الرمادي من جديد، ولم يستبعد محللون حصوله على نسبة قريبة من نسبته التى حصل عليها أثناء ترشحه الماض، حيث أعرب عن إصراره على النجاح من جديد في الانتخابات القادمة.

إن دخول حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية بترشيح رئيسه امّادي ولد سيدي المختار في السياسة الموريتانية، خاصةً بعد فترة من الدعم لمرشحين من المعارضة، يشير إلى تحول في رغبة الحزب بتعزيز دوره وتأثيره في الحياة السياسية، وربما يعكس أيضًا تغيرًا في استراتيجياته نحو المشاركة المباشرة في الانتخابات.

أمادي ولد سيدي المختار، بخلفيته الدينية والعلمية، يمكن أن يجذب الناخبين الذين يقدرون القيم التقليدية والمعرفة الدينية والحزب ذا المرجعية الإسلامية، إلا أنه مع ذلك، في نفس الوقت يواجه تحديات، مثل تفكك قيادات حزبه وانضمام بعضهم للنظام الحاكم، ما قد يؤثر على قدرته على توحيد الدعم وتقديم بديل قوي للنظام الحالي.

يمثل النائب البرلماني العيد ولد محمد نموذجًا للسياسي الذي يجمع بين الخبرة القانونية والمرونة السياسية، إذ أن قدرته على الحفاظ على علاقات جيدة مع مختلف الأطراف وخطابه المعتدل يجعلان منه شخصية مؤثرة ومحترمة في الأوساط الحقوقية والأكادمية، وهو داخل في تحالفات سياسية ومع ذلك، فإن التحديات التي يواجهها في ترشحه تتطلب منه استراتيجية واضحة لتعزيز مكانته السياسية وتوسيع قاعدته الانتخابية.

لم يغب عن المشهد السياسي والسباق الانخابي في موريتانيا حضور مرشح حزب التحالف من أجل العدالة والديمقراطية"حركة التجديد" مامادو بوكار با، فهو يشغل منصب رئيس الحرب خلفا لإبراهيما مختار صار، وقد أوضح المترشح أنه يدرك صعوبه الواقع إلا أنه يعول مع فريقه على تجذيز أهداف الحزب والعمل على دينامكيته، معتبرا أن موريتانيا على غرار باقي دول المنطقة "أمام وضعية خطيرة" ويرى  محللون أنه دخوله المشهد السياسي والسباق الرئاسي كمورشح لحزبه قد يعزز من مكانته السياسية في ظل تنافس صعب بين عدة مرشحين.

يدخل ضمن المرشحين الحالين للرئاسيات المرشح بيرام الداه اعبيد، الشخصية المعروفة بنضالها  الطويل ضد العبودية والذي عُرف أيضًا بمواقفه السياسية المتقلبة بين المعارضة والتحالف مع السلطة.

 يُعتبر بيرام ولد اعبيد من الشخصيات البارزة في المشهد السياسي ، خاصة بعد حصوله على المركز الثاني في انتخابات 2019 بنسبة 18.58%.

من خلال خطابه القوي ضد الفساد والرشوة والنفوذ القبلي، استطاع اعبيد أن يكسب تأييدًا بين الشباب والطبقات المهمشة. ومع ذلك، واجه انتقادات حادة بسبب حرقه للكتب الفقهية ووصفه لبعض العلماء بأنهم رموز للسوء، مما أثار جدلًا واسعًا حول مدى احترامه للتقاليد الدينية والثقافية، وهو حسب المتابعين له حظوظ قوية مقارنة مع باقي المرشحين غير المرشح غزواني.

 إن إعلان لبروفيسور اوتوما سوماري لترشحه، يعتبر أول تجربة له في السباق نحو القصر الرمادي، وهو الذي يشغل منصب مدير مركز التخصصات الطبية، ويتمتع بمكانة مرموقة في المجال الطبي كجراح أعصاب.
 تنوع خبراته ومهاراته الطبية واللغوية، شارك في في حوار داكار عام 2009 واختير من قبل حزب تكتل القوى الديمقراطية لتمثيله في اللجنة المكلفة بمتابعة المفاوضات، وقد قرر خوض غمار السباق وسط زحام سياسي يراه مراقبون بدأت تنجلي ملامحه من خلال التحالفات والكتل السياسية في ربوع الوطن. 

الأخبار ميديا