ملامح حكومة الرئيس غزواني القادمة بين الكفاءات المنتظرة والإصلاحات المنشودة

خميس, 07/04/2024 - 23:40

مع فوز الرئيس محمد ولد الغزواني في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، ومع بداية مأموريته الثانية تتوجه الأنظار إلى تشكيل حكومة جديدة، حيث ينتظر الشعب الموريتاني بفارغ الصبر حكومة تتمتع بالكفاءة والنزاهة والقدرة على مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية الراهنة. 
في هذا السياق، تبرز أسماء عدة شخصيات مرشحة لتولي منصب قيادة الحكومة وذلك يعود إلى سجلها السياسي والمهني الذي يؤهلها لقيادة البلاد نحو مستقبل أفضل.
يعد المختار ولد اجاي مهندس الإصلاح المالي والوزير الحالي ومدير ديوان الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني من الأسماء البارزة في الأوساط السياسية، والمؤهلة لمنصب الوزير الأول  كقائد للحكومة المرتقبة، وذلك يعود لدوره الكبير في إصلاح النظام المالي خلال فترة توليه منصب وزير المالية في عهد الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز، حيث تمكن ولد اجاي من إعادة هيكلة النظام الضريبي مما أسهم في تحسين الإيرادات العامة وانتشال  القطاع المالي من الفساد المستشري.
يمتاز ولد اجاي بقوته الإدارية والسياسية وبعدم خضوعه لضغوط رجال الأعمال المتهربين من الضرائب، مما يعزز من فرصه في تولي منصب حساس في الحكومة القادمة، كما يُتوقع أن تسهم مشاركته في تعزيز الشفافية المالية وتنفيذ إصلاحات اقتصادية حقيقية.
لايغيب ذكر رائد الإصلاح في قطاع المياه، إسماعيل ولد عبد الفتاح عن دائرة التوقع لقيادة الحكومة الجديدة، فهو يشغل حالياً منصب وزير المياه، وقد نجح في إجراء إصلاحات جوهرية في هذا القطاع الحساس. 
عمل ولد عبد الفتاح على تحسين إدارة الموارد المائية، والحد من الفساد والإهمال الذي كان يعيق مشاريع المياه، بفضل كفاءته ونزاهته، فهو يُنظر إليه كمرشح قوي لمنصب الوزير الأول.
إن بين الشيخصيات التي يُطرح اسمها كأهم الشخصيات المتوقعة ضمن الأسماء المطروحة لقيادة الحكومة القادمة الشيخ ولد زيدان، حيث يعتبر صوت الشباب ورمز الاستقامة والنزاهة، فهو إطار كفؤ ينحدر من ولاية لعصابة ويتمتع بسمعة طيبة في الأوساط السياسية.
 لقد عُرف ولد زيدان بنزاهته واستقامته، وهو ما يجعله من أهم الأسماء المرشحة بقوة على رأس الجهاز التنفيذي الثاني بعد رئاسة الجمهورية، فهو يمثل صوت الشباب الطامحين إلى المشاركة في صنع القرار، مما يتماشى مع وعود الرئيس غزواني بإشراك الشباب، ويتوقع مراقبون أن تسهم قيادته للحكومة المرتقبة في تقديم رؤى جديدة وحلول مبتكرة للمشاكل التي تواجه البلاد.
تجمع شركات الطاقة ومهندسوها على كفاءة المصطفي ولد بشير خبير الطاقة، فهو من الكفاءات الوطنية النادرة في مجال الطاقة في موريتانيا. 
ينحدر ولد بشير من ولاية الحوض الغربي وتحديدا من مقاطعة الطينطان وهو أخ الوزير الأول السابق محمد سالم ولد البشير.
يشغل المصطفى منصب المدير العام للمحروقات ومستشار وزير الطاقة، وله دور كبير في إنجاز مشاريع الغاز المشتركة مع السنغال. 
تلقى إشادة من كبريات الشركات العالمية مثل BP، مما يعزز من فرصه بتكليفه من طرف الرئيس غزواني بتشكيل حكومة كفاءات وطنية شاملة ذات تمثيل واسع. 
محمدو ولد احمدو ولمحيميد، وزير التجهيز والنقل السابق وابن الإمارة ومستشار الرئيس، يعتبر من الشخصيات المرموقة في الأوساط السياسية، عرف بحكمته واستقامته، ونجح في تنسيق الحملات الانتخابية بولاية لعصابة حيث أدارة مختلف الأحلاف السياسية والاجتماعية في الولاية بفعالية.
 يعتبر ولد لمحيميد مرشحاً قوياً لتولي منصب قيادة الحكومة المقبلة، بفضل قدرته على إدارة التحديات وتقديم حلول متوازنة.
إن من بين الشخصيات المتوقعة للفوز بتكليفها وتشريفها من طرف الرئيس ولد الشيخ الغزواني بقيادة حكومته، بعد تنصيبه، مدير ميناء نواكشوط السيد سيدي محمد ولد محم، فهو السياسي والإداري المتمكن، ويتمتع بسمعة جيدة كإداري متميز وسياسي بارع. 
لقد لعب ولد محم دوراً مهماً كمدير مساعد لحملة المرشح غزواني، مما يعزز فرصه في تولي قيادة الحكومة الجديدة.
لايستبعد مراقبون قيادة مفوض منظمة استثمار نهر السنغال الدكتور محمد ولد عبد الفتاح، للحكومة القادمة، فهو من الأسماء البارزة في المشهد السياسي الموريتاني، فبفضل قربه من الرئيس وإسناده إليه ملفات حساسة  يُتوقع أن يُختار وزيرا أول مكلفا بتشكيل الحكومة القادمة، حيث يملك ولد عبد الفتاح  سجلًا حافلًا بالكفاءة وإدارة ملفات كبريات المشاريع الدولية في الغاز.
ينحدر ولد عبد الفتاح من العاصمة السياسية لولاية الترارزة روصو وهي المدينة التي انتزعها ولد الغزواني ولأول مرة من تحالف النائب بيرام ولد اعبيد، حيث كان لمحمد عبد الفتاح دور بارز في ذلك الانتزاع مما يجعله مرشحًا قويا لتولي هذا المنصب الحساس.
تشكل قيادة الحكومة الجديدة في موريتانيا فرصة لتحقيق تغيير إيجابي وملموس في حياة المواطنين، فبفضل الكفاءة التي يتمتع بها الوزير الأول يمكن للرئيس غزواني إيجاد حكومة قادرة على مواجهة التحديات وتحقيق الإصلاحات المطلوبة، كما يتطلع الشعب الموريتاني إلى هذه الحكومة بأمل كبير، آملين أن تكون بداية لمرحلة جديدة من التنمية والاستقرار، تسهم في تحسين مستوى المعيشة وتعزيز الوحدة الوطنية .

عبد الرحمن نوح