في ظل الأوضاع السياسية المتقلبة في موريتانيا، يقف الرئيس محمد ولد الغزواني أمام تحديات كبيرة تتطلب منه التوازن بين الدعم الواسع من جميع الأطراف السياسية والتعامل مع الصراعات الداخلية بين المحيطين به من معاونين ومقربين وهي صراعات قد تعكر صفو عمله الحكومي وتؤثر على مشروعه السياسي.
يمتلك الرئيس محمد ولد الغزواني مكانة عظيمة في نفوس الشعب والساسة الموريتانيين بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية، حيث يحترمونه كرئيس للدولة و كشخصية وطنية نظيفة خلوقة هادئة ومتزنة.
لقد استطاع ولد غزواني خلال مأموريته الأولى أن يجمع حوله قادة المعارضة بشقيها الراديكالي والمعتدل بشيوخها ورجالها وشبابها فأعلن اليساري والإسلامي والتكتلي والإيراوي دعمه حتى قال رئيس حركة إيرا بيرام ولد اعبيد أنذاك مقولته المشهورة "آن ريت صاحبي" وحتى قيل لامعارضة للرئيس، إلا أن بعض معاوني الرئيس والمحيطين به ضيعوا تلك الفرصة فلم يستثمروها.
لقد منح ولد الغزواني الصلاحيات التامة لرؤساء القطاعات الحكومية وأعلن عدم تدخله في تسييرها وهو مايعني تحملهم المسؤولية الكاملة لنجاح المهام الموكلة إليهم أو فشلها وتحمل تبيعات ذلك الفشل.
لقد أخطأ معاونو الرئيس في البحث عن شخصيات من شريحة لحراطين لمواجهة برام فمُنحوا أكثر من منصب ذا أهمية كبرى إلا أنهم فشلوا في استقطاب شريحة لحراطين وسحب البساط من تحت بيرام ولد اعبيد.
خلال الحملة الرئاسية المنصرمة برزت بعض مظاهر فشل المحيطين بالرئيس، فظهور من يهتف في زيارة المرشح غزواني بعبارات غير مسؤولة خطأ فادح يتحملة المحيطين بالرئيس إلا أن الرئيس أرسل من خلاله رسالة ود واحترام لبيرام مُؤولا الحدث على أنه في سياق آخر، ولم يكن ولد أعبيد ليهمل تلك الفرصة فتلقاها بإيجاب واحترام.
يدرك المتابعون للشأن السياسي والأمني أن المرشح بيرام شخصية لابد من إشراكها والتهدئة معها وهو بطبيعته يقبل المهادنة إذا وضعت في سياقاتها الوطنية والاجتماعية وهو أمر يدركه سيادة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني إلا أن المحيطين به يرون تلك المهادنة تفسد مصالهم التي تستمد قوتها من عمق الصراع./ نوح محمد محمود