عشر سنين ... و الشمس في كبد السماء مريضة...

خميس, 08/29/2024 - 07:26

في مثل هذا اليوم حزم النور أمتعته و رحل من عاصمة الأنوار و الأرض واجفة تكاد تمور .
ما كنتُ أحسبُ قبل دفنكَ في الثّرَى  *  أنّ الكَواكِبَ في التّرابِ تَغُورُ
رحل " بو عمامة بيظة " فصار الليل مشتملا علينا كأن الليل ليس له نهارُ و طويت يومها صفحة مشرقة من تاريخ هذا البلد القفار.
كُفن الكرم الغير متكلف و الجود الغير مصطنع و رحل شيخ الأشياخ "المتعدلين" و الأقطاب "الياسرين".
الإبل عند أعل الشيخ الرقى ... عادة فيها معهودة 
و ألا ترقي مفرقة ... ولَّ ترقي مگيودة.
رحل علو الكعب في التصوف و الذوق و التدرج في المراتب إلى وحدة الشهود و الفناء بالمكون عن الأكوان و برؤية موجده عن ملاحظة  وجوده.
رحل القطب الرباني و الغوث الصمداني و غابت شمه ظهرا في آمدير حيث أشرقت عشرينيات القرن الماضي، تسع عقود من السعي إلى الله بإطعام الطعام و إفشاء السلام و الصلاة بالليل و الناس نيام.
الناحر الكوم ما ينفك يطعمها ... و الواهب المئة الحمراء براعيها.
شدت على "الشيه" قباطي الأكفان و نحن من يومها في سمادير سكرة لأيتامنا الذين أقحطوا، تعاورهم النسور أكفها ينهشنهم و حواجل الغربان، و لزماننا الفاجع الذي ألقى علينا بكلكل و جران.
بِمُصيبَةٍ لا تُستَقالُ جَليلَةٍ ... غَلَبَت عَزاءَ القَومِ وَالنِسيانِ
هَدَّت حُصوناً كُنَّ قَبلُ مَلاوِذاً ... لِذَوي الكُهولِ مَعاً وَلِلشُّبانِ
أَضحَت وَأَضحى سورُها مِن بَعدِهِ ... مُتَهَدِّمَ الأَركانِ وَالبُنيانِ
لأعراضنا التى كنا نغار من أجلها على العواتق أن ترى فخرجن يوم غاب النور مستيقنات بعده بهوان.
فعند الله نحتسبُ شيخنا أعل الشيخ رضي الله عنه و عنا به.
الطالب جدو ولد تقر ولد محمد